قال أستاذ في الصحافة البحرينية «مازحا» وهو يتحدث إلى الوزير محمد المطوع إنه كلما رآني بالبدلة الزرقاء اعتقد أنني من شركة البحرين للاتصالات (بتلكو) لأن معظم الحضور ومن ضمنهم الأستاذ يلبس الثياب والبشوت على مختلف أنواعها، وضحك الأستاذ وجعل الوزير يضحك معه وشاركتهم أنا في ضحكهم بصورة عفوية، واعتقد جازما أنه لا يرمي إلى الاستهزاء بشخصي أو بشركة بتلكو أو حتى باللباس الأزرق الذي يرمز إلى السلام، وإنما جاءت عفوية وفضلت عدم الرد عليه بالمثل والقول إنه يشبه «الهوامير» الكبار في عملهم وتفكيرهم بسبب أنني أعرف جيدا أنني كنت أحد موظفي «بتلكو» وكان لي الشرف أن أعمل في أقسامها حتى العام 1976 عندما تركتها واخترت جهة عمل أخرى. شركة بتلكو احتضنتني مثل ما احتضنت غيري من البحرينيين عندما كنت أكتب نعم باللغة الأنجليزية (Yas) دلالة على ضعف معرفتي باللغة وقامت الشركة بتدريبي ودفعت لي كل مستحقاتي عندما تركتها وليت الشركات الأخرى تعمل كما عملت وتعمل «بتلكو» في الوقت الحاضر، ولذلك فإن الملابس الزرقاء لاتزال تسري في عروقي على رغم أنني لا أملك أسهماً فيها أو أتلقى منها راتبي الشهري أو مكافآت أو هدايا، بل أدفع شهريا وبانتظام فواتير الهواتف ولا أرى في ذلك نقصاً في شخصيتي أو عيباً، واستشهد بقول المغنية المعروفة أم كلثوم «العيب فيكم» وسأستمر في المضي على ذلك الطريق مادامت شركة بتلكو متمسكة بالبدلة الزرقاء.

السبب الرئيسي الذي يجعلني أتمسك بشركة بتلكو ليس فقط أنها الشركة التي ساهمت وتساهم في الازدهار الاقتصادي والتجاري الذي تشهده المملكة حاليا وإنما أيضا هي شركة وطنية إذ ان معظم أسهمها مملوكة للحكومة ومستثمرين بحرينيين ونحن في أمس الحاجة هذه الأيام للتركيز على حب الوطن والمواطنين والعمل على رفعة شأنه داخل وخارج المملكة لأنه ببساطة الوطن الذي يحتضننا ويقدم لنا الأمن والأمان الذي افتقدناه في أيام عصيبة.

الأستاذ الكبير، رأفة بالبسطاء وتذكر الآية الكريمة «ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا» ( لقمان: 37). والله من وراء القصد