سلط بعض المعلقين الإسرائيليين الضوء على التطورات الفلسطينية الداخلية، وإذ تجاهل كثيرون مسألة إضراب الأسرى الفلسطينيون عن الطعام داخل المعتقلات الإسرائيلية وباستثناء الصورة التي وزعتها دائرة سجون الاحتلال لأمين عام حركة «فتح» في الضفة الغربية المعتقل مروان البرغوثي «وهو يأكل» والتي نشرتها الصحف العبرية على صفحاتها الأولى لتوهم الجمهور الفلسطيني أن البرغوثي «خرق» الإضراب، لم تشهد هذه الصحف تقارير تسلط الضوء على وجهة النظر الإسرائيلية من إضراب الأسرى. باستثناء تقرير أعده داني روبنشتاين، رأى فيه أن هذا الإضراب من «أخطر الإضرابات» لكنه عزا نجاح تحرك الأسرى إلى الشراكة السرية القائمة بين «حركة حماس» والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات فما يجمع الطرفين هو رغبتهما المشتركة في وضع حد لنفوذ وزير الأمن الوقائي السابق محمد دحلان في غزة. كما أن عرفات لديه سبب آخر لتشجيع الإضراب ليحرف نظر الشعب الفلسطيني بعيدا عن الأزمة التي تشهدها القيادة الفلسطينية.
يبقى أن هناك من سلط الضوء على اهتمام الفلسطينيين بالمشترك الفلسطيني عمار حسن في برنامج «سوبر ستار» الذي يبثه تلفزيون «المستقبل» اللبناني. وأشار التعليق ساخرا من أن طلاب «جامعة النجاح» أخذوا استراحة من نضالهم اليومي ضد قوات الاحتلال من أجل التصويت لـ«عمار». وتناول روبنشتاين التطورات الفلسطينية الداخلية على ضوء الحديث عن اتصالات تجري بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء السابق محمود عباس (أبومازن) فضلا عن لقاء المصالحة الذي تم بين عرفات ووزير الأمن الداخلي السابق محمد دحلان الذي كانت اتهمته تقارير كثيرة غالبيتها إسرائيلية وأميركية بأنه كان وراء الفوضى التي سادت غزة الشهر الفائت فكتب في مقالة تحت عنوان «عرفات الرابح الأول من عودة عباس ودحلان إلى الحياة السياسية»، علق خلالها على ما وصفها بجهود المصالحة التي تبذل داخل السلطة الفلسطينية. وإذ اعتبر روبنشتاين، أنه من الصعب التنبؤ بنجاح هذه الجهود، اعتبر أنه في جميع الأحوال فإن عرفات هو الرابح الأول منها. فهو من جهة لم يتخل عن مطلبه الرئيسي بمواصلة السيطرة على قوات الأمن الفلسطينية. ومن جهة أخرى حصل عرفات على موافقة أبرز منافسيه «أبومازن» ودحلان على المشاركة في جهود المصالحة. وأشار المعلق الإسرائيلي إلى أنه بعد لقاء عرفات ودحلان، باشر الوسطاء الفلسطينيون تحضيراتهم لعقد لقاء بين رئيس السلطة ورئيس الوزراء السابق. ولاحظ أن دحلان تحدث بلغة «اعتذارية» عندما أكد على ولائه لعرفات قبل أن يلفت إلى أن المشكلة الرئيسية هي الفساد داخل السلطة الفلسطينية.
وأوضح روبنشتاين، أن الهدف من جهود المصالحة التي يبذلها بشكل خاص رئيس الوزراء الحالي أحمد قريع وعضو اللجنة المركزية في حركة فتح صخر حبش، هو منع حدوث انقسام داخل السلطة الفلسطينية لاسيما بعد رفض الرئيس عرفات، إجراء الإصلاحات التي طالب بها المجلس التشريعي. أما بالنسبة إلى محمود عباس، فلفت روبنشتاين، إلى أنه مستعد الآن للعودة إلى الحياة السياسية الفلسطينية. مشيرا إلى أن هذه الحقيقة أصبحت واضحة بعد اللقاءين اللذين أجريا بين عباس وقريع في عمَّان الأسبوع الماضي وفي رام الله هذا الأسبوع. ونقل عن مساعدي عباس، أن روحه الوطنية العالية خصوصا في ظل الأزمة التي تشهدها السلطة الفلسطينية، هي المحرك الرئيسي وراء قراره العودة إلى الحياة السياسية. وكان روبنشتاين توقف في مقالة أخرى، عند الإضراب المتواصل عن الطعام الذي ينفذه المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية لليوم الثامن على التوالي. واعتبر أن هذا الإضراب قد يصبح مسألة معقدة وصعبة. لافتا إلى أنه حظي باهتمام شعبي أكثر من أي إضراب آخر حصل في الماضي، خصوصا أن عدد المضربين بلغ أربعة آلاف معتقل.
واعتبر المعلق الإسرائيلي أن أحد الأسباب التي تجعل هذا الإضراب أخطر من غيره هو أن غالبية المشاركين فيه ناشطون من حركة «حماس» أو من المقربين منها.
ولفت روبنشتاين، إلى ان الرئيس الفلسطيني طالب في خطاب أمام المجلس التشريعي الشعب الفلسطيني بالتضامن الكامل مع المعتقلين المضربين عن الطعام كما تعهد بالنضال من أجل الإفراج عنهم. وزعم المعلق أن السبب وراء هذا التصريح يكمن في حقيقة ان عرفات متورط في شراكة سرية مع «حماس». لافتا إلى ان ما يجمع الطرفين هو رغبتهما المشتركة في وضع حد لدحلان بسبب قلقهما من اتساع نفوذه في غزة. غير أنه رأى أن عرفات لديه سبب آخر لتشجيع الإضراب اليوم وهو أن هذا الحادث يحرف نظر الشعب الفلسطيني بعيدا عن الأزمة التي تشهدها القيادة الفلسطينية. وكشف روبنشتاين، في السياق ذاته نقلا عن بعض المسئولين الفلسطينيين أن حكومة قريع قد تستقيل خلال المداولات المقبلة أو أن تتم إقالتها. من دون أن يوضح روبنشتاين الأجواء المحيطة باحتمالات استقالة قريع. وختم مكررا أنه نظرا إلى الأزمة المتنامية داخل القيادة الفلسطينية والانتقادات القاسية التي توجه إلى عرفات يبدو واضحا أنه من الأفضل للرئيس الفلسطيني أن يركز أنظار الجمهور على قضية الإضراب من خلال دعوته إلى التضامن مع المعتقلين.
وتناول آرنون ريغيولار في «هآرتس» جانبا آخر، في النظرة إلى الفلسطينيين، ففي مقالة افتتاحية تحت عنوان «الفلسطينيون يذهبون للاقتراع للسوبر ستار»، تحدث خلالها إلى المشترك الفلسطيني عمار حسن في برنامج «سوبر ستار» الذي يبثه تلفزيون «المستقبل» اللبناني، بشأن توقعاته حيال تصويت الجمهور الذي سيحدد الفائز في المسابقة. وتوقع عمار أن يحظى بشكل خاص بالدعم من أبو ظبي إذ ولد وترعرع. غير أن عمار لاحظ في الوقت نفسه ارتفاع دعم الفلسطينيين له خلال الأسابيع الماضية، مؤكدا أن الفن ليس له حدود. مضيفا أنه حاول عبر المسابقة إيصال رسالة الشعب الفلسطيني إلى الأمة العربية والعالم ومفادها أن هذا الشعب يعرف كيف يستمتع بالفن بالرغم من معاناته اليومية تحت الاحتلال.
ولفت المعلق الإسرائيلي إلى أن عائلة عمار التي تعيش في بلدة سلفيت شمال الضفة الغربية بدأت التحضيرات للتصويت لابنها عبر خدمة الرسائل الهاتفية.
كما توجه والده الذي كان يعمل في الكويت لأكثر من 30 عاما ووالدته وأفراد عائلته إلى مكاتب مقر بلدية سلفيت، إذ أمن 23 جهازا للكمبيوتر لإتاحة الفرصة لأهالي بلدته «قصف» «تلفزيون المستقبل» الذي ينظم برنامج «سوبر ستار» بأصواتهم.
وأضاف أن أصدقاء عمار في جامعة النجاح في نابلس، إذ درس الموسيقى أخذوا استراحة من نضالهم اليومي ضد قوات الجيش الإسرائيلي ليركزوا على التحضيرات للمنافسة. هذا ولفت ريغيولار، إلى أن شركة الهاتف الفلسطينية أعلنت عن خفض كلفة خدمة الرسائل القصيرة من أجل الإتاحة لأكبر عدد ممكن من المواطنين التصويت لعمار. حتى رئيس السلطة الفلسطينية تحدث إلى هذا الأخير عبر الهاتف. كما ساهم رئيس الوزراء الفلسطيني بهاتف خلوي للمراسلين الصحافيين قرب مقر الحكومة من أجل التصويت للمطرب الفلسطيني
العدد 720 - الأربعاء 25 أغسطس 2004م الموافق 09 رجب 1425هـ