خلافا للدور السياسي الخاص الذي اطلعت به وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في عهد مديرها السابق جورج تينيت، فإن مراقبين وخبراء يعتقدون أن المدير المعين الجديد الذي ينتظر مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي على تعيينه الشهر المقبل، بورتر غوس لن يكون له دور خاص في تسوية الصراع العربي الإسرائيلي على غرار ما فعله تينيت في العام 2001 بمحاولة إحياء عملية التسوية المتعثرة على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي.
ويذكر أن تينيت كان أقام علاقة عملية جيدة مع قادة أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وتحديدا محمد دحلان وجبريل رجوب، وهو ما كان مهما وخصوصاً لجورج بوش آنذاك.
ويقول هؤلاء الخبراء إن غوس يتبنى وجهة نظر الرئيس الأميركي الذي يعتقد الآن انه من الأفضل ترك الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني يحلا قضايا الخلاف بينهما بنفسهما.
ويقول، المبعوث الأميركي الخاص السابق لعملية التسوية دينيس روس «إن بورتر غوس قد توصل إلى رأيه بأن لا يكون للسي آي إيه دور كبير في عملية التسوية السلمية» ويضيف روس الذي نشر حديثاً كتابه عن «السلام المفقود» محملا فيه مسئولية فشل التسوية إلى ياسر عرفات، أن غوس قد يواجه عودة لا مفر منها إلى عملية التسوية وإن يكن ليس على مستويات عهد بيل كلينتون وذلك عندما تبدأ سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب من قطاع غزة العام المقبل وفق خطة ارييل شارون.
ويعتقد الجنرال الأميركي السابق إد أتكيسون الذي كان عمل في السي آي إيه أن غوس لن يكون منخرطا جدا في عملية التسوية وقال «سيكون لدى غوس مشكلات كثيرة هناك بمجرد تعامله مع نتائج لجنة 11 سبتمبر».
ويرى هؤلاء الخبراء أن وجهات نظر غوس السياسية قد لا تكون مطروحة لأن بوش اختاره إلى حد بعيد لولائه له، فهو واحد من أقرب حلفائه في الكونغرس منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول ومؤيد بشدة لقانون الوطنية وتوسيع مراقبة الهواتف وسلطات التفتيش، كما أن نشاطه بشأن اهتمامات اليهود الأميركيين بدعم الكيان الصهيوني ظل ضئيلا بسبب ضعف الصوت اليهودي في دائرته الانتخابية في ولاية فلوريدا
العدد 716 - السبت 21 أغسطس 2004م الموافق 05 رجب 1425هـ