العدد 717 - الأحد 22 أغسطس 2004م الموافق 06 رجب 1425هـ

الوطن والأبناء... هل تُطرب حمامة الحيّ بعد طول غياب

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

قبل ان ابدأ كتابة الكلمات لابد أن اوزع ورداً على كل قارئ ارسل لي باقة زهر من الحب والود الذي اشعر فيه دفء الصديق والاخ والرقيب ايضا. غمرني هؤلاء القراء بكلماتهم الرشيقة واقول لهم: انا كذلك اشتقت للاتصال بكم عبر صحيفة «الوسط»، هذه الصحيفة الجميلة التي استطاعت ان ترفع من وعي المجتمع واعطت صورة حضارية للكلمة المسئولة في الدفاع عن الوطن والانسان بعيدا عن الانتماء الايديولوجي او المذهبي.

طالما قلت: ان «الوسط» تعطيك الحق في أن تنتقدها ولكن ليس بوسعك ان تتجاهلها، لانها اعطت للصحافة قيمتها الحقيقية. ولو لم يكن شيء من كل ما جرى من استقرار وديمقراطية فـ «الوسط» تكفي. لا اقول ذلك مكابرة ولكنا عبر «الوسط» قطعنا مسافات من الحزن والألم... حقول من الالغام لا يعرف طبيعتها إلا من ذاقها، وعلى رغم ذلك ها هي «الوسط» مشت على رجلها واقفة تمد ببصرها حيث شموخ الشمس وكبرياء الارض وتطلع الجبال. الحجارة كانت تلقى على نوافذنا ونحن نكتب ليلاً. الرقيب يلاحقنا ومن لم يفهمونا اوسعونا تجريحاً وعلى رغم عتمة الليل وقساوة الصديق بقينا نحفر في الجدار والكل يتهددنا، سوى قلائل كانوا يمنحونا التشجيع ولو همساً ومن وراء الجدار... وعلى رغم ذلك وبعيداً عن المكابرة نقول استطعنا ان نلامس اهداب الناس وان نلملم ولو جزءاً بسيطاً من وجع الوطن، وهاهم بين يديكم فريق عمل متكامل لكل وردة منهم عطر. ركبوا قطار «الوسط» وها هم يوزعون عليكم عبق الحرية الصحافية. يُرونكم كيف تتحول صاحبة الجلالة إلى سلطة وقوة تنصف الانجازات ولا ترحم الاخطاء. لا اقول اننا وصلنا إلى الغاية. ولو قلت ذلك فهذا يعني بداية السقوط، ولكن اقول ان «الوسط» بفريقها المتكامل استطاعت ان تضفي اضافة حقيقية وقيمة جمالية للوسط الصحافي البحريني.

انا لا اقول: ان «الوسط» بلا اخطاء ولكني اقول إن الايجابيات كثيرة ولابد أن ندعم هذا الصوت المرتفع والمتجاهر بكسر المحرمات وتذويب تلك الاخطاء الادارية والوزارية التي تحولت إلى عقيدة لا يمكن المساس بها. بإمكاننا ان نصنع الكثير فمازالت الدنيا بخير. بـ «الوسط» استطعنا ان نفهم ايضا طيبة المجتمع البحريني، وهذا يقودني للحديث عن قصص جميلة تنبع انسانية، لم يأسرها التمذهب ولا الشوفينيات. تذكرون اني كتبت قبل فترة قصة طالبة تحلم بإكمال دراستها الجامعية لكن العوز اعياها عن المواصلة، كتبت عنها مقالاً فاتصلت بي امرأة من الطائفة السنية الكريمة وتبرعت بمبلغ لهذه الطالبة. عندما علمت هذه الطالبة وهي من الطائفة الشيعية الكريمة ترقرقت عينها بالدموع.

قبل ايام وصلني شريط وطني ينشد اناشيد وطنية وهو لفرقة الولاء الاسلامية. سمعته فأعجبت به وبقيمة معانيه فهو يتغزل ايضا في الوطن. الايقاع الموسيقي لم يخرج عن الاطار الاسلامي، وبعد السؤال علمت ان المشاركين هم من الطائفتين في هذا الايقاع... اعجبت بهذه الروح الشبابية ما بين الشباب البحريني الخارج عن شرنقة الاقتصار على المذهب... سألتهم اكثر قالوا لي: لقد كتبنا قصيدة وطنية وانشدناها في شريط آخر وهي نشيدة وطنية عاطفية تتغنى بعودة جزر حوار الى الوطن. قلت لهم هذه وطنيتكم لا غبار عليها، وتحتاجون إلى اظهارها، وبمشاركتكم جميعا كبحرينيين ستحققون ما عجزنا عن تحقيقه نحن السياسيين.

الخبر الآخر هو قصة الطفلة نورالهدى التي كتبت قبل ثلاثة اسابيع عنها وهي طفلة تعاني من الصمم... بعد كتابة المقال تبرع المواطنون بـ 1000 دينار. بعد يومين اتصل أخ كريم وتبرع بـ 4000 دينار للعائلة، اتصلت بالوسيط الذي ذهب لتسلم المبلغ. الام لم تصدق الخبر وقالت لي عبر الهاتف: شكراً للمتبرع... قرأت دموعها في نبراتها وكلماتها. بالامس عدت من السفر فقرأت خبراً مفاده ان جلالة الملك (حفظه الله) سيقوم بتغطية كلفة علاج نورالهدى واخيها ايضا فهو يعاني من الحالة ذاتها... سررت كثيراً وشكرت الله وقلت: ان هناك كثيرين من الاخوة المؤمنين من عملوا ليل نهار لانجاح مشروع العلاج. هناك من ساهم من قبل الشباب بالطباعة وهناك من اوصل الموضوع إلى المؤسسات الخاصة والعامة وهناك من تابع الصحافة وهناك وهناك... تكاتف الجميع أنجح الموضوع، ومازلنا نقول إن الدنيا مازالت بخير وللعلم فإن هناك حالات كثيرة لاطفال يعانون العاهة ذاتها، فيجب ان نفكر في وضع استراتيجية ودعم المركز المعني بالموضوع ليعم الخير على الجميع.

إشارات

- وزارة التربية التجأت هذه المرة إلى الأردن. السؤال: هل لكم ان تنشروا لنا اسماء من ستقومون بتوظيفهم مع نوعية الوظيفة؟ للاسف هناك من يلعب في الخفاء وديوان الخدمة يتواطأ مع الوزارات في عدم نشر نوعية الوظائف أو الاسماء المرشحة عبر الصحافة، وهنا اسأل الوزير محمد المطوع ورئيس ديوان الخدمة المدنية: هل نشر الاسماء يعجزكم إلى هذا المستوى؟

- طاقم التوظيف في وزارة الكهرباء له الف حكاية. هل تعلمونها؟

- هل لنا ان نسأل السجل السكاني والاحصاء لماذا لا ينشرون اعلانات الوظائف في الصحافة؟

- وزارة الداخلية: اين هي الوظائف الموعودة؟ نريد اسماء وارقاما تنشر في الصحافة.

- وزارة الدفاع: اعتقد ان توظيف البحرينيين اهم من توظيف اخوتنا العرب الا اذا كانت وزارات الدفاع في دولهم ستوظف البحرينيين، ولكن الى اليوم لم نسمع عن بحريني وظف في وزارة الدفاع في الاردن او السودان او فلسطين مع تقديرنا اللامحدود لاخوتنا العرب، ولكن كما يقال: «الاقربون اولى بالمعروف»

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 717 - الأحد 22 أغسطس 2004م الموافق 06 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً