العدد 713 - الأربعاء 18 أغسطس 2004م الموافق 02 رجب 1425هـ

أيها الأعزة... ارفعوا أعلام البحرين أكثر وأكثر

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

موضوع يتكرر باستمرار منذ مطلع العام 2001، ولكن الحوار بشأنه لم يفتح بطريقة واضحة... ذلك هو موضوع رفع الاعلام والصور واللافتات والشعارات أثناء المسيرات والمظاهرات والاعتصامات ومواكب العزاء وداخل المآتم والمساجد والمهرجانات والاحتفالات. الحساسية من طرح الموضوع واضحة، وهناك تهرب من مواجهة واقع ليس صحيحاً ولا يخدم قضايانا الوطنية أو الإسلامية.

الموضوع باختصار كما يأتي: ما هي الرسالة التي يود رافع شعار ما، أو صورة ما، إيصالها إلى المراقب المحايد، أو إلى الحكومة، أو إلى أية جهة أخرى؟ هل هي رسالة تود القول إن رافع الشعار هو «ابن البحرين» وإن لديه مطالب أو مشاعر أو أفكاراً، وإن مطالبه ومشاعره وأفكاره لا تتناقض مع هويته البحرينية؟ أم أنه يود أن يقول إنه موجود جسمانياً في البحرين ولكن وجدانه في مكان آخر؟

هذه الأسئلة تنطلق من محب لمن يرفع الصور والشعارات وليس من شخص يلتقط الأخطاء ... انها من محب لا يود الا الخير للجماهير التي ضحت بالغالي والنفيس من أجل أن تنعم البحرين بقدر من الحرية التي ينعم بها الجميع حالياً. فعلينا أن نفكر بوعي ونتحرك بعقلانية، وليس من خلال العواطف الجياشة التي قد ترسل الرسالة الخطأ إلى الجهات المختلفة.

مثل هذه الأسئلة لا تطرحها الأوساط الحكومية فحسب، بل إن بعض السفراء وعدداً من المراقبين الذين يزورون البحرين يطرحون الأسئلة ذاتها عن السبب والهدف والغاية المرجوة من رفع صور لشخصيات ليست دينية فقط وانما هي شخصيات تقود جيوشاً ولديها مؤسسات سيادية في بلدان أخرى... وأثناء حديث مع أحد المحللين السياسيين كان سؤاله لي مباشراً: كيف يود شخص يرفع صورة قائد جيش في بلد آخر، أن يلتحق بالجيش البحريني؟ ولو صدر أمر عسكري أو سيادي من ذلك القيادي، فهل سينفذ رافع الصورة أو الشعار ذلك الأمر أم أنه سيكون ملتزماً بقوانين البحرين وخاضعاً لما يخضع له بقية المواطنين؟

في الحقيقة إن اجوبتي كانت «تبريرية» مثل: رافع الصورة أو الشعار ينطلق على أساس ديني منفصل عن البعد الذي يفكر فيه البعض، أو أي رد مشابه... ولكني ومع الأيام شعرت بأنني أكتم في نفسي ما لا أود كتمانه، لأن هدفي هو صلاح بلادي وأهلها، وعليّ أن اصدع بما يجول في خاطري، فلعل ذلك يخدم في عقلنة أساليب التعبير عن الرأي المطروحة حالياً وبصورة لا يمكن تبرير استمرارها أو غض الطرف عنها.

ولقد تشجعت على كتابة هذا المقال بعد خروج المسيرة الحاشدة الاسبوع الماضي للتنديد بالاعتداء على النجف الأشرف، وكيف أن هذه المسيرة تقدمها العلم البحريني، وأصبح بإمكان أية وسيلة إعلامية أن تعرف أن هؤلاء أناس لديهم مشاعر ومطالب مشروعة، ولكنهم بحرينيون في كل شيء، حتى في الجانب الرمزي.

أيها الأعزة... ارفعوا اعلام البحرين أكثر وأكثر وابتعدوا عن رفع ما لا يخدم ما تطمحون إليه، وهو حصولكم على كامل حقوقكم في بلادكم... البحرين

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 713 - الأربعاء 18 أغسطس 2004م الموافق 02 رجب 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً