نفى عمال شركة ألمنيوم البحرين «ألبا» تسبب شركتهم في ما عصف بالمملكة يوم (الاثنين) الماضي من أزمة كهربائية حادة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن جميع مناطق المملكة، مؤكدين أن تصريحات المسئولين بوزارة الكهرباء «غير دقيقة» وتسعى إلى إلقاء الحمل بأكمله على «ألبا» للتهرب من المسئولية الجسيمة الملقاة على عاتقها.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن السبب في قطع التيار الكهربائي يعود في الأصل إلى الاستعجال في إنجاز مشروع خط الصهر الخامس في 100 يوم ما يعد إنجازاً عالمياً للشركة القائمة على تنفيذ المشروع وهي شركة أميركية «باكتل».
وقال رئيس نقابة «ألبا» إبراهيم الدمستاني إن «الخلل حدث في الشركة ولكن تم إصلاحه خلال 10 دقائق فقط في الوقت الذي استغرقت فيه الحكومة إصلاح الخلل لديها من 12 إلى 15 ساعة، ما يؤكد كفاءة وقدرت العاملين في دائرة الطاقة بالشركة».
واستغرب الدمستاني من تصريحات مسئولي وزارة الكهرباء من تحميل «ألبا» المسئولية الكاملة للخلل الذي حدث قبل انتهاء لجنة التحقيق التي شكلها مجلس الوزراء والتي من المفترض أن تكون عادلة في تقييمها وتحقيقها للبحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذه الأزمة.
ورأى الدمستاني أن توجيه التهم إلى «ألبا» يقلل من الجهد الذي قام به العاملون والفنيون والمهرة في دائرة الطاقة في الشركة في الوقت الذي يساهم فيه هؤلاء بتوفير ما يقارب 200 إلى 260 ميغاوات من الكهرباء كمساعدة للدولة، وإنها استمرت في تقديم الدعم حتى بعد يوم (الاثنين) الماضي بمعدل 80 ميغاوات يومياً.
وقال الدمستاني: «بدلاً من توجيه التهم إلى الشركة على الحكومة العمل جدياً لإيجاد خطة لمواجهة أي خلال طارئ يحدث مستقبلاً، وأن تتحمل وزارة الكهرباء المسئولية الكاملة وفي كل الظروف، إذ لا يمكن تحويل هذه المسئولية إلى أية منشاة أخرى». ومن جهتها أفادت مصادر مطلعة في «ألبا» بأن خط الكهرباء الممتد بين الشركة والحكومة والمتصل بمحطة الرفاع كان من المفترض تفكيكه في أبريل/ نيسان الماضي وذلك بسبب انتهاء عقد التعاون بين الطرفين مع بدء تشغيل محطة الحد إلا أنها مددت بسبب تذبذب عمل المحطة.
وأكد المصدر أن الخلل الكهربائي الذي حدث كان نتيجة السرعة في تنفيذ مشروع خط الصهر الخامس قبل الموعد المحدد لتسليمه في 28 مارس/ آذار العام المقبل وبإنتاج يصل إلى 840 طناً سنوياً وذلك من أجل تسجيل رقم قياسي عالمي في تشغيل الخلايا الجديدة وعددها 336 خلية وستتم الاستعانة ببرنامج يسهم في التشغيل في أقل وقت ممكن وسيكون ذلك في حدود 100 يوم وذلك لأول مرة إذ إن المعدل الاعتيادي يصل إلى 180 يوماً كحد أدنى ما يوفر على الشركة 40 مليون دولار في تلك الفترة.
وقال المصدر إن الشركة المتعهدة بتنفيذ المشروع «باكتل» تستعجل في الكثير من الأمور وتقوم بأي شيء فقط من أجل إنجاز المشروع في الوقت المحدد ومن بين هذه الأعمال مد خط كهربائي (كابل) لموقع مشروع الخط الخامس من دون اتخاذ إجراءات السلامة المعروفة من وضع العوازل لمنع أي التماس كهربائي يحدث سوى ردم الرمال على الكابل، مشيراً إلى أنه نتيجة تحرك الشاحنات والجرافات فوق الكابل تسببت في قطع تيار الكهرباء عن موقع المشروع، ما أدى إلى انتقال 400 ميغاوات من الكهرباء إلى خطوط الكهرباء في الشركة والتي رفضت ذلك نتيجة وجود عوامل مانعة لأية شحنة إضافية لتتوجه بذلك إلى أضعف نقطة ألا وهي خط الكهرباء الممتد بين الشركة والحكومة لتحدث بذلك صدمة إلى محطة الرفاع التي لم تكن لها القدرة على استحمال هذه الشحنة الكهربائية التي تعطلت نتيجة هذه الشحنة ومن ثم انتقل هذا العطل إلى محاطات الكهرباء الحكومية الثلاث الباقية. وأشار المصدر إلى أن الشركة خاطبت الحكومة ووزارة الكهرباء والماء منذ 5 سنوات طالبت فيها بضرورة وضع العوازل المتصدية للشحن الكهربائية الفجائية، إلا أن الحكومة تعذرت بعدم إمكانها وضع هذه العوازل بسبب ارتفاع كلفتها المادية.
وكشف المصدر أن مجلس الوزراء في الاجتماع الطارئ الذي عقد مساء يوم (الاثنين) الماضي استدعى كلاً من مدير الطاقة الكهربائية بمشروع الخط الخامس بالشركة محمود أصغر ومدير عام الطاقة بالإنابة بالشركة جيم ماكدونلد للوقوف على آخر ملابسات الحادثة.
وقال المصدر إنه تم تشكيل لجنة رباعية من وزارة الكهرباء و«ألبا» لإعداد التقرير المشترك عن أسباب الانقطاع في فترة أقصاها أسبوعين وذلك تنفيذاً لطلب لجنة التحقيق الوزارية التي أمر رئيس الوزراء بتشكيلها لبحث أسباب انقطاع التيار الكهربائي، مشيراً إلى أنه سيمثل «ألبا» مدير الصيانة محمد عوض، ومدير عمليات الإنتاج جيمي بروست ومدير الطاقة محمود أصغر، ومدير عام الطاقة بالإنابة بالشركة جيم ماكدونلد.
ومن جانبه اكتفى مدير العلاقات العامة والموارد البشرية الشيخ بدر آل خليفة بالقول إن الأمور لم تتضح بعد وهم بانتظار تقرير الشركة الذي سيوضح الأمور بشكل دقيق.
وبدأت «ألبا» مع بداية شهر يوليو/ تموز الماضي العمل على استكمال محطة الكهرباء الجديدة التي ستستخدم في تشغيل خط الصهر الخامس بالشركة، والذي من المتوقع أن يبدأ التشغيل به في منتصف العام المقبل 2005، وأن يرفع إنتاج الشركة من 512 ألف طن إلى 819 ألف طن.
ومن المتوقع أن تضيف المحطة الجديدة 650 ميغاوات الى إجمالي إنتاج الشركة من الكهرباء ليصل في بداية الربع الأخير من العام الجاري إلى 2150 ميغاوات.
وبحسب الشركة فإن الجدول الزمني لإنتاج المحطة الجديدة التي تبلغ كلفتها الإجمالية 340 مليون دولار أميركي يشتمل على إنتاج 165 ميغاوات في أكتوبر/ تشرين الأول، و165 ميغاوات أخرى في نوفمبر/ تشرين الثاني، على أن تصبح المحطة جاهزة للإنتاج بكامل طاقتها في أغسطس/ آب من العام المقبل 2005
العدد 720 - الأربعاء 25 أغسطس 2004م الموافق 09 رجب 1425هـ