العدد 716 - السبت 21 أغسطس 2004م الموافق 05 رجب 1425هـ

حل القضية الفلسطينية وتعميق معرفة الآخر كفيلان بإيجاد تفاهم أفضل

في ندوة «العرب والأميركيون وجهاً لوجه»:

المصطفى العسري comments [at] alwasatnews.com

بعد اختتام أشغال ندوة «أوروبا الموسعة والتعاون الأورو متوسطي» دُشنت يوم الجمعة الماضي ندوة «العرب والأميركيون وجها لوجه... قضايا وتحديات»، التي تنظم في إطار الدورة 19 لجامعة المعتمد بن عباد ضمن فعاليات مهرجان أصيلة الثقافي الدولي 26، إذ أكد المشاركون في الجلسة الافتتاحية أن إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وتعميق معرفة الأميركيين بالعرب والعرب بالأميركيين شرطان لإيجاد تفاهم أفضل، بدل الانصياع وراء أطروحة «صدام الحضارات».

أهم المداخلات كانت من توقيع وزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر الذي اعتبر أن العرب والأميركيين «يقفون ظهرا لظهر»، مبرزا أهمية التعاون بين الجانبين وأن «المواجهة بين العالم العربي والولايات المتحدة ليست حتمية»، مذكرا أن العرب والشباب العربي خصوصا كانوا معجبين بطريقة العيش الأميركية عندما كانت واشنطن تحاول أن تضرب المثل وتلتزم بالمبادئ التي تدعو إليها موضحا أن «الولايات المتحدة تحاول حاليا مثل كل الإمبراطوريات أن تفرض هذه المبادئ بالقوة»، مشددا على أن الانحياز الأميركي لـ «إسرائيل» جعل الكثير من العرب يحسون بالعداء تجاه الولايات المتحدة.

وأوضح رئيس الدبلوماسية المصرية السابق «أن غزو العراق زاد من تعميق شعور العداء واستغلت «إسرائيل» الوضع ليجد العرب والأميركيون أنفسهم وجها لوجه لا لنتعارف أو لنبتسم في وجه بعضنا بعضاً ولكن لنتواجه»، مؤكدا أن على الولايات المتحدة بدلا من أن تحمل المسئولية لغيرها أن تعي دورها».

بالإضافة إلى ذلك أوضح ماهر أن من الأسباب الرئيسية للعداء بين العرب والأميركيين يرجع بالأس إلى الجهل بالآخر معتبرا أن «العرب لم يحسنوا الدعاية لقضاياهم الوطنية والقومية».

وانطلاقاً من الجزئية التي ختم بها أحمد ماهر تدخله والخاصة بجهل الجانبين بالآخر بدأ الأستاذ بجامعة جورج تاون ومدير مركز الدراسات العربية المعاصرة مايكل هودسن محاضرته، إذ ذكر «انه ومنذ العام 1975 إلى سبتمبر/ أيلول 2001 تم تحقيق تقدم بطيء لكنه ثابت في «التخفيف من جهل الأميركيين بالحضارة العربية الإسلامية» موضحا أنه لوحظ بعد حوادث 11 سبتمبر تزايد عداء الشعب الأميركي للعرب والإسلام وأن «كل جهود استئصال الجهل والعداء تحطمت في لمحة عين».

وإذا كانت لتفجيرات نيويورك وواشنطن قد زادت من حجم العداء الأميركي لكل ما هو عربي وإسلامي، فإنها بالمقابل - وهذا هو الإيجابي بحسب مايكل هودسن - زادت من الاهتمام بالثقافة العربية الإسلامية، وهو ما تمثل بالأساس بتضاعف طلبات الالتحاق ببرنامج مركز الدراسات العربية المعاصرة - الذي يترأسه شخصيا - بنسبة زادت عن 300 في المئة.

وفي تعليقه على تقرير لجنة11 سبتمبر عاب مايكل هودسن على التقرير أنه عندما حاول تحديد عدو الولايات المتحدة أشار إلى «الإرهاب الإسلامي إسلاميست»، مشيرا إلى أن حدود هذا المفهوم تتداخل لدى الأميركيين مع الإسلام ما سيحمله على الاعتقاد أن الأمر يتعلق بالإسلام كما سيدفع إلى تعميق نظرة المسلمين السلبية تجاه الولايات المتحدة». كما أكد أن كلمة «فلسطين» التي تعد السبب الأساسي لمشاعر العرب تجاه أميركا لم ترد في التقرير إلا بشكل محدود جدا وفي سياقات هامشية.

من جانبه اعتبر أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي سابقا محمد غالب الرميحي أن الخلاف مع واشنطن «خلاف سياسي وليس قيميا أو أخلاقيا وأن المشكلة ليست مشكلة جهل أو معرفة وإنما هناك ملف سياسي واحد هو الملف الفلسطيني».

وتساءل «إذا كانت لجنة11 سبتمبر أصدرت تقريرا فأين هو تقرير دولة أو مركز بحوث أو جامعة عربية في محاولة فهم لماذا فجر 19 شابا عربيا أنفسهم في الولايات المتحدة» .

الصحافي والخبير السوداني في الاتصال حسن إبراهم اعتبر في مداخلته ان «العرب وإن اختلفوا في التفاصيل فإنهم مجمعون على حق الفلسطينيين في المقاومة، وإن كل الإدارات الأميركية كانت تسمح باستثناء للحركات المرتبطة بالمقاومة بأن تنشط على أراضيها»، مؤكدا أن حوادث سبتمبر 2001، كانت «نقطة فاصلة، بحيث أصبحت كل المنظمات الفلسطينية على رغم اختلاف أيديولوجياتها تصنف على أنها إرهابية»، موضحا أن إحصاءات الإدارة الأميركية تظهر أن «40 في المئة فقط من الأعمال التي تصنف إرهابية يرتكبها عرب»، كما شدد على ضرورة معرفة العرب بـ «التفاصيل عن الإدارة التي تحكم أقوى دولة في العالم لنتعامل معها بشكل أكثر نجاعة».

بدوره استعمل الأميركي من أصل عربي إبراهيم عويس خلال مداخلته لغة الأرقام، إذ كشف عن نتائج استطلاع أجراه في ولايات فلوريدا بالجنوب الشرقي للولايات المتحدة الأميركية أكد أن «غالبية ساحقة من عامة الأميركيين تجهل أبسط الأمور عن العالم العربي ليخلص إلى أن العرب مقصرون في التعريف بقضاياهم»

العدد 716 - السبت 21 أغسطس 2004م الموافق 05 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً