يراودني شعور حزين دائماً عندما أشاهد الملخّص اليومي لاتحاد الدول العربية الخاص بأولمبياد أثينا أو عند مشاهدة إحدى المباريات، وأنا أسمع اللهجات المختلفة التي يتكلم بها الإعلاميون المشاركون في هذا الاتحاد من دون أن نسمع يوماً بقيام أحد إعلاميي المملكة بالتعليق مع هذه المجموعة الموجودة في أثينا.
ألا يوجد لدينا من «يملي العين» ويكون قادراً على تحقيق احتياجات الاتحاد كافة من المعرفة التامة بكل الألعاب، أو على الأقل التعليق بشكل جيد حتى يكون أحد الأعمدة التي يعتمد عليها الاتحاد في تعليقاته وملخّصه وتمثيل البحرين إعلاميا في أثينا.
وقد أكون جازماً عندما أقول إن الخطأ يكمن في طرفين اثنين لا ثالث لهما، وهما وزارة الإعلام والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، وإذا جئنا لنعرف أخطاء الوزارة فهي معروفة عند جميع الرياضيين، فالكثير من المشاهدين كان ينادي سابقاً بتعليق جيد أثناء مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم أو دوري السلة واليد وحتى الألعاب الأخرى، فاعتماد الوزارة على الطاقم القديم من المعلقين من دون إدخال أعضاء جدد وتدريبهم على ذلك بالتأكيد هو الإصرار على الخطأ بعينه، وعلى رغم الأخطاء التي يقوم بها بعض المعلقين فإن الوزارة مازالت مستمرة معهم، أليس من الأجدر أن تقوم الوزارة، وبمساعدة المؤسسة العامة للشباب والرياضة - باعتبارها المسئولة عن الرياضة والرياضيين في البحرين - بعمل دورات تدريبية للمعلقين القدامى والجدد، تحت إشراف معلقين معروفين، والاستفادة الجادة من المعلقين في القنوات الكبرى، أمثال محمد علي حسين الموجود حالياً في البحرين، والذي عمل في الكثير من القنوات، التي يتلهف المشاهدون إلى اقتنائها ومشاهدة المباريات التي تبثها، وبالتعليق الممتع الذي يضحك في جو المباراة.
لماذا لا نستفيد من التجربة التي قامت بها القناة الرياضية بتلفزيون المملكة العربية السعودية عندما وضعت إعلاناً في الصحف السعودية المحلية تتحدث عن رغبة القناة في إدخال عناصر جديدة في التعليق قبيل فتح القناة، والقيام بدورات من أجل تدريبهم؟ وها نحن نسمع الآن عدة أصوات جديدة تدخل عالم التعليق ولديها الموهبة في ذلك، فهذا شيء واحد مما اكتسبته القناة الرياضية السعودية، بخلاف المكتسبات الأخرى.
المشاهد المحلي عندما يشاهد البرامج التي تعرضها القناة الرياضية البحرينية يتفاجأ وهو يشاهد مقدماً لا يفقه في الرياضة شيئاً، فما بالك إذا كان الحديث في لعبة معينة وتحتاج إلى من يعرف قوانينها وهو لا يعرفها؟
نحن بحاجة إلى أن نواكب التطور، وإلا سنكون خلف الجميع المتقدمين عنا بعيداً، هل تنقصنا الإمكانات؟ هل نحن غير البقية؟ ألا يمكننا أن نطور إعلامنا؟ كم تزداد فرحتنا عندما نسمع أحد معلقينا في محفل كبير يضم غالبية المعلقين المعروفين على المستوى العالمي.
أتمنى من المسئولين الوقوف على هذا الموضوع بشيء من الجدية، حتى لا يتقدمنا الآخرون ونبقى نحن نلازم مكاننا لا نتحرك إلى الأمام
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 711 - الإثنين 16 أغسطس 2004م الموافق 29 جمادى الآخرة 1425هـ