العدد 721 - الخميس 26 أغسطس 2004م الموافق 10 رجب 1425هـ

الحنين إلى أبوجا مرة أخرى

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

تستضيف العاصمة النيجيرية أبوجا حالياً محادثات للسلام بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور. وكانت العاصمة النيجيرية ذاتها قبل اثنتي عشرة سنة، أي في العام 1992 تهيأت لاستضافة جولة مفاوضات بين حكومة البشير في عصرها الذهبي ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق. وكادت تلك المحادثات أن تهدي الشعب السوداني سلاماً مبكراً يجنب البلاد سفكاً للدماء، إذ تم في حينها الاتفاق على وقف إطلاق النار واستمرار الحوار في قضيتي علاقة الدين بالدولة والالتزام بوحدة السودان وتشكيل لجنة لتوزيع الدخل القومي. لكن قرنق رفض توقيع البيان المشترك وذلك لغياب الضغط الأميركي على الطرفين في تلك الحقبة. وكانت جولة أبوجا الأولى تلك بجهود نيجيرية خالصة برعاية الرئيس النيجيري آنذاك إبراهيم بابنجيدا، إذ رأى أن السودان شبيه بدولته التي تعاني هي الأخرى من مشكلات نتيجة للتعدد الاثني والثقافي.

وتأتي الجولة الحالية في ابوجا بتكليف من الاتحاد الإفريقي برئاسة الرئيس النيجيري الحالي أوباسانجو، كما أنها معنية بقضية دارفور هذه المرة.

وتتجه أنظار مختلف قطاعات الشعب السوداني مرة أخرى في حنين مشوب بالحذر إلى ابوجا وخصوصاً بعد اتفاق طرفي الصراع على أجندة التفاوض، على رغم إصرار المتمردين على أنهم لن ينزعوا السلاح قبل الوصول إلى اتفاق سياسي.

إن غياب الإرادة السياسية لدى الطرفين، ووجود ضغط دولي كبير على طرف واحد، سببان في فشل كل الجولات السابقة في كل من تشاد وإثيوبيا. لقد ألحقت أزمة دارفور بالسودان وصمة عار أخلاقية كبيرة في زمن وجيز أكثر مما سببته حرب الجنوب في أكثر من عشرين عاماً، وأي تماطل فيها يكون على حساب «الغلابه» المشردين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء. ومن هنا يجب الوصول الآن إلى تسوية عاجلة لتلافي كل هذه المعاناة الإنسانية

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 721 - الخميس 26 أغسطس 2004م الموافق 10 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً