العدد 718 - الإثنين 23 أغسطس 2004م الموافق 07 رجب 1425هـ

منجزات مؤسسة جائزة البابطين من 1989 إلى 2004

السريع يلتقي في عمّان كبار الباحثين الأردنيين

قال الأمين العام لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري الباحث والكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع، ان كبار اساتذة الجامعات الأردنية، انجزوا ما يزيد على 97 في المئة من حجم المعلومات والسير الذاتية المتعلقة بإعداد وتهيئة معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين. وان المثقف العربي ليفخر بالمثقف الأردني الذي أنجز الكثير من الابحاث والدراسات التي حرصت مؤسسة عبدالعزيز البابطين وجائزته، العمل عليها منذ إشهارها العام 1989 في القاهرة كمؤسسة ثقافية غير ربحية تعنى بالشعر دون سواه من الأجناس الأدبية.

ودعا السريع في لقاء جمعة مع كبار الباحثين والاكاديميين في الأردن نظمته الأمانة العامة للجائزة، إلى الحرص على إنجاز المعجم، وخصوصاً الاسماء مدار البحث، مثلما أنجز معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين.

وقال السريع لـ «الوسط» إن مجلس أمناء مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري أقر في الكويت عقد الدورة التاسعة للمؤسسة (دورة ابن زيدون) في قرطبة بإسبانيا في أكتوبر/ تشرين الاول من العام 2004 وقال بيان للمؤسسة: هذه هي المرة الأولى التي تقيم فيها المؤسسة إحدى دوراتها خارج الوطن العربي، وتهدف من ذلك إظهار الصورة الحضارية والفكرية والثقافية الصادقة للعرب والمسلمين، بعد الصورة المشوهة التي رسمتها بعض الجهات الغربية المعادية لهم في أعقاب حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول من العام 2001، وستقام بعض أنشطة الدورة - إضافة إلى قرطبة - في مدينتي غرناطة واشبيلية، وجاء اختيار المؤسسة لمدن في إقليم الأندلس لتقام فيها أنشطة الدورة وفعالياتها، من منطلق العلاقات التاريخية الطويلة بين العرب واسبانيا.

وأضافت المؤسسة في بيانها إن ما تتضمنه الدورة من أمسيات شعرية وفنية مشتركة بين الجانبين العربي والاسباني، تصب في 3 محاور هي: المحور الحضاري العام، ومحور الابداع الشعري في الأندلس، أما المحور الثالث فيتمثل في ندوة حوار مشتركة بعنوان «العلاقات العربية الايبيرية: الذاكرة والمستقبل»، ويتضمن كل محور من هذه المحاور عدداً من الفروع التي يختص بها. ورشح المجلس عدداً من الاسماء المقترحة من الأساتذة العرب والغربيين المتميزين من ذوي الخبرة والاختصاص للكتابة في هذه المحاور والمشاركة في الندوة.

وأعاد السريع إلى الاذهان ما أعلنته المؤسسة من اعتماد نتائج التحكيم في فروع الجائزة الثلاثة، وقرار منح جوائز الدورة التاسعة للمؤسسة (دورة ابن زيدون) على النحو الآتي:

1 - جائزة الإبداع في مجال نقد الشعر لأحمد درويش (مصر).

2 - جائزة أفضل ديوان للشاعر رابح لطفي جمعة (مصر).

3 - جائزة أفضل قصيدة (مناصفة) للشاعرين: عبدالرحمن بوعلي (المغرب) وسيديوسف أحمد (مصر).

- نال أحمد درويش جائزة الإبداع في مجال نقد الشعر عن مجموعة أعماله النقدية، إذ قدم أربعة كتب للمسابقة، ثلاثة منها من تأليفه والرابع مترجم والكتب هي: «متعة تذوق الشعر»، و«في النقد التحليلي للقصيدة المعاصرة»، و«في صحبة الأميرين أبي فراس الحمداني وعبدالقادر الجزائري»، و«النظرية الشعرية (مترجم)».

والكتابان الأولان يدلان على أن الشاعر واسع الاطلاع على النظريات النقدية سواء أكانت تنتمي إلى التراث العربي القديم أم إلى المناهج الغربية المعاصرة، وحقق الناقد التوازن في هذا الامتزاج بحيث لم يطغَ أحدهما على الآخر.

وإلى جانب هذا التحليل للقصائد تعرض الناقد لبعض القضايا النظرية الخاصة بالشعر مثل شخصية الشعر وشخصية الشاعر، والصورة الفنية، ولغة الشعر (في مقدمة كتابه المترجم) وهو في بحوثه النظرية كما في نقده التطبيقي يكشف عن ثقافة واسعة متنوعة المصادر، وعن عمق في الرؤية، وعن شخصية مستقلة لا تذوب فيما تقرأ.

ويمثل كتاب «الناقد في صحبة الأميرين» محاولة للمقارنة بين شخصيتين كان لهما دور سياسي وأدبي متميز في عصرين مختلفين.

والناقد يتعامل مع الشعر في مختلف عصوره تعامل الخبير العاشق الذي يستطيع أن يشعر بهمسات النصّ أصواته الظاهرة الخفية. وهذه الميزات المتعددة أهلت الناقد للفوز بجائزة نقد الشعر التي تقدم لها (27) سبعة وعشرون ناقداً. وتبلغ قيمة الجائزة (40,000) أربعين ألف دولار مع شهادة التقدير والميدالية.

- الشاعر رابح لطفي جمعة حصل على جائزة أفضل ديوان عن ديوانه (لذكراك)، ويعد هذا الديوان الجديد، الثالث في بابه، الذي يخصصه صاحبه لرثاء زوجته، بعد ديواني عزيز أباظة (1898 - 1973) أنات حائرة، وعبدالرحمن صدقي (1896 - 1971) من وحي المرأة، يضم هذا الديوان 31 قصيدة، في ما يقارب ألف بيت، جاءت كلها وفق النظام العمودي للشعر.

إن قصائد هذا الديوان أشبه ما تكون بسيمفونيات حزينة، عرف صاحبها كيف يوائم موسيقاها بما يخدم الموقف المفجع الذي يعبر عنه وذلك باستغلال الموسيقى الداخلية لنصوصه الشعرية، سواء من خلال التكرار اللفظي، أو الاشتقاقي، أو الصرفي، أو الصوتي، ما أعطى لقصائده زخماً موسيقياً شاجياً، في إطار موضوعه المفعم بالحزن.

لذلك رأت لجنة التحكيم أن هذا الشاعر يستحق أن يكرم لشجاعته الشعرية، ولمهارته الفنية التي طوعها لموضوعه حتى أصبح ثالث ثلاثة في الشعر العربي ممن سخروا شعرهم لرثاء زوجاتهم، على نحو يظهر مدى انكسار هؤلاء الشعراء نفسياً واجتماعياً بفقد الزوجة الحبيبة، وما يثير الحزن في أنفسنا أن الشاعر انتقل إلى رحاب الله بعد أن تقدم للجائزة بأسبوعين، وتقدم لهذا الفرع (158) مئة وثمانية وخمسون ديواناً. وتبلغ قيمة الجائزة (20,000) عشرين ألف دولار مع شهادة التقدير والميدالية.

- الشــاعر عبدالرحمن بوعلي إلى جائزة أفضل قصيدة عن قصيدته (تحولات يوسف المغربي)، إذ ترسم هذه القصيدة صورة درامية للوضع الفاجع في المشهد العربي الراهن، فالشاعر لا يحصر نفسه في مشكلة ذاتية، أو جهوية بل يعانق الفضاء القومي بكل امتداداته، وبكل آلامه وانكساراته، وهو يعكس هذا الفضاء القومي من خلال رؤية ذاتية متميزة وبذلك يتحقق أول شروط العمل الفني الناجح وهو التفاعل بين الخارج والداخل أو بين العالم والذات، والرائع في هذه القصيدة أن الشاعر لا يتعرض لهذه الآلام تعرضاً مباشراً، من خلال التفريغ العاطفي السريع لأوجاعه بل يبحث عن رموز تراثية يستخدمها كمعادل فني موضوعي للوضع الراهن المُعاش، وللوضع النفسي المتأزم.

- الشاعر سيد يوسف أحمد حصل على جائزة أفضل قصيدة عن قصيدته (موشح رعي الجمال)، وتتمثل روعة هذه القصيدة أنها تعيدنا إلى التاريخ العربي في الأندلس، إلى لحظة من لحظاته، وتتمسك بالشكل التراثي للشعر (وحدة الوزن والقافية) ولكنها على رغم هذه التراثية في الموضوع والشكل، لا تقع في أسر الصيغ المحفوظة في ذاكرة الماضي، بل تحاول التحرر من هذه النمطية وأن تسكب عصيراً طازجاً في إناء أثري قديم جميل.

هذا وبلغ عدد القصائد المشاركة في هذا الفرع (204) مئتين وأربع قصائد





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً