العدد 2375 - السبت 07 مارس 2009م الموافق 10 ربيع الاول 1430هـ

الغارقون في الوحل (2)

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

كتبنا منذ فترة عن «الغارقون في وحل الفيس بوك»، وتناولنا موضوع استخدام هذا المتصفح الإلكتروني بطريقة خاطئة في المجتمع العربي، وذكرنا بأن هناك الكثير من شبابنا وبناتنا الغارقين في وحل التعارف والعلاقات الغرامية، وتدمير حاجز الدين بينهم، بتبادل الصور والكلمات التي لا تسر المجتمع العربي المحافظ.

وحقيقة جاءتنا ردود كثيرة من أبنائنا الشباب، مطالبين فيها تحسين صورة «الفيس بوك»، فقمنا بتصفّحه عسى نجد فيه شيئا يسر الخاطر ويثلج الصدر، ولكن ما أن نذهب من اسم إلى آخر حتى نجد لخبطة واستهتارا عند أبنائنا، وإن كان هناك بعض الناس يستخدمونه بطريقة صحيحة.

ووجدنا كذلك الكثير من مرتاديه يضعون صورا لا تناسب أخلاقنا أو ديننا، كوضع إشارات وعلامات «للايمو وعبدة الشيطان»، ولا نعلم إن كانوا يجهلون معنى هذه العلامات أم يعلمون معناها ويقصدون وضعها، لكي يقال عنهم بأنهم من أمثال تلك الطائفة أو هذه الجماعة.

ومما يلفت الانتباه وجود عدد غير قليل من المحلاّت التجارية، التي تعرض سلعتها وتضع العديد من الصور لمناسباتها، التي تواكب عيد الحب وعيد الأم والرجوع من الحج وغيرها من المناسبات، وهم بذلك يستفيدون تجاريا من هذا الموقع.

كذلك وجدناه - الفيس بوك - موقعا سهلا لاصطياد الفتيات، وإغرائهن بما لذّ وطاب من عناصر الحياة المُفتقدة هذه الأيام، كالسيارة الجميلة والساعة الألماس الفارهة، وأشياء عديدة تغري فتياتنا من غير المحصّنات بتحصين الدين ومن ثمّ العادات والتقاليد الصحيحة.

ولا أحد يعرف أحدا في هذا الموقع، فقد تكتب اسمك عصام وأنت هشام، أو يكلّم الأخ أخته وهو لا يدري بأنّها أخته، أو تجد الأب ينهي أبناءه من دخول هذا الموقع وهو أول داخل له، وأعظم من ذلك تجده يغازل ابنته بدون أن يعرف بأنها ابنته، فلا شروط في المحادثة ولا حياء.

وكلنا يعلم بأنَّ المحادثة عبر الإنترنت أسهل من المحادثة وجها لوجه، فهي ترخي الستار عن الحلال والحرام والحدود، وتعطي انطباعا سيئا ولذة غير سلمية إلى من يتناولها في الخلاء، وخاصة في موقع مثل هذا الموقع.

ولو رأينا ردود أبنائنا فإننا سنُذهل لمدى تعلّقهم به، ورغبتهم في عدم ذكر موضوعه، ولكأن من المحرمات فتح هذا الموضوع، حتى لا ينتبه الآباء إلى هذا الشرك الذي وقع فيه أبناؤنا، مُضافا إلى مجموعة الخبائث المحاطة بهم مذ أن فتحوا أعينهم على هذه الدنيا، المسحورة بعالم الإنترنت.

إننا نتمنى من أبنائنا أن يتعقّلوا وأن ينتبهوا من هذه المواقع، وألا يسيئوا استخدامها، فمواقع مثل «الفيس بوك، وماي سبيس، وهاي فايف، وتاغد... الخ»، جميلة، ولكن للأسف هناك بعض من أبنائنا يستخدمونها استخداما سيئا، فيصبح هذا المتصفح الجميل، متصفّحا خبيثا غير مفيد البتة بل يهدر وقت صاحبه، ويجلب عليه الألم والشقاء.

والكل يعلم بأن أبناءنا ولدوا في عصر تتسارع فيه الأيام وتزيد فيه المغريات، ويقل فيه الوازع الديني والتشبّث بالأخلاق، ولكننا على ثقة بأنّ ما بُني على قاعدة صحيحة، فإن طال الزمان أو قصر فإن هذه القاعدة هي الثابتة لا محالة، مهما حاول الآخرون كسر الهمة وقتل روح الأخلاق

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2375 - السبت 07 مارس 2009م الموافق 10 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً