سيظل كل رياضي بحريني «يدقّ» على «لحام» المنشآت الرياضية التي أصبحت مرضاً مزمناً في جسدنا الرياضي حتى يأتي الفرج عاجلاً أم آجلاً.
وعبر هذه السطور سنحاول مجدداً أن «ندق» على اللحام نفسه ونطرح مقولة «تنظيم الدورات والبطولات يجيب للبلد المنشآت» لعل وعسى أن تكون تلك المقولة أسلوباً نصل من خلاله إلى إدراك غايتنا «الحلم» على رغم أن تاريخنا الرياضي يشير إلى أن هذا الأسلوب لم يغيّر من واقعنا شيئاً.
فمثلاً، صالة مركز الشباب بالجفير أنشئت العام 1978 واستضافت كأس آسيا للطائرة وبعدها كأس العالم للشباب، فضلاً عن البطولات الخليجية والعربية المختلفة، وكأس آسيا لكرة اليد. وظلت هذه الصالة تصارع الزمن حتى عادت البحرين إلى تنظيم بطولة العالم للشباب العام 97، وعلى الصالة نفسها بالإضافة إلى مركز المعارض الذي وجدنا فيه منفذاً في أوقات الشدائد. ومازلنا نتذكر الظروف الصعبة التي عاشتها البحرين إبان تنظيمها بطولة العالم 97 وكادت تُلغى، وأصبحت صالة الجفير إرثاَ يحق له أن يصرخ «كفاية حرام»!
وينطبق الحال على ملاعب كرة القدم، فنحن نظمنا كأس الخليج العامين 86 و98، وخلال السنوات الـ 12 بينهما لم ننشئ ملعباً كروياً، وظللنا نواصل هوايتنا المفضلة «تلصيق الاستاد» الذي لم يجهز إلا في ليلة افتتاح خليجي 14.ولعل أفضل ما سمعته قبل يومين عن أولمبياد أثينا أن من أكبر مكاسب اليونان وراء تنظيمها الحدث الكبير هو أن أصبحت لديها بنية تحتية رياضية متكاملة في شتى مدنها، وهذا ما حدث أيضاً في كثير من دول العالم، ونذكر منها لبنان التي نظمت كأس آسيا 2000 للقدم، حينها خرجت للتو من هموم حروبها، لكن هذه البطولة خلقت لها فرصة صناعة المنشآت، وذلك الحال يتجسد في دولة قطر التي تشهد نهضة عمرانية ورياضية لتنظيم الدورة الآسيوية 2006.
لماذا لا تتقدم البحرين بطلب لتنظيم كأس آسيا 2011 المفترض إقامتها في غرب القارة؟ إذ لعل ذلك يكون دافعاً للدولة في التوجه نحو إنشاء استادات كروية لإقامة حدث ستكون له مردودات كبيرة على البلاد، علماً أن كأس آسيا 2007 ستقام في دول أقل منا إمكانات وسمعة مثل فيتنام ونيبال، لكنها تنظر إلى الموضوع برؤية جادة لصناعة بنية رياضية وسياحية واستثمارية لها.
إذا كانت رغبة وحاجة الشباب لم تنفع، ولا الإنجازات التي حققناها في مختلف الرياضات نفعت في تحريك المياه الساكنة للمنشآت... فلماذا لا نحاول استخدام أسلوب «تنظيم الدورات يجلب المنشآت»؟ لعلّ وعسى
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 723 - السبت 28 أغسطس 2004م الموافق 12 رجب 1425هـ