يبدو أن الحماس وسخونة المضاربة لا ترصد للرياضيين فقط بل تمتد إلى أبعد من ذلك لتضرب عرض المحيط الأطلسي وتتجاوزه إلى عمق العالم الجديد لمكتشفه الرحالة كريستوفر كولومبوس وإطلاق اسم «جزر الهند الغربية» عليه.
يمتد إلى أروقة البيت الأبيض فعلى رغم أهمية الأجندة المرتبة لواشنطن من «إرهاب» و«قاعدة» فإن الجدل المتصاعد بلغ أوجه خصوصا بعد تقاذف الحزبين الجمهوري والديمقراطي الاتهامات واشتعال حدة «معركة التشهير» لبلوغ نتيجة واحدة مفادها ارتفاع رصيد كلا المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل وللترويج الإعلامي. فقد لاح في الأفق وقبل الانتخابات ملف ساخن يثير جدلا مشحونا من الحساسية لكلا المرشحين جورج بوش - ممثل الجمهوريين - وجون كيري الديمقراطي وهو ملف السجل العسكري لكيري في حرب فيتنام في نهاية الستينات.
فكيري كان السابق في إطلاق اتهامات على غريمه بوش حينما قال إن الأخير تهرب من الخدمة في حرب فيتنام وانضم إلى صفوف الحرس الوطني في تكساس، فكانت تلك التصريحات الشرارة الأولى التي أعلنها على خصمه وقاعدة ربما تبرر سعي بوش في الرد المماثل ولكن بطريقة أقوى عبر محاربين قدامى حاربوا في صفوف كيري اتهموه بأنه الكاذب الذي يتقلد أوسمة ونياشين، الأمر الذي دعا كيري ونائبه جون ادواردز إلى نقض تلك «الحرب القذرة» التي من الممكن أن تؤثر على اتجاهات الرأي العام الأميركي وتتغير من خلالها صورة الجندي المقدام التي رسمت للقائد كيري لذلك طالب ادواردز بوش باستنكار الحملة الإعلامية التي تقودها مجموعة «سويفت بوت من اجل الحقيقة» للمحاربين ضد كيري، وقال إن بوش قد يستطيع إنهاء الجدال بجملة واحدة «أوقفوا هذه الدعايات».
على رغم الجدل تبقى العبرة في النهاية، وهي: من المرجح أن يخوض فترة رئاسية يدشن خلالها باباً يفتح على مصراعيه خطط السلام في الشرق الأوسط كما يريدها ويأملها الشعب العربي المسلم؟
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 720 - الأربعاء 25 أغسطس 2004م الموافق 09 رجب 1425هـ