مع وصول فعاليات دورة الألعاب الاولمبية المقامة حاليا بالعاصمة اليونانية أثينا إلى يومها العاشر ما زالت السمة الواضحة في غالبية المواقع والاستادات التي تقام فيها منافسات الدورة هي الحضور الجماهيري الضعيف والمدرجات الشاغرة.
وحتى في منافسات لعبة الكرة الطائرة الشاطئية تظهر كاميرات التلفزيون دائما العديد من المقاعد الشاغرة على عكس ما كان متوقعا في منافسات هذه اللعبة التي تحظى بإقبال شديد في مختلف أنحاء العالم وذلك على رغم الفقرات الراقصة التي أدرجها المنظمون في فترات الراحة القصيرة بين المباريات.
وفي منافسات الجمباز تظهر أيضا أماكن عدة من المدرجات خاوية والحال نفسه انطبق على منافسات القوس والسهم التي شهدت حضوراً أقل عدداً من الجماهير يوم الأربعاء الماضي على رغم إقامة منافسات هذه اللعبة باستاد «باناثينايكون» الرخامي في وسط أثينا.
وعلى رغم أن شهر أغسطس/ آب يعتبر من أوقات العطلات في اليونان إذ يهجر سكان المدينة منازلهم بسبب قيظ الصيف ويتجهون إلى الشواطئ لقضاء إجازاتهم إلا أنه من الواضح أنهم فضلوا هذه المرة أيضا ترك المدينة واختاروا الوجود على الشواطئ بدلاً من متابعة أهم وأكبر حدث رياضي عالمي.
واعتمد منظمو الدورة على هذا الواقع عندما وضعوا خطتهم لتنظيم الاولمبياد وأقنعوا اللجنة الاولمبية الدولية بأن مشكلة الزحام المروري بأثينا لن تكون عائقا ولن تظهر في فترة فعاليات الدورة.
وبالفعل ظهر ذلك بوضوح خلال الأيام الماضية من عمر الدورة لكنه في الوقت نفسه ألقى بظلاله على المدرجات التي ظهرت خاوية.
وبعيدا عن كرة القدم وبعض مباريات كرة السلة والسباحة ورفع الأثقال وكرة الماء لا تلقى باقي المنافسات إقبالا جماهيريا من اليونانيين مثل البيسبول والكرة اللينة (السوفت بول) والريشة الطائرة وكرة اليد.
وكذلك فإن التنس لا يجذب اهتمام اليونانيين بل ان الكثيرين منهم لم يتعرفوا على اللاعبة الأميركية فينوس وليامز لدى دخولها إلى الملعب في بداية المسابقة.
وتأتي المقاعد الشاغرة وضعف الحضور الجماهيري من اليونانيين في المدرجات على النقيض تماما مما حدث في دورتي الألعاب السابقتين في أتلانتا العام 1996 وفي سيدني العام 2000.
ويحاول منظمو الدورة التعتيم على ضعف الحضور الجماهيري من خلال التأكيد على أن العائدات التي حصلت عليها اللجنة المنظمة من حصيلة بيع تذاكر المباريات بلغت الحد الذي كانت اللجنة تهدف إلى تحقيقه وهو 183 مليون يورو إذ بلغ عدد التذاكر المباعة حتى الآن ما يقرب من 5,3 ملايين تذكرة من إجمالي 3,5 ملايين تذكرة طرحت للبيع.
لكن من المؤكد أن ضعف الحضور الجماهيري يعكس خلفه حقائق سلبية أخرى ربما تتضح في المستقبل القريب وأيضا على المستوى البعيد ومن أبرزها ضعف أعداد السائحين الذين حضروا إلى أثينا في ذلك الوقت لمتابعة الدورة وربما يكون ذلك بسبب الارتفاع الرهيب في الأسعار بالعاصمة اليونانية استغلالا لحدث الاولمبياد أو بسبب المخاوف الأمنية من هجمات إرهابية محتملة على العاصمة خلال فترة الدورة.
وذكر المنتج التلفزيوني الأرجنتيني بدرو فرايري أن نجاح أي رياضة يعتمد بشكل كبير على «زئير» الجماهير وهو ما تفتقده المنافسات الاولمبية في أثينا حاليا.
وأضاف أن منظمي الدورة لم يعد لديهم الاهتمام الكافي بهذه النقطة المهمة بعد أن وصلوا إلى أهدافهم من حصيلة بيع التذاكر وحقوق البث التلفزيوني لحوادث الدورة، ولم يعد لديهم اهتمام بصورة اليونان.
وقال المنظمون سابقا إنهم لن يمنحوا تذاكر مجانية إلى طلبة المدارس وأفراد الجيش لملء مقاعد المدرجات ولن يقدموا أي تخفيضات على أسعار التذاكر خلال فترة الدورة.
وقال المتحدث عن اللجنة المنظمة للدورة ميخاليس زاخاراتوس إن اللجنة كانت تدرك أن الجماهير اليونانية لن تقبل بقوة على الأدوار الأولى من مختلف الألعاب ولكن حدثت بعض الاختلافات عما كان متوقعا وعلى سبيل المثال بيعت 85 بالمئة من تذاكر مشاهدة منافسات ألعاب القوى.
ولكن مع انسحاب نجمي العدو اليونانيين كوستادينوس كيديريس وإيكاتريني ثانو من الدورة بعد فضيحة تغيبهما عن اختبار الكشف عن المنشطات تشير بعض التقارير إلى أن اليونانيين الذين اشتروا تذاكر لمتابعة السباقات التي يشارك فيها العداءان باعوا هذه التذاكر بثمنها أو أقل من ثمنها
العدد 718 - الإثنين 23 أغسطس 2004م الموافق 07 رجب 1425هـ