تضاربت الأنباء وتصاعدت الأدخنة البيضاء والسوداء على مجمل أفق العراق ولف مدينة النجف خصوصاً ومدن أخرى عموماً الغموض ودجنة السواد الذي لا يرى بصيص نور من خلال أفقه: اختفاء الصدر، مقتدى. قتلاً بمئات الآلاف. المرقد الشريف لعظيم الرجال يصاب بقنبلة وشظايا قنابل متنوعة ينهدم على إثرها جزء من بوابتين من بواباته: «باب العمارة» و«باب القبلة». سرقة مقتنيات «الصحن الحيدري» وهي مقتنيات لها موقع في التاريخ عظيم. مفاتيح المرقد الشريف لا يعرف لها مكان. وزارتا الداخلية والدفاع العراقيتان تعلنان تأزم الوضع إلى حد الخطر وخروجه عن السيطرة وخصوصاً سيطرتها وسيطرة القوات الأميركية. القوات الأميركية واقعة في إشكالية لم تعهدها من قبل في كل حروبها وهي إنها لا تستطيع التمييز بين مؤيديها ومعارضيها، العراقيون جميعهم حاملو سلاح، جوعى، عراة في معظمهم، عطشى للحرية والكرامة. الحرائق تمتد إلى بغداد والموصل والفلوجة والبصرة ومدن أخرى. قتلى في بعقوبة بالمئات. مدينة صلاح الدين تشهد دفن جثثها.
انفجارات قوية في بغداد. جثث على ضفة شط العرب في البصرة تشوهه بفعل فاعل لا ضمير لديه. العمارة تبكي دماً. الوضع بمجمله خطير للغاية وينذر بانفجار ليس كمثله انفجار. الساعات الأخيرة تشير إلى تأزم الوضع والقوات جميعها تتأهب للدخول إلى «الصحن الشريف»، ما يجعل الوضع أخطر مما يتصوره أكبر محلل سياسي وحاكم عربي أو أجنبي.
الوضع في العراق خطير للغاية، نقوله مرة أخرى ومن جديد من دون تحفظ يذكر. تمعنوا فيما كتبه الكاتب القدير والشهير عرفان نظام الدين في «الحياة» يوم الاثنين 23 أغسطس/آب 2004: «ما جرى في العراق، وما يجري، وما سيجري، لا يبشر بالخير ولا يدعو إلى التفاؤل بانتهاء محنة الشعب العراقي وإيصاله إلى بر الأمان وتحقيق ما يصبو إليه من أمن واستقرار وعدالة ووحدة أرض وكيان وحرية وديمقراطية واستعادة سيادته السليبة والمهددة في الحاضر والمستقبل». ويضيف هذا الكاتب المسكون بحب فريد لأمته بلغة يكتنفها التشاؤم ويعتصر قلبها الألم والحزن عن الشعب العراقي: «التفت الاخوة إلى بعضهم بعضاً يطلقون التهديدات ويرفعون السلاح ويتبادلون مواقف التكفير والخيانة والعمالة واللاوطنية تماماً كما جرى في فلسطين ومعظم الدول العربية إذ أصبح ظلم ذوي القربى أشد مضاضة وسادت الغرائز والحساسيات والحزازات وتغليب المصلحة الخاصة والطائفية والمذهبية والعرقية على مصلحة الوطن الواحد المهدد والشعب المنكوب منذ عقود عدة. فلا المناصب تنفع ولا الكراسي تصلح للجلوس عليها ولا الجاه ولا المال يفيدان في ظل هذه الفوضى العارمة والاحتلال الذي لا يبدو أنه يرحل في المدى المنظور وأعمال السلب والنهب والتفجير وقتل الأبرياء من العراقيين التي دخلت على الخط لتشوه صورة المقاومة الوطنية الشريفة وتمنعها من تحقيق أهدافها وتقدمها للعالم كحال وحشية لا ترتوي إلا بالدم ولا تعرف سوى لغة الذبح والترويع».
لقد بدأنا في الجزء الاول من عنوان هذا المقال بمقولة كريمة لجد مقتدى الصدر، الكريم العليم الحكيم وليد الكعبة وشهيد المحراب الإمام علي بن أبي طالب (ع) وعلى الناس أجمعين. ويُرجع بعضهم النص السابق ذاته إلى رجال فكرٍ آخرين لهم موقعهم على منصة عظماء الفكر البشري. المهم في موضوع النص رسالته التي نود الالتفات إليها في محنة مثل هذه المحنة التي يمر بها العراق، وليد النهرين، البلد العريق جدا في تاريخه ونضاله وكرمه في ما قدمه للبشرية من أفكار كانت هي البذرة التي شمت عبيرها وسارت على هديها الأمم فيما بعد، ولعل أشهر ما قدمه هذا البلد من فكر إلى الإنسانية يكمن في مجال القانون: «قوانين حمورابي» الأكثر شهرة بين القوانين جميعها. كما لا حاجة بنا إلى التذكير إلى أن تاريخ هذا البلد يزخر بالنصائح التي توصي بالحكمة والتعقل وإعمال العقل في كل موقف من مواقف الحياة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر ونحن أعلم بأنكم (السيد مقتدى) وآباءكم أعلم بما نورد هنا، تقول إحدى «نصائح الحكمة» القادمة من أعمق نقطة في التاريخ والتي لم يطلع عليها «المحتلون» والمراهنون على موائد القمار السياسية بما لديهم من مصادر للمعلومات والموهومون بالقوة والتسلط وضرب الناس بالباطل ولا الامبراطوريات الحديثة النهوض كما فقاقيع الزبد عديم الفائدة:
«أظهر العطف للضعفاء، لا تهن المساكين، قم بالاعمال الصالحة، وقدم العون في كل أيامك لا تشهر بالآخرين وحدث بالحسنات، لا تقل أشياء خبيثة، وقل في الناس قولاً جميلا».
ونعلم أيضا بأنكم قد قرأتم الفقرة الرائعة التالية لجدكم الكريم علي بن أبي طالب (ع) من خطاب له طويل خطب به قومه وجنوده:
«أما بَعْد، فإن الجهاد بابٌ من أبواب الجنةِ، فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباسُ التقوى، ودرع الله الحصينةُ، وجُنَّتُه الوثيقة. فمن تركه رغبةً عنه، ألبسه الله ثوبَ الذُّل، وشمله البلاء، ودُيِّث بالصغار والقماءة، وضُرِب على قلبه بالإسهاب، واديل الحق منه بتضييع الجهاد، وسِيم الخسف ومُنِع النَّصف. ألا وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً، سراً وإعلاناً، وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم، فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا فتواكلتم وتخاذلتم حتى شُنت عليكم الغارات، ومُلكت عليكم الأوطان. وهذا أخو غامدٍ وقد وردت خيله الأنبار، وقد قتل حسان البكرىَّ وأزال خيلكم عن مسالحها. ولقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهَدة فينتزع حجلها وقلبها، وقلائدها ورُعُثَها، ما تمتنع منه إلا بالاسترجاع والاسترحام، ثم انصرفوا وافرين، مانال رجلاً منهم كلمٌ، ولا أريق لهم دم»، وما أشبه البارحة باليوم!
ولكن وقبل أن أذهب بالقارئ وبك بعيداً في صلب ما أريد أن أصل إليه وهو في جوهره دعوتكم إلى التسلح بسعة الصدر في مواقف كهذه المواقف، لابد لي أن أعرف بكم القارئ تعريفاً موجزاً لا إسهاب فيه كيلا يمل القارئ ولكيلا أعطي للقائمين على النشر فرصة إعمال مقصهم الذي لا يرحم، فقد دأبوا سامحهم الله حمل مقصهم معهم في كل الاوقات والظروف لتفصيل المقالات لتناسب المساحة التي يخصصونها لها، فبدل أن يفصل المسكن للساكن يفصل الساكن للمسكن!
يذكرون في كثير من مواقع القول المكتوب والمقروء والمرئي بانك رجل يافع تنقصه الخبرة، وينسون أو يتناسون بأنكم أحد أحفاد جدكم الكريم علي ابن أبي طالب الذي كان أول شاب يافع دافع عن الدين الجديد وكان أصغر المؤمنين الذين تحملوا ثقل الفداء ليكون الفدائي الأول في الإسلام وأكثرهم ذوداً عن الحق حتى اللحظة الأخيرة من عمره. وينسى جميع هؤلاء كفاح أجدادك الائمة العظام من سيد الاحرار والثوار الحسين بن علي (ع) إلى آخر رجل أعدم أو قتل من عائلة الصدر، والدكم محمد صادق الصدر مثالاً؛ وهذا الشهيد محمد باقر الصدر الذي «اختار سلوكية تكاملية مع الجميع» وكان يتمتع بنبوغ كبير وهو في سن الرشد لم «يكن يقلد أحداً مثالاً اغتيل العام 1980. لكن دعنا من هذا الآن ولنعرف القارئ بشخصكم الكريم:
يذكر أنك تتمتع «بدهاء سياسي» غير مسبوق وغير قليل؛ ولقد بقيت طول فترة الازمات الكبرى التي مر بها العراق تعيش بين الفقراء والمعدومين مع اخوتك على رغم كل التهديدات التي كانت توجه لكم من الطغاة والموهومين بالقوة والبوليس السري والعلني، وإن انطلاق بذرة جهادكم من حي «الثورة»؛ وقد كان لسان برنامجكم السياسي دائما يشدد على الديمقراطية والتعايش السلمي بين كل الأطياف الاسلامية منها وغير الاسلامية. ونعلم أنه في وقت الحرب الايرانية العراقية كنتم في لباس ولادتكم رضيعا وكنتم إبان غزوالرئيس «المخلوع» «المسجون» «أسير حرب!!» لـ «الكويت» صبيا لا يتجاوز عمركم المديد إن شاء الله الحادية عشر سنة، وكنتم عندما اغتال النظام والدكم واسع العلم والمعرفة كنتم في التاسعة عشر من العمر، في هذه العمر دخلتم المعترك السياسي وأظهرتم بأساً وحنكة وصدراً واسعاً لم يخطوا خطوة واحدة نحو فكرة الانتقام ناهيك عن الانتقام نفسه. لقد برهنتم وأنتم في مقتبل العمر على أنكم قادرون على ضبط النفس والدفاع عن الوطن بأفضل السبل المعتمدة على التعقل، وإن قيل إنك «شخص لايمكن التنبؤ بنواياه» وإنه «يتحدى السلطة الموجودة». ذكرت الـ «بي بي سي» وهي إذاعة إنجليزية ناطقة باللغة العربية أن «مقتدى الصدر زعيم شيعي شاب يعارض وجود قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وقد كرر الصدر مرارا مطالبه بضرورة خروج القوات الأميركية من العراق وقام أنصاره بعدد من المظاهرات المعادية للولايات المتحدة». وهنا نرى أن مطالبكم لم تتضمن انكم ستنكلون وتذبحون «الأميركان» بل ذكرتم فيما ذكرتم بالنسبة إلى الشأن الأميركي: «أنني عدو أميركا وأميركا عدوي حتى الموت»، وأضافت الاذعة ذاتها: «أنه بالنسبة إلى أنصاره فانه يملك من الحكمة ما يفوق أعوامه. غير أن معارضيه يقولون إنه يفتقر إلى الخبرة وإنه متشدد يهدف إلى السيطرة على المؤسسة الشيعية في العراق». وسنبرهن انه ليس في مخططك «السيطرة على المؤسسة الشيعية» وقد برهنت على ذلك في الأشهر الأخيرة. وذكرت «شبكة الجزيرة» التابعة لـ «قناة الجزيرة» في «قطر» أن «مقتدى محمد صادق الصدر من مواليد سبعينات القرن الماضي، ويعرف في التقاليد العلمية للحوزة - محضن التعليم الشيعي- بأنه «طالب بحث خارجي»، وهو يؤكد دائما أنه ليس مرجعية مقلدة بل هو «وكيل المرجع السيد كاظم الحائري بحسب وصية الوالد». «ذلك» الزعيم الشيعي (...) الذي قتل في النجف علي أيدي مجهولين العام 1999، فيما قيل وقتها إنها عملية تصفية نفذها النظام العراقي لتغييب الزعيم الديني النافذ». ويطلق أنصارك الذين هم في غالبيتهم في سنك، شباب «متحمس جداً» «على أنفسهم اسم «الحوزة الناطقة» تمييزا لهم عن الحوزة الأخرى التي يعتبرونها متخلية عن الدور العام». المفترض منها أن تقوم به. ويذكر السيد «عبدالعزيز الحكيم» عضو «مجلس الحكم» في مقابلة بثتها قناة «العربية» ان اتباعك من «مقلدي» والدك، رحمه الله، فإذاً هم والحركة إمتداد تاريخي لحركة إصلاحية وليست وليدة الحدث الذي يعيشه العراق.
اليوم وأنتم تقفون على أبواب معركة عنيفة مع «محتل» قد تذهب ضحية لهذه المعركة ونتيجة للعبة السياسية غير المعلن عنها أرواح كثيرة ليس بين بني البشر فقط بل بين جميع الامم التي مثلنا، وعليه فإنه من واجبنا أن نبدي وجهة نظرنا في الموضوع وأن نتطرق بشيء من التبصر إلى الطرق التي نرى أنها ستساهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه المأساة.
أن عناوين الصحف كبيرة في الحجم والمضمون لما يجري في «العراق» وهي قد تودي بعقل العاقل ناهيك عن عقل الجاهل غير المتمرس في الشأن السياسي العام، لزيادة ما فيها من انفعال وانفلات، منها ما يقول إنكم تعتزمون تفجير «البيت الأبيض» أو «إشعال نار الفتنة بين قاطني مُجمع البنتاغون» بل منهم من ادعى انكم سوف «تفككون» أميركا شبراً شبرا وتعيدون تشكيلها ومنهم من قال إنكم ستقذفون بأهل «أميركا» في البحر الواسع الذي يحيطها من ثلاث جهات أقاويل ما أنزل الله بها من سلطان، إليكم شيء من هذا كتبه «سامي شورش» في صحيفة «الوسط» الفلسطينية متسائلاً: «هل يشعل الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر نارا مدمرة جديدة في جنوب العراق بعدما أخفقت القوات الأميركية، على الأقل حتى الآن، في إطفاء النار التي أشعلتها اطاحتها نظام الرئيس المخلوع صدام حسين؟ وهل يخلط الصدر من جديد أوراق اللعبة الشيعية في العراق بعدما اختلطت هذه الأوراق بشكل معقد إثر مقتل آية الله محمد باقر الحكيم، زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، في العراق؟ وهل ينتقم الرجل الذي نهض من رماد أبيه من الولايات المتحدة الأميركية بأيد عراقية وعزم إيراني بعدما فضل حلفاء إيران السابقون، وخصوصا في «المجلس الأعلى» و«حزب الدعوة» الإسلامية الخروج ولو بشكل محدود من تحت العباءة الايرانية؟». وخرجت صحيفة «الجارديان» هي الأخرى بعنوان كبير وعلى صدر صفحتها الرئيسية تقول: «على حافة الفوضى»، وذكرت أن «ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش تواجه كابوسا في العراق» فهو من جهة يحارب على الجبهة الأولى «السنة» وعلى الجبهة الثانية «الشيعة»، وزادت قائلة ان «بوش» من منطلق القوة ومنطقها «لن يتراجع عن الموعد الذي حدده لتسليم السلطة للعراقيين في 30 يونيو/حزيران». (تم تسليم السلطة قبل الموعد المحدد، تكتيك سياسي للحفاظ على أرواح المُستلمين والمُسلمين) ولكن قواته «الرئيس بوش» سوف «تنهج» «في العراق استراتيجية خطرة تقوم على محاولة القضاء على المناوئين لها من بين السنة والشيعة بشكل متزامن». ونشدد على القول هنا على أن جميع هذه المنشيتات الصحافية لم تركز حقيقة على المطلب الأساسي لقيامكم بهذا العمل الثوري: إخراج المحتل من بلادكم؛ وقد اعتبروكم خارجين على النظام والانتظام. وعليه فقد خرجت بشخصك مفندا هذا القول، بقولك انك: «فخور جدا لان الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر وصفك بالخارج عن القانون»؛ كما قال «الشيخ قيس الخزعلي» احد مساعديك فى تصريحات صحافية «اذا كان بريمر يقصد ان السيد مقتدى الصدر خارج على القانون الأميركي فان السيد الصدر يفخر بهذا الخروج عن القانون»، وكان بريمر قد قال ان الصدر «يحاول إرساء سلطته بدلا من السلطة الشرعية، ولن نسمح له بذلك وسنعيد فرض القانون والنظام وهو ما ينتظره الشعب العراقى» (صحيفة «الشعب» الصينية الناطقة بالعربية) ونضمت شعراً الفلسطينية «نادية فارس» في صحيفة «فلسطين» قائلة في هذا الشأن:
«أيّها الخارج على قانون البرابرة والهمجية
أيّها الثائر في زمن يحكمه الخرفان والعوران
أيّها العربي الذي انتفضت فيه النخوة والوطن والبطولة والروح العراقية
أيّها المتوحد بجرح الأيتام
والثكالى والمتقززة أفخاذهن من ملمس جندي قذر يفتش تحت ملابسهن المحتشمة
أيّها المنتفض على تدخلات إيران وأميركا وبريطانيا و«إسرائيل»
أيّها المزمجر بعينيك - الثائر بكفك - الغاضب بذكرى الدم السائل من جرح... أبيك... وأخوَيك
كم أنقذت فينا كرامتنا المذبوحة تحت أقدام الأحتلال؟!
كم أفرحتنا؟
كم رفعت هاماتنا؟؟ كم جلبت لنا الفخر والعزة والكرامة»
كما طلب الحاكم المدني (قبل تسليم السلطة) الذي سنأتي على ذكره فيما بعد «بول بريمر» إلي اعتقالك لكونك «متهماً بالتورط في قتل رجل الدين الشيعي «عبدالمجيد الخوئي» في النجف قبل عام. كما زعم ايضاً بذلك الكاتب «هاردي» في مقاله المنشور على الـ «بي بي سي». وإذا كانت الصحف البريطانية أعلنت وبالخط العريض أن «الفلوجة مقبرة الأميركان» بلا منازع فنرجو رجاء حاراً ألا تكون «كربلاء» أو «النجف» مقبرة لهم، لأننا نرجو دفنهم هناك من حيث قدموا بين اهاليهم وأحبائهم. فهنا «كربلاء» إذ يرقد سيد الاحرار وهنا «النجف» إذ يرقد النور الذي يشع في كل مكان. فرجاءً، رجاءً حاراً ابعدوهم عن هناك. ارسلوهم أحياءً إلى أهلهم وذويهم. أخرجوهم بالحكمة والقول الحسن. لعلهم يسمعون نداء الضمير من بين انفجارات القنابل والصواريخ وسرب الرصاص القادم من كل مكان
العدد 720 - الأربعاء 25 أغسطس 2004م الموافق 09 رجب 1425هـ