العدد 711 - الإثنين 16 أغسطس 2004م الموافق 29 جمادى الآخرة 1425هـ

الشاعر رضي: يجب الفصل بين العضوية في «الأسرة» والتجربة الإبداعية

خمسة وثلاثون عاما قطعتها أسرة أدباء وكتاب البحرين منذ تأسيسها في العام 1969 ومنذ ذلك التاريخ والحديث لا ينتهي عن هذه الجمعية التي تأسست كجمعية أهلية تعنى بالشأن الثقافي. وأسرة أدباء وكتاب البحرين التي ضمت الى صفوفها مجموعة من المبدعين والكتاب وكان ضمن مجلس ادارتها علامات ثقافية وابداعية مضيئة وعلى رغم فترات المد والجزر التي مرت عليها فإنها لم تنقطع عن الحضور في المشهد الثقافي في البحرين وان كان هذا الحضور يأخذ أحيانا بعدا صغيرا بفعل أسباب مختلفة. ونحن في هذا اللقاء الذي نجريه مع أحد أبرز أعضاء الأسرة وهو الشاعر كريم رضي نحاول أن نسلط الأضواء على مجموعة من الاشكالات المرتبطة بهذه الأسرة منها على سبيل المثال تراجع شعبيتها لدى شريحة كبيرة من المثقفين، والمعايير التي يتم على أساسها اختيار أعضائها والفرق بين العضوية في الأسرة والتجربة الابداعية للعضو... نفرد هنا اللقاء:

لقد شهدت فترة وجودك في الإمارات العربية المتحدة أولى محاولاتك في الكتابة المقالية والابداعية واليوم أنت عضو في أسرة أدباء وكتاب البحرين، فهل تجد هناك قيودا معينة فرضت عليك جراء انتمائك الى جمعية أدبية؟

- على عكس ذلك، فعندما عدت الى البحرين العام 1984 بدأت النشر في الصحافة وخصوصا صفحة حقيبة الأدب في مجلة البحرين والتي كان يشرف عليها علوي الهاشمي ومن خلال هذه الصفحة نبهنا علوي الهاشمي الى وجود ملتقى الشباب على هامش ملتقى يوم الاثنين للأسرة اذ كان الهاشمي وقتها رئيسا لمجلس ادارتها ومنذ انضمامي الى هذا الملتقى شعرت أن تجربتي انفتحت على امكانات أكبر ولم تعان من أية قيود الى أن حصلت على عضوية رسمية. على أنه يجب التنبيه هنا الى أن عضوية أي فرد في الأسرة ليست معيارا لقيمة عمله الابداعي فالانضمام يضيف الى التجربة ولكنه لا يؤسسها وانما هو يضيف الى التجربة من خلال الحوار والالتقاء بتجارب الشعراء الذين تأسست على أيديهم تجربة الحداثة.

وجدنا بالأمس أن مجلس ادارة الأسرة كان يحوي طليعة المثقفين ولكنه اليوم يحوي من هم في الصف الثاني، فهل هناك نفور من قبل الشخصيات الأدبية والنقدية الكبيرة في البحرين؟

- لا يجب الربط بين الانتماء الى الأسرة والقيام بأعمال ادارتها وبين الابداع، فاذا كانت هناك مجموعة من الأفراد أكثر ابداعا من الآخرين فهذا ليس له علاقة بكونهم اداروا الأسرة أو لم يديروها، واذا كان هناك في الأسرة من هو أقل حضورا في المشهد الثقافي والابداعي فهذا أيضا ليست له علاقة بكونهم في الأسرة يديرونها أو لا يديرونها، فادارة الاسرة هي عمل اداري ومسألة الابداع هي مسألة أخرى فهي مرتبطة بالمغامرة الابداعية واستمرار هذه المغامرة، بمعنى أن الأسماء التي لايزال لها حضور في الساحة الابداعية من الشعراء من الجيل السبعيني مثلا لم يعد يوجد منها أحد غير قاسم حداد فقط. ولا يجب أن نكابر سواء اختلفنا مع قاسم أو قبلنا بذلك، ولكن هذا موضوع لا علاقة له بادارة الأسرة فقد يكون الجيل الأكثر ابداعا اقل جودة في الادارة والعكس قد يكون صحيحا أيضا، وما يهمني هنا هو حضور الأسرة وهو حضور فاعل محليا وخليجيا وعربيا وليس أدل على ذلك من أن الأسرة وابتداء من هذا العام أوكلت اليها مسئولية العلاقات الدولية لاتحاد الكتاب العرب وهذا دليل النظر الى نتاجات الأسرة وأعضائها سابقا وحاليا - ذلك أنه يجب ألا تكون نتاجات الأعضاء الذين هم خارج الأسرة أو حتى الذين انقطعوا عنها منقطعة السياق بهذه المؤسسة أو ينظر لها على أنها لا علاقة لها بهذه المؤسسة - على أنه نتاج للوضع الثقافي في البحرين.

ولكن وجدنا مع تدشين المقر الجديد للأسرة أن هناك الكثير من الأسماء الكبيرة استقطبتها الأسرة من جديد بينما في فترة المقر السابق لم نكن نرى ذلك الحضور، فهل يعلل ذلك أن الأسرة مرت عليها لحظات خصبة وأخرى فقيرة؟

- ان أسرة الأدباء والكتاب وكأية مؤسسة تمر بفترة مد وجزر، وأنا أتذكر أنه في الفترة التي تولى الرئاسة فيها أحمد العجمي نشطت الأسرة نشاطا كبيرا ليس على مستوى المقر وانما على المستوى المحلي اذ ظهرت تلك الادارة بفكرة مفادها أن فعاليات الأسرة لا تقام في مقر الأسرة وانما في عدة أماكن، ثم جاءت ادارة جديدة فرجعت الى فكرة الاقتصار على المقر ثم جاءت الادارة الحالية. ولا ننسى أن المؤسسات الثقافية لدينا كأسرة أدباء وكتاب البحرين والملتقى الثقافي الأهلي ومركز الشيخ ابراهيم كلها تقوم على جهود تطوعية والجهود التطوعية من الطبيعي أن تجد فيها هذا المد والجزر.

فمن يحدد أن هذا الشاعر و الشاعرة أو هذا الكاتب والكاتبة جدير بالالتحاق بالأسرة؟ ألا تجد أن هناك من الأسماء من هو ليس جديراً بعضوية الأسرة نظرا إلى ضعف تجربته؟

- السؤال هنا: كيف يتم الانتماء والعضوية إلى أسرة أدباء وكتاب البحرين؟ وأجيب أن نظام الانتماء والعضوية للأسرة قديم منذ أن تأسست الأسرة في العام 1969 ولايزال قائما حتى اليوم، فعندما يتقدم شخص بطلب العضوية تطلب الأسرة منه تقديم نتاجاته ثم تجتمع لجنة معينة لتقيم هذه النتاجات وفي حال قبول أعماله تقوم اللجنة باعطائه عضوية مشاركة لمدة ستة شهور يمكن من خلالها مراقبة العضو ومدى تواصله مع الأسرة وفعالياتها، وبعد هذه الستة شهور يمنح عضوية عاملة وهو أمر ينطبق على الكثيرين، وشهدت أنا شخصيا عضويتهم وأتذكر منهم ليلى السيد وسوسن دهنيم. ولكن السؤال: لو قامت اللجنة هذه السنة وقبلت بعضوية شخص ما ولكن بعد فترة لاحقه وجدت أنه لم يعد يقدم ابداعا يتناسب مع مكانته كعضو في الأسرة فهل تقوم الأسرة بفصل هذا العضو، ثم عندما تتقدم تجربته مرة أخرى تناديه ويحصل على عضوية مرة أخرى؟ لذلك يجب الفصل تماما بين العضوية في الأسرة والتجربة الابداعية، فالعضوية يجب أن تمنح لكل من يريد أن يكون عضوا، اذ يجب علينا أن نربط العضوية بكون الكتابة مهنة والانتقال من مرحلة الابداع الى مرحلة المهنة، فكل من يكتب له الحق في أن يصبح عضوا حتى المتذوق الأدبي ولكن يجب عليك وضع ضوابط لهذه العضوية من اشتراكات وغيرها، اذ يجب علينا نقل الأسرة من كونها جمعية مبدعين لأن تصبح جمعية مهنية لجميع الكتاب على اختلاف انتماءاتهم بغض النظر عن مستوياتهم الابداعية فالحماية الملكية والفكرية مثلا ليست لها علاقة بقيمة العمل ابداعيا إذ إن كل انسان يمارس الكتابة تحمى ملكيته فهذه الحماية مشتركة بين جميع الكتاب سواء كان يكتب بالفصحى أو بالعامية، فعلى الأسرة فيما أتصور أن تتحول الى هيئة مهنية لجميع الكتاب في البحرين على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم وعلى اختلاف مستوياتهم، وأن تتبنى الأسرة هؤلاء الكتاب مهنيا وتدافع عن مصالحهم.


الشاعر كريم رضي في سطور

مواليد البحرين العام 1960، نشر أولى محاولاته في الكتابة المقالية والابداعية في دولة الامارات العربية المتحدة، انضم في بداية التسعينات الى الملتقى الشبابي الابداعي الذي أسسته أسرة أدباء وكتاب البحرين، وهو الأمين المالي لأسرة أدباء وكتاب البحرين حاليا، له «نص في غاية التأويل» عمل نقدي مشترك وديوان شعر بعنوان «أحاديث صفية»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً