العدد 722 - الجمعة 27 أغسطس 2004م الموافق 11 رجب 1425هـ

كيف نصلح الوزارات؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

ذات يوم قلت: إننا سنقف يداً بيد مع جلالة الملك في مشروعه الاصلاحي. لم أقل ذلك الكلام مجاملة، وانما كنت أعني ما أقول، وها أنذا أبحث يومياً عبر هذه المقالات التي تأتي نتيجة اجتماعات تعقد وجنود وطنية تعمل ليل نهار لتصحيح الواقع ولإصلاح المؤسسات بعيداً عن المجاملات، فنضع النقاط على الحروف من أجل ان تظل البحرين مملكة قائمة على المساواة والعدالة، منطلقة من مبدأ تكافؤ الفرص ومحاربة الفساد والمحسوبيات واللوبيات التي تتشكل هنا أو هناك لتقف حجر عثرة دون تحرك أي وزير اصلاحي يطمح في التغيير. اسمحوا لي، لن أكون كما الآخرين يلقون الزهور ويدقون طبول الفرح ويرقصون رقصة استغفال لعقول المواطنين ليقولوا: إن ما حدث يوم الاثنين الأسود من انقطاع الكهرباء كان يوما عاديا. هؤلاء لا يضيرهم شيء إذا انقطعت الكهرباء عن البحرين بأكملها ألف مرة لا سمح الله، لأنهم فقدوا الإحساس بالمسئولية. وهنا أقول: لست معنيا ان كانت ألبا وراء الكارثة أم كانت الكهرباء، وتلك هي مشكلتنا نحن العرب... نترك جسد الكبش ونتلهى بالذيل، متناسين ان الكبش قد أعياه المرض من البيروقراطية والمحسوبية والتعسف الإداري والمالي. لن اطيل عليكم هذه المرة وسأقول لوزارة الكهرباء باختصار: انتم تطلبون الأدلة على ما نقول من ان هناك محسوبيات أو تجاوزات إدارية أو غيرها، وأنا هنا أقول لكم وأختصر عليكم الطريق: نحن نجمع الأدلة والوثائق، واذا ما انتهينا منها سنسلمها إلى المشروع الاصلاحيين في هذا البلد.

بعض المنتفعين من الكتاب راح كالعادة يعمل على خلط الأوراق خوفا من ترسيخ مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص. لن أقف عند محطة هذا الكاتب طويلا، لأنني لا أريد ان اتلهى بالذيل وحرف البوصلة الوطنية للتصحيح. ومن يريد ان يلقي عليّ حجر الطائفية أظنه غبياً أو يتغابى لأن بين يديه 70 مقالاً ناقداً عنيفاً هززت به أركان مؤسسة الأوقاف الجعفرية وكتبت فيها ما لم اكتبه في أية مؤسسة بالوثائق والبراهين. وقد أوصل القضية إلى النيابة. لم اتهم يوم كتبت فاهتز ضمير الشارع البحريني يوم ذاك، وتحركت الوساطات على ان أرحم القوم ففيهم تجار من كبار الطائفة لهم سمعتهم، حتى اتهمني أحد المقربين من مسئولي الأوقاف بأنني أسيء للطائفة الشيعية بنقدي اللاذع وأسئلتي التي لا تحتمل من الاوقاف. على رغم ذلك لم اتراجع عن الامر. فلم أسمع يوم ذاك انه قيل عني كاتب يكتب من منطلق طائفي بل ودافعت عن تحقيق حقوق الانسان للمتهمين من الإخوة السلفيين على رغم ان منهم من يكفّر أفكاري ومعتقدي... لا يهمني ذلك، المهم عندي هو دولة الإنسان مها يكن انتماؤه، واذا وقع ظلم على مواطن مسيحي فمن واجبي الشرعي والانساني والوطني ان أطالب بتوفير شروط العدالة بعيدا عن انه قام بالجريمة أم لا.

المهم... لا علينا... فلتعقد المشانق لنا يوميا، سواء من بعض المسئولين أو الناس أو بعض التوجهات أيا تكن... المهم ان يترسخ مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين المواطنين، شاء من شاء ولعب من لعب وبكى من بكى وصمت من صمت. وهنا أقول للمعارضة: ثقتنا فيكم كبيرة، والمجتمع البحريني أصبح يوميا ينزف وهو في حال طوارئ لا تحتمل التأجيل. أكثر من كارثة تمر على الناس وكلها تتعلق بمصائرهم:

1- التأمينات والتقاعد.

2- تجاوزات الأوقاف لأموال الإمام الحسين (ع).

3- التمييز في الوزارات وتطفيش الكفاءات.

4- الفسادان المالي والإداري.

5- أزمة الكهرباء.

6- الفقر والجوع.

وكلها تمس أوجاع الناس، وهؤلاء المسحوقون هم عصب الحياة للوطن أيا يكن انتماؤهم، فاذا شعروا ان اداء المعارضة في واد وآلامهم المعيشية في واد فأنا لا أستبعد ان تكون هناك ردة سياسية على الجميع، فلا أحد يستطيع ان يتجاهل أهمية الخبز وتوفير العمل وملاحقة الفساد، وكلها لها انعكاس على الوضع المعيشي لقواعدكم الشعبية. لا أقول ذلك بأستاذية، فأنا واحد منكم، أتعلم من أصغركم... ولكن الوضع لا يتحمل انشغالاً فقط باحتفال هنا أو فعالية هناك أو بتبرع هنالك. الناس تعيش إحباطا كبيرا من أدائنا ومن ضعف الأجندة وغياب البرامج... ليس عيبا ان نلتقي في اصلاح الوضع عبر لجان وفرق عمل لمحاربة الفساد واقتلاع سياسة التمييز بالأسلوب السلمي على طريقة مانديلا.

أقول ذلك محذرا... لانه قد يأتي زمن ويكفر الناس بنا وبخطاباتنا. الناس تريد متابعة وحقائق ووثائق وعقولاً استراتيجية، وكلها متوافرة وبالعشرات... ولكن تحتاج إلى احتضان حتى جمعية الوفاق توجد في منتسبيها عشرات الكفاءات المخلصة والغيورة على الوطن، فلو انها توجهت الى القضايا المعيشية وآلام الناس بأسلوب مهني مؤسسي فستثمر الجهود... الصحافة من جهة والنقابات والجمعيات والاتحادات من جهة أخرى، ولا شك سيتحقق شيء.

أعطيكم مثالا ملف الكهرباء... يجب ان لا يمر مرور الكرام، يجب ان يكون لنا جميعا دور فيه... اسسوا لجنة شعبية من كل الاطياف ومن الطائفتين الكريمتين... اجمعوا المعلومات، فتشوا عن المناقصات، ابحثوا عن كل صغيرة وكبيرة ثم اكتبوا تقريرا علميا. وهذه قضية وطنية سيتفاعل فيها معكم الجميع، لا تتركوها تمر كما مر ملف التأمينات والتقاعد... انا لا أستهين بهمومكم السياسية ولكن هذه المسائل يجب ان تأخذ حصة من اهتمامكم... أقول ذلك لأنكم مكسب بكوادركم الوطنية لأي ملف، ولا أحد يستطيع القفز على إخلاصكم ووطنيتكم، لكن الناس ذبحها الجوع والتهميش، ولكم أسوة بالحركات السياسية في مصر... عندما وقع زلزال في مصر هبوا جميعا بالدعم المالي والمعنوي لمساندة الضحايا ولمعرفة الحقيقة.

إشارات

- «ألبا» و«الكهرباء» كل واحدة تلقي على الأخرى باللائمة، وضعنا في «الطوشة» وأصبحتا بمثابة حكومة تستجوب حكومة... المهم ليس «ألبا» أو «الكهرباء» ولكن المهم عدم اختزال مشكلات وثغرات الوزارة في حادث يوم الاثنين.

- يا أيها لمسئولون في الكهرباء، اذا كانت 700 مليون دينار ستطور شبكة الكهرباء فهذا يعكس مدى ضعفها حتى تحتاج الى هذا المبلغ الضخم.

- الكهرباء عملت كل شيء، لكن إلى الآن لم تقدم اعتذاراً للناس. نطالب بنصف صفحة اعتذار إلى الناس.

- إدارة توزيع المياه توجد فيها قصص اغرب من الخيال، قريبا نطرح عليها أسئلة صحافية مهمة منها موضوع الاجانب.

- سنقدم أسئلة قريبا للوكيل المساعد للشئون الإدارية والمالية نواف آل خليفة تتعلق بأمور مهمة عن التوظيف و... ونتمنى ان يتسع صدره لها.

- القراء يسألون: هل سيجيب وكيل الكهرباء عن الأسئلة التي طرحتها؟ اقول لهم: أنا وانتم في الانتظار، كما أقول: أريد أرقاما وحقائق ووثائق.

- الطيران المدني: هل توجد شواغر كثيرة في قسم الهندسة الميكانيكية؟ وكم عدد الأجانب في قسم الهندسة المدنية؟

- أجنبي من الفلبين استعين به لمشروع فورمولا ,,1. انتهى عقده لكن جدد له ومازال يعمل في مؤسسة حكومية!

- مهندسة هندية تم تعيينها بشكل مؤقت لتحل محل أحد المهندسين أثناء إجازته السنوية، عاد المهندس من الإجازة ومازالت هي تعمل!

- سؤال لمؤسسة حكومية ما: هل بالإمكان تعيين حامل شهادة ثانوية مديراً؟ نريد الاجابة بشكل عام حتى نواصل طرح المعلومات التفصيلية

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 722 - الجمعة 27 أغسطس 2004م الموافق 11 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً