في يوم «الاثنين الأسود» وبينما كان الناس يتصببون عرقا وهم يحترقون داخل بيوتهم التي تحولت بفضل مسئولي الوزارة المعتقة «وزارة الكهرباء» إلى أفران، كانت وزارة الاعلام تبث أناشيد على طريقة «عيدي يا بلادي عيدي يا بلادي...». من رأوا المنظر ممن أنعم الله عليهم بمجمع تجاري هنا أو هناك لم يعرفوا هل يبكون أم يضحكون، ولسان حالهم يردد «كم فيك يا بحرين من المضحكات، ولكنه ضحك كالبكا»... لن يتغير الوضع اذا استمر الحال على ما هو عليه، نقابل الاخطاء بالاهازيج لكي نُنسي الناس خطورة ما حدث وذلك لن يغفر لنا عدم سقوطنا في كارثة أكبر سواء من وزارة الكهرباء أو من ألبا أو من أية مؤسسة أخرى، لأن الكارثة تخلقها أخطاء متداخلة ومعقدة تشترك جميعا في خلقها. اليوم أحببت ان أوجه أسئلة إلى وكيل الكهرباء مجيد العوضي، واتمنى منه ان «ينورني» بالاجابة على كل سؤال. وقبل ان أدخل في الأسئلة أحب ان اطرح على الوكيل مقترحا وهو مهم: الا يعتقد الوكيل ان بعض المسئولين في الوزارة بحاجة الى دورة تقوية في اللغة العربية حتى نفهم بعض تصريحاتهم، ونصطاد الخيط الأسود من الأبيض من الحقيقة أثناء التصريح؟
الأسئلة:
1- سعادة الوكيل: من المسئول عن التعيينات الإدارية الفئوية في الوزارة، ومن الذي عمل على تهميش الكفاءات وسبب لها الاحباط، وهل ذلك يتوافق مع المواد الدستورية والمصلحة الوطنية والوحدة الوطنية؟
2- من المتسبب فيما حصل، واذا كانت ألبا فهل لوزير النفط باعتباره رئيس مجلس إدارتها ان يجيب؟ ومن الذي سيحاسب الوزارة، وزارة الكهرباء أم الشركة ومتى ستجيب ألبا، وأين هي اجابات المديرين التنفيذيين في الشركة؟ وأين هو التنسيق بينكم وبينهم؟
3- سعادة الوكيل: هل تنصحوننا كمواطنين ان نشتري مولدات كهربائية خاصة لأي طارئ مقبل؟ أم انه لن يكون هناك انقطاع بعد اليوم، وفي حال الانقطاع هل ستقدم استقالتك؟
4- سعادة الوكيل: الوزير قال «اني حريص على ان يكون في وزارتي الاشخاص المناسبون في الاماكن المناسبة» هذا كلام جميل ونحن ندعمه، ولكن الا تعتقد ان هناك مسئولين يشرفون على أماكن حساسة في الوزارة تخالف تخصصهم، فما دخل مهندس كيميائي في إدارة شبكة كهربائية تغطي كل البحرين؟ هل تم ذلك بعد تحقيق مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب؟
5- سعادة الوكيل لماذا همشت الكفاءات، وهل انت على علم بها ومن الذي وفر لها الغطاء، وهل إدارة المتابعة تصلح لكفاءة هُمّشت سنين على رغم قدرتها الفائقة والدقيقة؟ ما دخل الديكور بالهندسة وما قصة البعثات؟ هل للوكيل ان يجيب عن اسئلتنا؟ الوظائف والتخصصات في ارباك في وزارتكم وأظنكم تتفقون معي على ان هنالك فرقا شاسعا بين الماء والكهرباء، اذ لكل شيء تخصصه، فاذا اختلط الاثنان لا شك ستقع الكارثة.
6- سؤال آخر: لماذا تطلب الأمر لإعادة التيار 12 ساعة ألا يدل ذلك على خلل ما، بينما عاد في ألبا سريعا؟
7- سعادة الوكيل: اتمنى ان يخبركم الوكيل المساعد للشئون الإدارية والمالية رئيس لجنة التظلمات نواف آل خليفة عن الطبقات المعدومة في وزارتكم، فبتاريخ 13 ابريل/ نيسان 2004 قام هؤلاء بارسال تظلم لكم يطالبونكم فيه بأقل الحقوق. فقد ذكروا في رسالتهم مخاطبين الأخ نواف وهم يبكون دماً «نرسل كتابنا هذا لنشرح فيه ظروفنا، اذ مضى على خدماتنا ما يربو على الـ 15 سنة ولانزال على الدرجة الثانية. وقد تقدمنا بعدة خطابات للقنوات الرسمية لتصحيح وضعنا، لكن من دون جدوى» وعدد هؤلاء المساكين يربو على الـ 23 فردا.
من ينصف هؤلاء يا سعادة الوكيل؟ 15 عاما وعلى الدرجة الثانية فقط لأنهم من فئة معينة؟ ألا يعد هؤلاء قنبلة موقوتة في وزارتكم. ونحن هنا لم نتكلم عن آلام المهندسين ومن همشوا ومن تقاعدوا بعد الاحباطات؟ أين الوحدة الوطنية وأين حقوق هؤلاء المواطنين؟ هل لنا ان نصمت بعد ذلك؟ من يرعى هذه السياسة وكيف نستطيع ان نصحح الوضع في وزارتكم، وفي غيرها؟ انا لا أتكلم انشاء اذ ان بين يدي عشرات الرسائل مدعمة بالارقام لغالبية الوزارات والمؤسسات والشركات الكبرى وكلها تعج آلاما فئوية وطائفية، وان شئت ان أناظرك بالحجة والارقام والوثائق وأمام المسئولين والمواطنين البحرينيين فأنا على استعداد.
كل هذه احتقانات مازالت تتفاعل تحت رماد كل وزارة، وحبي لهذا الوطن يدفعني الى البوح بالحقيقة بلا مجاملة. اقول ذلك خوفا من تفاقمها فكلنا في سفينة واحدة وسياسة التمييز تولد احتقانات واحباطات الى ان توصلنا الى الجلوس على كف عفريت، وذلك لا يخدم احدا ولو كان الامر مقتصرا على وزارة أو وزارتين لهان الامر ولكن العملية تجري في كل الوزارات وغالبية المصارف وكل المؤسسات والإدارات. ومن يتهمني بالمبالغة فأنا على استعداد للمثول امام أي مسئول لاطرح الارقام والوثائق والحقائق، لا أقول ذلك مكابرة أو غروراً، ولكن ما أوثقه يوميا يدمي القلب وينبئ بمستقبل مظلم اذا لم يتدارك. وأنا كواحد من عشرات يرون الحقائق ويحاسبون يوميا بالضغط الشعبي والآلام اليومية، أقول ذلك حبا في الوطن وايمانا بترسيخ الاصلاح ولعل ما قرأتموه من رسالة سعيد العسبول تكفي لتنبئ بالخطر.
8- سعادة الوكيل: ان سمحت لي ان اتكلم عن إدارة المياه فسأتكلم عن أمور. وأمور أخرى أتركها للمستقبل ولكن هل تعلمون عن المواطنين الفقراء الذين يعملون تحت أشعة الشمس وسط الشوارع، هل كثير عليهم ان يمنحوا ملابس جيدة كبعض العمال الآسيويين في دولنا الخليجية؟
9- سؤال آخر: هل عندكم خطة طوارئ؟ من هم الموظفون في مركز التحكم ولماذا بقي سنين يشغله اخواننا العرب من المصريين ونحن نغص بطالة سببت ازمة في التسعينات؟
10- سعادة الوكيل: كهرباء البحرين يوميا تخبركم بانقطاعاتها. انها في حال خطرة تحتاج الى علاج طارئ وليس الى تبريرات أو خطط ترقيعية، وعلى رغم ذلك وقعت الكارثة يوم الاثنين. ستعقدون لجنة تحقيق هذا شيء جميل ولكن اين هو الطرف المحايد في اللجنة حتى يطمئن المواطنون. كمواطن لا اقبل بغالبية النواب ولي في ملف التأمينات والتجنيس عبرة فهل تقبلوننا كصحافة ان ندخل في الموضوع؟
11- هل هناك تنسيق بين الإدارات المختلفة في الوزارة؟ تمنيت أن لو كان الوزير عبدالله جمعة موجودا الآن لسألته عشرات الأسئلة وعن كثير من القضايا ولكني الآن لابد ان اقدم لك هذه الأسئلة وانت الخبير بالاجابات وها انذا انتظر اجاباتك؟
12- سعادة الوكيل: ألا تعتقد ان بعض من تقاعدوا ذهبوا ضحية اندفاعهم نحو الشفافية فكانوا أول من ضحي بهم، ولماذا رُكن آخرون في إدارات لا علاقة لهم بها وهم يعدون كفاءات درجة أولى والكهرباء هي تخصصهم في حين راح البعض يخلط بين الكهرباء والكيمياء والماء؟
13- سعادة الوكيل: ما قصة الحصول على الماجستير قبل البكالوريوس، وكم كانت النفقات؟ وهل كل منتسبي الوزارة توفر لهم كل هذه الحظوظ أم انه «فاز باللذات من كان قريباً»؟
14- اسألك سعادة الوزير: متى سيتم احلال البحرينيين في قسم حماية شبكة الكهرباء والماء وهذا يتطلب اسئلة نقدمها للمسئول الايرلندي ونسأل هنا هل بالإمكان - قانونيا - ووفق اللوائح الداخلية لديوان الخدمة - ان يبقى مهندسون في أية وزارة يرأسهم من هو أقل مستوى بالنسبة الى الشهادة الاكاديمية؟ هذه مجرد أسئلة وسنقدم أسئلة لاحد مسئولي الوزارة (نواف آل خليفة) طبعا بعد انتهاء سلسلة الأسئلة التي سنطرحها عليك.
سعادة الوكيل شكرا لك وللكفاءات ولمبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب... ونتمنى تمام النعمة
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 720 - الأربعاء 25 أغسطس 2004م الموافق 09 رجب 1425هـ