عندما حاول مدرب منتخب قطر السابق الفرنسي «ميتسو» تجنيس لاعبين برازيليين وغيرهم في صفوف المنتخب القطري قامت القيامة ولم تقعد إلا بعد عقد اجتماعات طارئة للفيفا أصدر في نهايته قرار بمنع ذلك، ويعد الإخفاق القطري تحت قيادته في كأس أمم آسيا الماضية في الصين وتفوق منتخبنا الوطني على كل الترشيحات خرجت الوكالات بتقاريرها التي كتبت داخله «اعتمدت قطر على التجنيس فخاب أملها، واعتمدت البحرين على أهلها فصعدت». لقد خيب هؤلاء بنتائجهم السلبية كل من كان يتابعهم، فقد ظهرت النتيجة السلبية للتجنيس الرياضي الذي سعى إليه الاخوة في قطر، وبالتأكيد لن يحصد المنتخب القطري ثمار ذلك لأنك ذلك لم يثمر عن شيء يحصد.
فعندما فكر الاخوة القطريون في هذا الحل كانوا يتمنون تحقيق الإنجازات السريعة من دون النظر إلى قيمة هذا الإنجاز الذي لم يأت أصلا، ولم ينظروا إلى المستقبل البعيد جدا.
ويتضح لنا ذلك أكثر فأكثر في البطولة الشبابية الخليجية التي تستضيفها الآن دولة الكويت الشقيقة من ان التجنيس الرياضي الحاصل في قطر هو اتجاه تسعى إليه الاتحادات الوطنية جميعها بحد سواء لتحقيق نتائج إيجابية في البطولات التي تشارك فيها، لكنهم يغفلون عن أن هذه الإنجازات ستظل إنجازات وقتية لعدم بناء الفكرة من أساسها بالشكل السليم، فها هو منتخب السلة أصبح بعيدا عن تحقيق البطولات على رغم صعوده للمشاركة في أرقى البطولات العالمية والقارية، وها قد بدأت آثار التجنيس تدب في منتخب الطائرة بعد تحقيق اللاعبين الكبار السابقين لبعض الإنجازات التي لم ترض طموح القطريين فعملوا باتجاه هذا الحل.
وإذا ما ابتعدنا قليلا فإننا نجد أن المدرب الجديد لمنتخب قطر لجأ إلى اللاعبين القدامى القادرين على إعادة الروح من جديد في صفوف منتخبهم بعدما ذبلت، فهم سيعطون بكل ما أوتوا من قوة من أجل بلدهم، على عكس البقية السابقة الذكر الذين ربما اقتربوا جسديا من البلد، لكنهم بعيدون قلبا وقالبا، ويريدون تأدية الواجب المفروض عليهم لا غير، فهم سيكسبون المال الوفير من ذلك.
هنا يتضح لنا أن التجنيس الرياضي يجب أن يعترف بالأصول والثوابت الواجب توافرها في الشخص المرغوب فيه، والقريب جدا من أهل الدار والعارف بأحوالها وأهوالها، ويحس بأحاسيسها حتى يكون عطاؤه بصدق
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 720 - الأربعاء 25 أغسطس 2004م الموافق 09 رجب 1425هـ