يضرب المنتخب العراقي لكرة القدم موعدا مع التاريخ عندما يلتقي نظيره البارغوياني ضمن الدور نصف النهائي لدورة الألعاب الاولمبية المقامة حاليا في أثينا.
وهي المرة الأولى التي يخوض فيها المنتخب العراقي الدور نصف النهائي لدورة الألعاب الاولمبية في تاريخ مشاركاته في الألعاب الاولمبية، وهو خاض ربع النهائي للمرة الثانية بعد العام 1980 في موسكو وشارك أيضا في دورتي 1984 في لوس انجليس و1988 في سيئول وخرج من الدور الأول.
ويسعى المنتخب العراقي إلى تخطي الدور نصف النهائي لضمان إحراز الميدالية الأولى لبلاده منذ 44 عاما بعد برونزية عبد الواحد عزيز في رفع الأثقال للوزن الخفيف وهي الوحيدة للعراق في الاولمبياد حتى الآن.
ويدرك المنتخب العراقي أن تعثره قد يحرمه من إحدى الميداليات الثلاث على رغم انه يملك فرصة المنافسة على برونزية في حال الخسارة، وبالتالي فهو يطمح إلى تخطي دور الأربعة ليصبح أول منتخب عربي يصل إلى نهائي إحدى الدورات الاولمبية.
وأكد المنتخب العراقي وجوده على خريطة الكرة العالمية على رغم الحوادث المميتة التي تشهدها بلاده جراء مخلفات الحرب الأميركية للقضاء على نظام الرئيس صدام حسين لكن لا ينسى هموم شعبه ويقدم الأفضل من أجل بلسمة جراحه على حد قول مدربه عدنان حمد.
وقال حمد في تصريح لوكالة فرانس برس: «أرجو أولا أن يكون الفوز بلسما لجراح كل العراقيين وان يسهم في عودة الأمن والاستقرار إلى شعب العراق ومدنه وقراه ويساعد كذلك في إزالة الاحتلال وتقليص مآسي الشعب العراقي التي طال أمدها».
وأعرب حمد عن تمنياته بـ «أن يتكلل ما تحقق حتى الآن بميدالية اولمبية وهو أمر ممكن لكنه في حاجة إلى بذل المزيد من الجهود أمام البارغواي في نصف النهائي».
وقدم المنتخب العراقي عروضا رائعة منذ انطلاق المسابقة في أثينا، فحقق انتصارا مدويا في الجولة الأولى على حساب البرتغال بقيادة نجمها كريستيانو رونالدو 4/2 ثم تغلب على كوستاريكا 2/ صفر وكان ثاني المتأهلين إلى الدور ربع النهائي بعد الأرجنتين، قبل أن يخسر أمام المغرب 1/2 في الجولة الثالثة الأخيرة لكن في غياب بعض لاعبيه الأساسيين الذين فضل المدرب عدنان حمد إراحتهم لضمان جاهزيتهم في ربع النهائي.
وتخلص العراق من الضغوطات التي كان يلعب تحتها في عهد رئيس الاتحاد العراقي واللجنة الاولمبية العراقية سابقا عدي صدام حسين الذي كان يلجأ لتعذيب اللاعبين والمسئولين في حال الإخفاقات أو الهزائم أو تحقيق النتائج المخيبة.
وانتزع العراق بطاقته إلى دور الأربعة عن جدارة على حساب استراليا 1/ صفر بعدما كان الأفضل طيلة المباراة وكان بإمكانه الفوز بأكثر من هدف.
ويسود انسجام كبير بين لاعبي المنتخب العراقي الذي استفاد كثيرا من مشاركته بالمنتخب الاولمبي في بطولة أمم آسيا الأخيرة في الصين عندما خرج من الدور ربع النهائي أمام منتخب البلد المضيف.
ولا يعتمد العراق على نجومية لاعب أو أكثر في تشكيلته بل يلعب بأسلوب جماعي يقدم من خلاله كرة قدم حديثة من خلال هجومه ودفاعه بأكبر عدد من اللاعبين. كما أن خطوطه الثلاثة المنسجمة والانتشار الجيد للاعبيه على أرضية الملعب يساعده كثيرا في السيطرة على مجريات المباراة بالإضافة إلى اللعب بقتالية وعدم الاستسلام حتى الصافرة النهائية للحكم.
ويملك المنتخب العراقي الأسلحة اللازمة لمواصلة نتائجه الرائعة بدءاً من حارس مرماه نور صبري، الذي تألق في الذود عن مرماه في المباريات السابقة، مرورا بصخرتي الدفاع قصي منير وحيدر جبار، والمنسقين بين خطي الدفاع والهجوم عبد الوهاب أبو الهيل ونشأت أكرم، ووصولا إلى خط الهجوم بقيادة يونس محمود وعماد محمد صاحب هدف الفوز في مرمى استراليا في ربع النهائي.
كما يملك المدرب حمد ورقة رابحة ممثلة في رزاق فرحان الذي يحتفظ به دائما إلى الشوط الثاني لتعزيز خط الهجوم وإعطاء دم جديد لتشكيلته بفضل خبرته الكبيرة وقدرته على اقتناص الأهداف الصعبة.
في المقابل عانى المنتخب البارغوياني الأمرين لبلوغ ربع النهائي وانتظر حتى الجولة الثالثة الأخيرة لضمانه بفوزه الصعب على ايطاليا 1/ صفر بعدما تغلب بصعوبة أيضا على اليابان 4/3 في الجولة الأولى وخسر أمام غانا 1/2 في الثانية.
ولم يختلف الأمر في ربع النهائي عندما حقق فوزا بشق الانفس على كوريا الجنوبية 3/2 ليبلغ دور الأربعة، وبالتالي تبدو فرص العراق كبيرة لتخطيه اليوم.
وفي مباراة نصف النهائي الثانية، يبدو المنتخب الأرجنتيني مرشحا فوق العادة لمواصلة زحفه نحو إحراز اللقب الاولمبي الذي ينقص خزائنه عندما يلتقي نظيره الإيطالي اليوم أيضا.
وحقق المنتخب الأرجنتيني انتصارات مدوية وهو الوحيد الذي حقق 4 انتصارات متتالية أخرها كان ساحقا على كوستاريكا 4/ صفر في ربع النهائي بفضل ثلاثية نجم بوكا جونيورز كارلوس تيفز متصدر لائحة الهدافين برصيد 6 أهداف.
ويملك المنتخب الأرجنتيني أكثر من ورقة رابحة فضلا عن تيفيز فهو يشارك بالمنتخب الذي حل وصيفا في بطولة أمم أميركا (كوبا أميركا) بقيادة المخضرم روبرتو ايالا (فالنسيا الإسباني) وكيلي غونزاليز (أنتر ميلان الإيطالي) وغابريال هاينزه (مانشستر يونايتد الإنجليزي) واندريس داليساندرو (فولفسبورغ الألماني).
في المقابل، حجزت ايطاليا بطاقتها إلى الدور ربع النهائي بصعوبة بحلولها ثانية في المجموعة الثانية برصيد 4 نقاط من فوز على اليابان 3/2 وتعادل مع غانا 2/2 وخسارة أمام البارغواي صفر/1 قبل أن تتأهل بشق الانفس على حساب مالي بهدف نظيف
العدد 718 - الإثنين 23 أغسطس 2004م الموافق 07 رجب 1425هـ