العدد 720 - الأربعاء 25 أغسطس 2004م الموافق 09 رجب 1425هـ

الاحتلال الأميركي يتنصل من مسئولية قتل علماء العراق في أبوغريب

متهماً رجال المقاومة العراقية

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

تعمدت سلطات الاحتلال العسكري الأميركي للعراق إلى تحميل عمليات القتل التي تعرض لها في الفترة الأخيرة علماء أسلحة عراقيون بارزون إلى هجمات شنها رجال المقاومة العراقية. وقالت صحيفة «واشنطن تايمز» ان أحد هؤلاء العلماء البارزين الذي لم تفصح عن هويته قتل في سجن أبوغريب إذ كان معتقلاً لاستجوابه. وأوضحت الصحيفة أن موت هذا العالم ليس الأول من نوعه، ما يحمل محللين إلى الاعتقاد بوجود خطة لتصفيتهم.

وقالت الصحيفة - طبقاً لما ذكره مسئولان عسكريان أميركيان - ان العالم العراقي الذي كان نشطاً في تطوير برنامج التسلح الكيماوي العراقي، اعتقلته مجموعة التفتيش الأميركية عن أسلحة العراق في شهر ابريل/ نيسان الماضي في سجن أبوغريب لمزيد من الاستجواب، غير أنه لم يبد أي تعاون في هذا الشأن. وزعمت سلطات الاحتلال الأميركي أنه قتل أثناء تعرض السجن لقصف ليلي بقذائف «المورتر» إذ سقطت إحداها قريباً منه ما أدى إلى مقتله. وقال مسئول في المخابرات الأميركية التي أشرفت على تشكيل مجموعة التفتيش ان عملية القتل حدثت بالصدفة.

وكان مقتل هذا العالم هي رابع عملية قتل لعلماء عراقيين كانت مجموعة التفتيش تحقق معهم، فيما ذكرت تقارير كثيرة عن مقتل 9 علماء عراقيين آخرين أحدهم العالم النووي ماجد حسين الذي حققت معه مجموعة التفتيش التي كان يترأسها سابقاً ديفيد كاي الذي استقال في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي وقال في شهر اكتوبر/ تشرين الأول الماضي ان عالمين - لم يذكر اسميهما - كانا قتلا. وأضاف كاي عن أحدهما «إننا نعتقد أن ذلك حدث في الحقيقة لأنه كان يتحدث معنا».

وشككت مصادر مطلعة باستهداف رجال المقاومة للعالم العراقي أو غيره من الذين كانوا معتقلين في أبوغريب، إذ يخضع السجن بالكامل لسيطرة سلطة الاحتلال الأميركي التي مارس رجالها ومحققوها عمليات تعذيب ضد الأسرى العراقيين ومن ضمنهم علماء عراقيون.

ودعا العضو الجمهوري في مجلس النواب الأميركي ستيف باير حكومة الرئيس جورج بوش إلى الإعلان عن أسماء القتلى كدليل على أن ما أسماهم «أنصار صدام» مازالوا يخفون شيئاً ما. وقال باير «اريد أن يبلغ العالم أن هؤلاء الأشخاص يجري اغتيالهم ليس لأن لديهم وصفة طبخ جديدة».

وكان تشارلز دولفر الذي خلف كاي في رئاسة مجموعة التفتيش أبلغ مجلس الشيوخ الأميركي أنه دهش لمدى تردد مديرو الأسلحة والعلماء العراقيين في التحدث إلى فريق التفتيش على رغم انتهاء نظام حكم صدام حسين. وقال: «إن الكثيرين يرون مجازفة خطيرة في التحدث معنا» وأضاف انه «لا يزال يتعين علينا أن نعرف الأشخاص الأكثر خطورة في اي جهد مبرمج، وان الكثير من الأشخاص يتعين العثور عليهم أو استجوابهم، وان الكثيرين ممن عثرنا عليهم لا يعطوننا أجوبة كاملة».

وكشف دولفر الموجود حالياً في بغداد، عن أن التقرير النهائي الذي ينتظر أن يقدمه في موعد أقصاه نهاية شهر سبتمبر/ أيلول المقبل بشأن نتائج التفتيش النهائية بشأن برامج التسلح العراقية لن يتنبأ بما يمكن أن يكون عليه برامج التسلح العراقي لو لم تقم الولايات المتحدة بغزو العراق واحتلاله. وقال: «إننا ننظر في التطورات وعملية اتخاذ القرار بشأن برامج التسلح في العراق ولكنه ينتهي في العام 2003، وليس هناك نية للتكهن فيما وراء المعلومات التي نستطيع جمعها».

وجاءت تصريحات دولفر في أعقاب الانتقادات التي أثارها أعضاء بارزون في الكونغرس إزاء ما ذكره مسئولون أميركيون أن تقرير الـ (سي آي إيه) النهائي بشأن أسلحة العراق سيضمن تبريراً للحرب على العراق بأنها حالت دون تطوير العراق في المستقبل لبرامج تسلحه التي لم يعثر عليها مفتشو الأسلحة بسبب عدم وجوها في الأصل. وقال دولفر إنه يعتزم أن يطالب بنشر التقرير علناً وهو يسجل بصورة موثقة الأدلة التي جمعت حتى اليوم ويحاول تفسير نوايا النظام العراقي

العدد 720 - الأربعاء 25 أغسطس 2004م الموافق 09 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً