تعتمد الدول في إحراز أكبر قدر ممكن من الميداليات في الأولمبياد على الألعاب الفردية وخصوصاً ألعاب القوى والجمباز والسباحة، لذلك تلجأ الدول المتقدمة إلى صناعة رياضيين قادرين على المنافسة في الألعاب الفردية. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية وإلى الآن تشكل الألعاب الأولمبية ميدانا للصراع بين الدول الكبرى وخصوصا الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقا إذ كانا يتقاسمان الميداليات التي كانت تعبر عن تفوق كل منهما على الآخر. ولذلك عملت الدولتان على إعداد الرياضيين على أعلى المستويات من أجل إحراز المراكز الأولى.

وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي سيطرت الولايات المتحدة على صدارة الألعاب الأولمبية بفضل تفوق رياضييها في معظم المسابقات والذي دل على سيطرة أميركا على العالم. وفي دورة أثينا الحالية تغير حال الصدارة وتراجعت الولايات المتحدة مراكز عدة إلى الوراء مقابل تقدم دول جديدة وعلى رأسها الصين القادمة بقوة إلى الألعاب الأولمبية وأستراليا التي حققت المركز الثالث في ترتيب الميداليات في البطولة الأخيرة في سيدني. والأيام المقبلة ستكشف حقيقة المتصدر الأول للأولمبياد، ومدى إمكان خسارة الولايات المتحدة لعرشها على الصدارة.

هذه الدول المتقدمة بشكل سريع عملت على مر السنوات الماضية على صناعة أبطال أولمبيين قادرين على هزيمة أبطال أميركا وخصوصا من جانب الصينيين. فمنذ اختارت اللجنة الأولمبية الدولية بكين لاستضافة الألعاب الأولمبية العام 2008، والصينيون يعملون ليل نهار من أجل تكوين جيل من الأبطال الأولمبيين في مختلف المسابقات لضمان الصدارة في بكين العام 2008، ونحن نشاهد الآن ثمار هذا العمل بالتفوق الصيني الكبير في أثينا، فهل تتغير مراكز القوى في العالم بدخول الصين في الساحة الدولية بقوة وعلى الأصعدة كافة؟