العدد 718 - الإثنين 23 أغسطس 2004م الموافق 07 رجب 1425هـ

يوم مشهود...

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

عند قرابة الثامنة والنصف صباحاً أمس انقطع التيار الكهربائي ... سارعت كما سارع غيري من المواطنين إلى الاتصال بطوارئ الكهرباء، ولكنه كان مشغولاً الى ما لا نهاية. الاتصالات الهاتفية من عدة أماكن تنهال خلال فترة وجيزة لتكتمل صورة «اليوم الموعود» الذي طالما تحدثنا عنه... لم يعد اليوم موعوداً بل اصبح «اليوم المشهود» بعد ان اتضح أن ما حصل يوم امس هو «انقطاع كلي» يشمل المحطات الرئيسية في الحد والرفاع وسترة والجفير، وفوق ذلك كله، ولاول مرة في تاريخ البحرين، انقطاع في ألبا.

ما السبب؟ ليس بالامكان الاطلاع على السبب الحقيقي، وكل ما سمعناه في بادئ الامر ان محطة ألبا نقلت - بصورة فجائية وبسبب خلل لديها - 400 ميغاوات للشبكة الوطنية، وان شبكتنا الوطنية ليست لديها حماية من صعود كهربائي مفاجئ power surge قادم من ألبا، إذ إن الوزارة لم تركب مثل هذه الحماية لانها مكلفة! وتسبب ذلك في القطع الكلي لمحطات الكهرباء الوطنية (الحد، الرفاع، سترة، المنامة) .

شركة النفط (بابكو) كانت أكثر حظاً لان لديها محطتها الكهربائية الخاصة بها لتشغيل المصفاة، ولكن الطلب ازداد على الشركة لتزويد مولدات الكهرباء التي تعمل على «الديزل» بالوقود. محطات الوقود تعطلت من جانبها لأن المضخات تحتاج الى الكهرباء.

البدالات الهاتفية اصيبت إما بالعطل بسبب كثرة المتصلين او لان بتلكو مازالت تعتمد في عدد من منشآتها على الكهرباء المتوافرة من الشبكة الوطنية. الهواتف النقالة على شبكتي «بتلكو» و «ام تي سي فودافون» تصاب بالشلل بين حين وآخر بسبب كثرة المتصلين، والبعض نفدت قوة بطاريات هاتفه وليس هناك كهرباء يتزود منها.

متى كانت آخر مرة حدث فيها انقطاع شامل للكهرباء؟ المهندسون يتحدثون عن يوليو/ تموز 1985، ولكنهم يضيفون بأنها اول مرة تصيب «ألبا» صاحبة القدرة الذهبية في انتاج الكهرباء حتى يوم أمس، ربما بسبب من جانبها، وتضاعف الخلل بسبب الجانب الآخر (الشبكة الوطنية).

حديثي إلى احد المسئولين تطرق الى ان مثل هذا الأمر حدث في أغسطس/ آب العام الماضي في شمال اميركا، ولكن الفارق بيننا وبين اولئك ربما اكثر مما نود معرفته. فنحن لم يضربنا «برق» وليس الامر بـ «الحظ السيئ» الذي تجمعت فيه عدة عوامل في آن واحد... انه أكبر من ذلك ويتعلق بكل ما قلناه في الصحافة خلال العامين الماضيين. ولقد قال لنا ايضا وزير الكهرباء (والكل يشهد بإخلاصه) بأن الطاقة الكلية تعمل في كل شيء، في الانتاج وفي النقل وفي التوزيع، وانه لم يعد هناك اي هامش لاستيعاب اي خلل او مشكلة طارئة.

البعض حذر من احتمال الانقطاع الكلي قبل عامين، وتطرق الجميع الى حاجتنا الى اعادة تأهيل قدراتنا الهندسية والتخطيط المتكامل ضمن خطة واحدة تشمل الشبكة الوطنية للطاقة مع شبكة ألبا. نحن نعلم ان هذه امور بعيدة المدى وتحتاج الى وقت، ولكن الوقت يمكن الصبر عليه اذا ثبت ان الامور بدأت تسير على سكتها الصحيحة.

البحرين كانت في حال طوارئ يوم أمس، لانه لم يحدث يوماً أن انقطعت الكهرباء بهذا الحجم، وهو يوم نأمل ألا يتكرر ابدا، ونعتقد ان منع تكراره يحتاج إعلان حال الطوارئ الدائمة داخل وزارة الكهرباء والاستعانة بالقدرات البحرينية على اساس الكفاءة فقط، تماما كما اعتمد فريق كرة القدم الكفاءة اساساً لاختيار افراده، وتمكن من تحقيق إنجازات أفرحتنا جميعا. إن البحرين تستحق خدمة كهرباء أفضل مما نحن فيه، وما نحن فيه ليس خللاً فنياً بالدجة الأولى، وانما خلل في الاستراتيجيات وفي السياسات التي انتُهجت منذ فترة غير قصيرة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 718 - الإثنين 23 أغسطس 2004م الموافق 07 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً