لا أحب الحديث في المطلق بعيداً عن الأرقام والوثائق. الكلام في المطلق لا يساوي خردلة أمام المنطق ولغة العلم والمعرفة. عندنا تاريخ، بين أيدينا حاضر وأمامنا مستقبل، وأنا عودت القراء الكتابة في كل شيء بلغة الأرقام وطرح المستندات. من يريد المناظرة فأنا على استعداد، فلتسمح السلطة برفع السقف وليوضع كل شيء على الطاولة وأنا على استعداد أن آتي بكل ملفاتي وبكل أرقامي لأناظر أي كاتب أو كاتبة أو مسئول في أي ملف، وأتمنى أن أُحرج أمام الملأ بأني إنسان مبالغ أو يعمل على خلط أوراق وما إلى ذلك. سأظل أعمل على ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص والدعوة للمواطن الصالح أياً يكن انتماؤه العرقي أو المذهبي.
نقطة جوهرية لا يختلف عليها عاقلان: ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص مع شرط الولاء للوطن ولمشروع جلالة الملك الإصلاحي في مبادئه الداعية إلى نبذ العنف وترسيخ العدالة الاجتماعية والمساواة من دون أي تفريق. نظام الامتيازات قد ولى وتوزيع الكعكة على طريقة خلط الأوراق ما عادت تجدي ولن يحرفني عن هدف ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص أحد لأنه مبدأ يقره الله والشريعة والقانون الدولي والدستور البحريني. أقيمت الدنيا أم أقعدت، قبل من قبل ورضي من رضي ومن لا يقبله فليشرب من ماء البحر. أنا أعلم أن كتاباتي قد تعقد فيها المشانق في كل محفل، وكل يوم ستلقى على هذا الخطاب الحجارة من كل من انتفع وتضخمت مصالحه بفوضى المحسوبيات والامتيازات والحنان الرسمي في توزيع المناصب ومنح البعثات وتقاسم الوحدات السكنية ولفلفة المؤسسات واحدة بعد الأخرى والاستئثار بالمناقصات والحصص الاقتصادية من وزير أو مسئول أو مثقف أو... من أي انتماء.
مازلت لا أعلم لماذا الخوف من ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص وهو شعار قرآني قبل أن يكون وطنياً. خلاصة كل مقالاتي ودعواتي في المنابر اختصرتها في هذا الشعار «إذا جاءكم من ترضون كفاءته ووطنيته فوظفوه وإن لم تفعلوا تكن فتنة ويكن فساد كبير». نعم من يحمل الكفاءة هو المقدم أياً يكن انتماؤه بلا تفريق ولو كان بحرينياً مسيحياً. هل هنالك منصف وطني حقيقي يدعي الإنسانية والثقافة يرفض هذا الشعار. لا علينا هذه مجرد زوبعات تريد أن تحرق عقلية الجمهور تجاه الملفات الحرجة القادمة. موضوع الكتاب والكتابات وما تعلبه الصحافة من طمس الحقائق موضوعاً سنتكلم عنه. وأنا على استعداد لمحاكمة الماضي بكل افرعه وبكل ملفاته ملفاً ملفاً شريطة عدم انتقاء الملفات، وأتمنى على الكاتبة سوسن الشاعر أن تكون على اهبة الاستعداد لذلك، وأنا لن اتكلم في المطلق والفراغ... لا ابداً. ومادامت الكاتبة طرحت موضوعاً وتملك شجاعة النقد ومحاكمة الماضي والحاضر فأنا على استعداد تام بما في ذلك القضايا التي طرحتها هي من قضايا الوزراء ومسائل تتعلق بالعمولات والاشتغال وليس الانشغال في التجارة وقضايا المحسوبية ومعايير التعيين والثراء السريع وتملك العقارات المحلية والخارجية غير محتسبين ما يشاع عن حجم الارصدة التي يتمتع بها اشخاص والتي بدورها أثرت على الوطن و«دفع المواطن ثمنها لشوارع مهترئة وكهرباء متقطعة وجسور مغلقة وموازنات لا تتغير لباقي وزارات الخدمات التي تجبر على شد الحزام للتغطية على النقص» فهل الكاتبة سوسن الشاعر على استعداد هي والكاتب حافظ الشيخ وعبدالمنعم ابراهيم وبقية الزملاء للدخول معي في لجنة تقصي حقائق لمحاكمة الماضي والحاضر لكل هذه القضايا لتصحيح الوضع، فدورنا أن نوفر الحقائق والوثائق والأرقام، ويوم نكتشف فساداً موثقاً على اي مسئول أو مؤسسة نقوم برفع دعوى عليهم في النيابة العامة؟
بالنسبة لي ابحث عن هذه الوطنية وعن هذه الغيرة على مصالح المجتمع البحريني وأنا بدوري كفيتهم المؤنة عن ملف الأوقاف الجعفرية فهي قضية متكاملة الأركان، فهل زملائي الاعزاء الغيورون على اصلاح البلاد - وأنا لا اشك في ذلك - على استعداد لأن يرفعوا دعوى على المتورطين بالتجاوزات أياً يكونوا؟ سأريهم الحقائق بالمستندات فهل يقبلون العرض؟ هذا أولاً. وثانياً: الكاتبة سوسن الشاعر... لقد قمت بالدخول في ملف الكهرباء وطالبت بالشفافية وترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص والوطنية الأصيلة حتى أنني تأثرت كثيراً بتنهداتك عندما كنت متألمة في مقالك يوم أمس «آآآخ يا وطن والله إن الفؤاد يحترق على هذه الأرض الطيبة». آهتك استاذة سوسن جعلتني أبكي متألماً وذكرتني بآلامك الوطنية في قضية شارع المعارض مروراً بندوة قناة «الحرة» الأخيرة التي قمت بتسجيلها وتحريرها كتابياً لأناقشك امام الملأ فيها وخصوصاً عندما تعرضت للوطن. أقول بكيت لهذه «الآخ»، فما رأيك لو تساعدينا في فتح ملف الكهرباء بملفاته الإدارية والمالية وقضايا المناقصات وقضايا تتعلق بالامتيازات من توظيف ومنح وبعثات لنحول هذه «الآآآخ» وهذه التنهدات إلى برنامج عملي كي لا يفهم القارئ خطأ فيظن أنها مجرد انفعالات عابرة. وأنا بدوري سأوصلك - بما امتلكه - إلى الخطوط وكل أمر يزيل هذه الآهات وأزيدك ايضاً اني على استعداد لنفتح ملفات كل الوزارات والمؤسسات بلا استثناء لما امتلكه من معلومات شريطة ان تجلسي معي بعد كل ذلك على طاولة واحدة لنضع النقاط على الحروف من دون تلكؤ أو خوف، وسنناقش كل ما تم من اية فترة زمنية تريدينها لنسأل أي وزير واي مسئول بالوثائق وليس بالكلام المطلق. نناقش الجشي والمنصور وعبدالله جمعة عن كل مسألة حتى نعرف كيف وقعت الكارثة وألا يقتصر الحديث على هذه الوزارة فقط بل كل الوزارات وفي الأمور التي تحبين أن نبدأ بها... فما رأيك الآن؟ ألا تعتقدين أن ذلك أفضل من التأوه على الأوطان والوطنية؟
وهناك ملف يسمى ملف «بودي» أعد القراء بالبدء به حال الانتهاء منه، ولكن في الوقت المناسب على طريقة «عودي يا يمه عودي فالقصة تبدأ يوم كان بودي» وهذا يذكرني بمقال لكاتب مصري يعقد مقارنة بين موت هادي نصرالله ودودي الفايد عنونه بـ : «بين دودي وهادي» وللحديث بقية.
إشارات
- في مفارقة عجيبة مضحكة مبكية، مجيد العوضي يقول: «ألبا هي المسئولة عن انقطاع الكهرباء» والرئيس التنفيذي لـ «ألبا» بروس هول يقول: «لسنا مسئولين عن انقطاع الكهرباء». كلاهما مسئولان من العيار الثقيل ونحن ضعنا في «الطوشة».
- البرلمان يقول انه سيفتح تحقيقاً في ملف الكهرباء والسؤال: متى؟ وهل في كل شيء؟ وهل سيشتمل الملف على مساءلة الوزير السابق عبدالله جمعة؟ وهل سيتم التحقيق مع بقية المسئولين؟ وهل ستناقش قضية تخصص هندسة كيمائية في شبكة تتعلق بالكهرباء؟
- أقول لوكيل وزارة الكهرباء مجيد العوضي «مهندس كيماوي» ماذا عن محطة الدور؟ وما هو انتاجها؟ وهل نحن مقبلون على كارثة مائية على طريقة الكارثة الكهربائية؟
- متى ستتم بحرنة إدارة الأمن الصناعي بأكملها؟
- إدارة توزيع المياه في الجفير يوجد بها فنيون اجانب، فلماذا لا يستبدلون ببحرينيين؟
- أقول ما هو مصير لجنة التطوير للرقابة الإدارية والمالية التي تشكلت بأمر من جلالة الملك حفظه الله؟ اتمنى من الكاتبة سوسن الشاعر ان تسأل عن هذه اللجنة ايضاً؟
- الوزير يطالب بتخصيص 700 مليون دينار لتطوير شبكة الكهرباء. والسؤال: هل جاء الطلب على اساس دراسات ميدانية وهي جاهزة قيد التنفيذ من حيث اعداد جداول... الخ؟
- خبر مهم: وزارة التربية هذه الأيام تقوم بعرض قوائم الوظائف بعيداً عن الصحافة، لماذا؟
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 723 - السبت 28 أغسطس 2004م الموافق 12 رجب 1425هـ