من المؤسف حقاً أننا نعيش في بلد لا يحاول أن يصلح من حاله من بعد النقد - أي البناء - فالكل يتكلم والكل ينتقد والكل يكتب لكن لا من مجيب من الدولة أو أي تحرك فعلي يُذكر من قبل المسئولين... ولن نلوم المسئولين الحاليين فقط بل أيضاً سنلوم المسئولين السابقين في اخفاء الحقائق والأرقام في كل ما يتعلق بملف الكهرباء وانقطاعاته المتكررة.
أيعقل أن تنقطع الكهرباء عن البلاد وكلها ... لأي سبب كان؟!
أيعقل ان يخرج المواطنون والمقيمون إلى الشوارع والسواحل أو يقرر البعض مغادرة البلاد عبر جسر الملك فهد إلى المملكة العربية السعودية هرباً من انقطاع الكهرباء ومن حرارة الصيف المرتفعة؟
الاتصالات كانت كثيرة بالأمس على طوارئ الكهرباء والأسئلة كثيرة ومازالت تطرح السؤال نفسه إلى متى سيستمر مسلسل انقطاع الكهرباء؟ والى متى سيستمر المسئولون في اخفاء الحقائق والتصريح بكلام بعيد كل البعد عما يقدمونه من خدمات (ناقصة)... فنحن في واقع الأمر نعيش في بلد لا ينعم (مسئولوه) الا باطلاق التصريحات والطمأنة «الخادعة» لمواطنيه الذين سئموا من الوعود وسئموا من حالهم المغلوب على أمرها...
أيعقل ان يتحدث مسئولو الدولة عن الاستثمار والسياحة في بلد تنقطع الكهرباء عنه بالكامل؟ ...
... لقد توقفت الحياة عن نبضها دون كهرباء... وقبل الكهرباء انقطع الماء عن نخيلنا ومساحات بلادنا الخضراء التي أصبح ما تبقى منها قطعاً «مسورة بأسوار عالية جدا» ينعم بها نفر قليل من مجتمعنا.
إن كانت كارثة الكهرباء التي حلت علينا بتلك الصورة بالأمس فمعناه ان هناك قصوراً خدماتياً جلياً من الجهات التي من واجبها ان توفر المتطلبات الاساسية للمواطن وهي - أي الكهرباء - التي تعد من المتطلبات الاساسية التي يجب أن يوفرها أي بلد... فنحن ولله الحمد لا نخوض اية حروب أو معارك أو فيضانات أو زلازل... لكن معركتنا الحالية هي مع «الكهرباء» التي منذ إنشاء الدولة الحديثة للبحرين وهي لاتزال تعاني من الانقطاع الذي في هذه المرة انقطع كلياً لا جزئياً.
إن كانت الكهرباء كارثتنا الحالية فكوارث أخرى ستكون في طريقها الينا بالحجم نفسه أو اكثر، كملف البيئة الذي لايزال عالقاً دون حلول تذكر .
الواقع يقول لاحياة لمن تنادي، فالبعض يلهث وراء طمعه الذي لا نهاية له، وأخذ من دون محاسبة، وبقي علينا حصد النتيجة المرة
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 718 - الإثنين 23 أغسطس 2004م الموافق 07 رجب 1425هـ