عندما أحضر الفعاليات المختلفة التي تدعوني إليها الجمعيات الشبابية فإن أول سؤال أطرحه عندما أصل إلى موقع الفعالية يكون عن طبيعة الشباب الحضور في الفعالية، وهل هم يمثلون الجمعية الداعية والمنظمة لهذه الفعالية فقط، أم أنهم يمثلون جميع الجمعيات الموجودة في الساحة؟
وأهمية هذا السؤال الذي أصبح روتينياً للغاية بالنسبة إليّ معرفة طبيعة العلاقات بين الجمعيات الشبابية، وبالتالي إمكان استشراف مستقبلها. فعادة ما يكون الحضور في الفعاليات مقتصراً على جمعيات محددة بعينها، ومن النادر جداً وجود جميع الجمعيات الشبابية على رغم قيام غالبية الجمعيات وبحسن نية بدعوة أعضاء الجمعيات الأخرى، ولكن هناك قصوراً كبيراً في الحضور، وهذا يعود إلى العلاقات بين الجمعيات نفسها كما ذكرت.
من أبرز الأسباب التي تؤثر كثيراً في العلاقات بين الجمعيات العلاقات الشخصية بين القيادات الشبابية، فإذا كان رئيس هذه الجمعية صديقاً لرئيس تلك، فإن كلاً منهما سيحرص على متابعة نشاط الآخر وحضور فعالياته، وبالتالي سيدعم كل منهما برامج الآخر. وهذا طبعاً أمر إيجابي، ولكنه سيكون سلبياً للغاية عندما تنشب خلافات شخصية بينهما، إذ ستنعكس على الفور على العلاقة بين الجمعيتين.
هذه الحقيقة التي أصبحت مرادفة للواقع بحاجة إلى تغيير فوري، فالجمعيات الشبابية بحاجة ماسة اليوم إلى توحيد جهودها وتقريب وجهات النظر فيما بينها، إذا كانت تسعى إلى تحقيق إنجاز على المستوى الوطني، ولاسيّما أن هناك الكثير من القضايا والملفات مازال الشباب بحاجة إلى طرقها وإثارتها للرأي العام البحريني، بدلاً من تفرق الجمعيات وانقسامها إلى كتلتين بسبب الخلافات، والتي غالباً مات كون أسبابها غير وجيهة
العدد 717 - الأحد 22 أغسطس 2004م الموافق 06 رجب 1425هـ