العدد 720 - الأربعاء 25 أغسطس 2004م الموافق 09 رجب 1425هـ

المقاومة والصدر وأتباعه... والخائنون

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

لعل الموقف الذي اتخذه الشاب المسلم مقتدى الصدر وأتباعه وحلفاؤه ليس غريباً على المراقب والمتابع للثقافة التي يستقي منها هذا الشاب وتياره، فالتيار الصدري ذو جذر مقاوم لا يستهان به، وأيضاً من حيث ثقافة المحيط العراقي الذي يرفض الاحتلال، أو إقليمي تمتد جذوره في لبنان المعروفة مواقفه من الاحتلال. ولعل موقف الشاب المسلم في النجف لا يختلف كثيراً عن مواقف أخواله وبني عمومته من المراجع الكبار في لبنان (السيدمحمد حسين فضل الله وموقفه الرافض للاحتلال، والمغيّب موسى الصدر فيما لو كان حاضراً). كان تاريخ التيار الصدري منذ الصدر الأول إلى الصدر الثالث، برهن هذا الشاب القائد التزامه بخط المقاومة والسير على خطى الأوائل، وكلام الشاب المسلم ردّده مؤكداً أنه «امتداد لحزب الله وامتداد لحركة المقاومة الإسلامية حماس ولكل المجاهدين على أرض فلسطين»، هذه العبارة يتذكرها الكل، وهو الآن يدفع ضريبة مواقفه المشرفة من دمه.

وعلى رغم السكون المخيّم على دول الجوار، والترقب الجبان من عدة دول، اخترقته دعوة الرئيس الإيراني خاتمي إلى إصدار فتوى تحرم القتال على الجيش العراقي جنباً إلى جنب مع قوات الاحتلال الأميركي وتوابعها، ودعوته الأخيرة إلى اجتماع عاجل لمنظمة المؤتمر الإسلامي، هذا الاختراق وحده لا يكفي، ففي الأمس كانت الفلوجة، واليوم النجف، ومن يدري قد تكون غداً «قم» وبعد غد «دمشق»، ومن بعدها «مكة المكرمة»... فلا محظور ولا مقدّس يبقى، إلا ويدنسه حذاء اليانكي الأميركي.

ولعل ما تحاول قوى البغي والعدوان الأميركي وحلفاؤها من استباحةٍ لمقدسٍ من مقدسات المسلمين، مرقد الخليفة الرابع كرّم الله وجهه، هو رسالة وإشارة يتم إرسالها من قبل قوات الاحتلال والبغي والعدوان ليس إلى السيد مقتدى وحده، فالسيد واقع في قوس نيران قوات الاحتلال، ولكنها إشارة تعني أنه لم يعد هناك محرمٌ عند تلك القوة وحلفائها، ومادامت النجف، بكل ما تحمله من قدسية، تم انتهاكها، فأي شيء بعدها يبقى محرماً أو غير قابل لتدنيس قوات الاحتلال؟ وذلك ما أكده وليد نويهض في التحليل المنشور في الجمعة الماضية.

ولكن يبقى الموقف المشرف للسيدمقتدى الصدر قنديلاً ينير طريق الثائرين والمقاومين، وكسب فيه أكثر مما خسر بمقاييس السياسة وعلى أرض الواقع... وكسب تعاطف الناس، وسيكتب في صفحات التاريخ بأحرف من نور.

أما موقف حكومة الخزي والعار ومن لّف لفها، فسيكتب التاريخ موقفها بعبارات من قارٍ أسود تدل على ذلها وخضوعها لقوى الاحتلال والظلم والبغي والعدوان، وبالقار الأسود ذاته سيكتب وقوف المتفرجين على ما يحدث في النجف أو الفلوجة وباقي المناطق المقاومة.

وأما المجاهدون الذين يشرون الدار الآخرة بدمائهم الزكية فليسوا «شرذمة» أو «بقايا البعث» أو «إرهابيين» أوغيرها من نعوت تلوكها ألسن الخائنين، فأتباع مقتدى الصدر ليسوا كذلك، ومجاهدو الفلوجة ليسوا كذلك أيضاً، بل هؤلاء لبّوا نداء الواجب الوطني والإسلامي والإنساني. فدلوني على شريعة أو شرعة تدعو إلى الانبطاح لاحتلال الأرض وهلاك الحرث والنسل وانتهاك الأعراض وسرقة أموال الشعوب واستباحة المقدسات؟

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 720 - الأربعاء 25 أغسطس 2004م الموافق 09 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً