العدد 718 - الإثنين 23 أغسطس 2004م الموافق 07 رجب 1425هـ

لدينا الحل عند انقطاع الكهرباء

عباس سلمان Abbas.salman [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قد يكون هذا العنوان غير واضح أو مبالغاً فيه ولكن هذا في متناول اليد للالتفاف عن الآثار الناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي وبصورة مفاجئة ودون سابق إنذار عن جميع مناطق المملكة وهو أمر لم يحصل على الأقل في السنوات التي عشتها في هذه المملكة الحبيبة أي خلال نحو خمسة عقود لا أتذكر أن حصلت مثل هذه النكسة والتي تعتبر وصمة عار في جبهة المسئولين السابقين الذين لم يضعوا القواعد الصلبة المطلوبة لقطاع حيوي ومهم جدا في حياة البشر ويؤمنوا له حاجته من هذا القطاع. وما دام الحل لايزال بعيد المنال عن عدم انقطاع الكهرباء كما وعد ولايزال يوعد به المسئولون عن القطاع فإن الحل هو كلما انقطع التيار الكهربائي فإن الجميع يأخذ عائلته ويسافر إلى المملكة العربية السعودية! وقضاء أوقات سعيدة فيها حتى عودة الطاقة مرة ثانية وهذا أفضل حل وقد أخذ به البحرينيون الذين ضاقوا ذرعا بهذه الانقطاع المفاجئ في التيار وأي شخص لا يصدق فليسأل جاره أو صديقه أين كان بالأمس!

قد يتطلب الأمر حسم الأمر وتدخل كبار المسئولين بل وحتى جلالة الملك لحل هذه المعضلة التي عجز الكل عن حلها فلا يصح أن تذهب جهود المملكة في استقطاب المستثمرين والصناعيين هباء بسبب عدم وجود قاعدة قوية يمكن الاعتماد عليها فلا مصانع جديدة ولا استثمارات ولا سياحة وحتى لا برادات ستقام إذا لم نقم وبكل جدية بوضع أسس سليمة وطويلة المدى لضمان استمرار الطاقة في الوصول إلى كل منزل وحي في هذه المملكة الصغيرة حتى لو تطلب ذلك صرف مئات بل آلاف الملايين من الدولارات لتغطية العجز أو المرض المزمن الذي نعاني منه فلا نقبل بل لا يقبل كل عاقل أي عذر عن انقطاع الكهرباء عن جميع المناطق حتى المستشفيات الحكومية والخاصة في القرن 21.

من يصدق أن البحرين بلد صغير لا تتجاوز بضع مئات من الكيلومترات لا تزال تعاني ومنذ أكثر من 50 عاما من انقطاع الكهرباء!؟ وماذا عمل المسئولون السابقون (لأنه لا يمكن لوم المسئولين الحاليين وحدهم) لكي تنعم البحرين بالنور وأين صُرفت الأموال وكيف تم اختيار الشركات التي تقوم بتزويد المملكة باحتياجاتها لتوليد الطاقة؟ هذه أسئلة كبيرة وكثيرة لا تعد ولا تحصى ولا أستطيع الإجابة عليها بنفس المستوى الذي لا أستطيع أن أجيب عن تأثير انقطاع الكهرباء على المستشفيات والمصانع والمصارف والبيوت وحتى مضخات تزويد السيارات بالبترول إذ أبلغني صديقي بالهاتف أنه وبعد نحو ساعة ونصف لايزال ينتظر دوره في إحدى المحطات للتزود بالوقود بسبب انقطاع الكهرباء عن معظم المحطات!

قد لا يأخذ بعض المسئولين على محمل الجد التوقعات التي تقول إن البحرين تحتاج إلى محطة جديدة كل عامين لضمان استقرار التزويد بالطاقة. فهم قالوا إن الانقطاع المستمر عن مناطق متفرقة سببه التوزيع فهل التوزيع مسئول كذلك هذه المرة عن هذا الانقطاع المذهل؟ وأقول مذهل لأنه أذهل الجميع بشراسته وخصوصاً أنه جاء في يوم شديد الحرارة من الفجر.

رفقا بالبحرين وأهل البحرين وتنمية البحرين وتدخلوا فورا لإنهاء معاناتها، وما عدا ذلك فإن الحل هو السفر كل صبيحة يوم إلى المملكة ثم العودة في المساء هذا إذا عاد التيار الكهرباء من جديد. فما رأيكم؟

العدد 718 - الإثنين 23 أغسطس 2004م الموافق 07 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً