العدد 711 - الإثنين 16 أغسطس 2004م الموافق 29 جمادى الآخرة 1425هـ

تكريمي في المغرب التفاتة حضارية جديرة بالإبداع

الشاعر حداد في لقائه مع «الوسط»:

أصيلة - المصطفى العسري 

تحديث: 12 مايو 2017

من الأكيد أن ليلة تكريم أصيلة للشاعر البحريني الكبير قاسم حداد كانت من ليالي العمر، اذ وقف حداد الآتي من أبعد نقطة في شرق الخريطة العربية على الحب الكبير لمتتبعي إنتاجه الأدبي في أبعد نقطة في غرب الوطن العربي في أصيلة التي اختار موسمها في دورته السادسة والعشرين أن يكرم أحد رواد الشعر في البحرين وفي منطقة الخليج العربي.

ويأتي تكريم حداد في أصيلة بعد أن كرمت الأخيرة في ربيع هذه السنة من قبل مملكة البحرين التي قامت باستنساخ فعالياته وتنظيم موسم «أصيلة البحرين».

«الوسط» التي انفردت بحرينيا بمتابعة حفل التكريم وباقي فعاليات موسم أصيلة، استطاعت وبجهد جهيد اختطاف الشاعر قاسم حداد من بين يدي مهنئيه وجمهوره، الذين تنافسوا في أخذ الصور التذكارية معه وتبادل التهاني والتحيات، لتجري معه هذه الدردشة:

ما شعوركم اليوم وأصيلة تكرمكم؟

- تكريم منتدى أصيلة الدولي في المغرب هو التفاتة حضارية جديرة بالشعر والإبداع، ومتصل بالأفق الإنساني، وأظن أن علاقة هذا المنتدى بالإبداع ليست مستغربة.

إضافة إلى ذلك لا تخلوا التفاتة أصيلة هذه من دلالة، لأنها تصدر من المغرب، وهي تعطي دافعا قويا للمؤسسة العربية التي يجب أن تتنبه إلى أهمية الثقافة والإبداع في الحياة وفي المجتمع، وخصوصا في وقت يتعرض فيه المجتمع العربي والواقع العربي لهذه الانحدارات والتفسخات.

من هنا أظن أن المغرب وأصيلة بهذا التكريم وبهذا الموسم الثقافي الغني والجاد تقدم لنا كأفراد ومؤسسات وحكومات درسا قويا، وأنا سعيد جدا بهذا التكريم، وأظن أن المشاركات الجادة والرصينة النقدية والشعرية والفكرية في هذه الندوة اليوم، من شأنها أن تعطينا طاقة جديدة لمواصلة الحلم.

قلما يكرم الإنسان المبدع وهو على قيد الحياة، ما الذي يعنيه هذا النوع من التكريم؟

- أظن أن تكريم المبدع وهو الحي هو الحقيقة التي يجب أن تحدث، والتي يجب أن ينتبه إليها الجميع، لكي لا ينتظروا الشاعر حتى يغيب لكي يحتفوا به، وبالتالي ومن تجربتي اليوم، فإن المبدع يجب أن يكرم وهو على قيد الحياة، حتى يرى نتائج أعماله ووقعها على جمهوره.

قدمت خلال هذا الحفل الكثير من المداخلات والشهادات التي أجمعت على الإشادة بقاسم حداد الشاعر والإنسان، ما تعليقكم على ذلك؟

- جميع المشاركين هم أصدقاء حقيقيون للشعر العربي الجديد، وهم أصدقاء شخصيون لي، وأعتز بصداقتهم، وهم قريبون جدا من تجربتي الشعرية، وحقيقة استفدت كثيرا من جميع مداخلاتهم وشهاداتهم، وأشعر باعتزاز كبير بشهادة المشاركين.

قلت في كلمتك في حفل التكريم أنك مدين للمغرب بلدا وأدباء لمساهمته في تشكيل شخصية قاسم حداد الأدبية، كيف ذلك؟

- لأن دور الفكر والابداع الثقافي والفني المغربي في الثقافة العربية والإنسانية دور معروف وقوي ومتميز، وهو جزء من الهواء الذي يتنفسه الجميع، أنا جزء من هذا العالم، وعلاقتي مبكرة بالثقافة المغربية، إن كان على صعيد التجارب الشعرية والفكرية والثقافية، أو على مستوى العلاقات الشخصية، إذ تربطني علاقة صداقة بكثير من الشخصيات المغربية سواء من داخل ميدان الأدب أو خارجه، وأنا اليوم أزداد امتنانا لهم ولبلدهم عبر هذه الالتفاتة، التفاتة التكريم.

كيف وجد قاسم حداد أصيلة وموسمها، بعد طول غياب؟

- هذه المرة الثانية التي أزور فيها أصيلة، بعد ما يقارب العشرين سنة، اذ كانت زيارتي الأولى في عقد ثمانينات القرن الماضي. وبين الزيارتين لاحظت الفرق الكبير والحقيقي الذي أتى من خلال التراكم النوعي للتجربة، والتطور الحقيقي في بنية المهرجان، وكذلك في القفزة التي عرفتها البنية التحتية والمؤسساتية للمدينة التي لاحظت أنها باتت تحفل بمؤسسات المجتمع المدني.

ما ارتساماتكم على التصفيقات الطويلة من قبل الحاضرين ومن قبل جمهور أصيلة؟

- أظن أن هذه رسالة صادقة وأصيلة من لدن جمهور أصيلة، وأقول إن هذه الرسالة قد وصلت إلى قلبي.


افتتاح «أيقظتني الساحرة» يتوج ليلة أصيلة البحرينية

افتتح مساء يوم الاثنين الماضي بمدينة أصيلة وبمناسبة موسمها الثقافي الدولي السادس والعشرين معرض للفن التشكيلي البحريني تحت عنوان «أيقظتني الساحرة» الذي تزامن مع حفل تكريم الشاعر البحريني قاسم حداد.

ويؤطر المعرض الذي اختير له مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية الفنانان التشكيليان البحرينيان عبدالجبار الغضبان وعباس يوسف.

وكان حفل الافتتاح مناسبة للقاء فريد بين عدد من الشعراء المغاربة والعرب، ونقاد الأدب، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات السياسية وفي مقدمتهم وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ووزير الخارجية المصري أحمد ماهر، والذين شاركوا جميعهم في حفل تكريم الشاعر قاسم حداد الذي خصص له يوم أمس والفنانين التشكيليين المشاركين في المعرض.


أصيلة تكرم الشاعر البحريني حداد

بحضور عدد من الشعراء والنقاد والكتاب البارزين من كل أنحاء العالم العربي، وفي حفل يليق بمكانته الشعرية كرمت أصيلة ضيفها شاعر البحرين الكبير قاسم حداد.

خلال الحفل الذي شهده مركز الحسن الثاني الدولي للمؤتمرات والذي استغرق يوما كاملاً، تناوبت على الكلمة الكثير من الشخصيات الأدبية وحتى السياسية.

فبعد كلمة الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ووزير خارجية المغرب محمد بن عيسى ألقت الكثير من الأسماء الوازنة في النقد والتأليف كلمات إشادة وشهادات في حق الشاعر قاسم حداد، وهكذا أخذ الكلمة كل من أستاذ النقد الأدبي وعلم الجمال بجامعة الملك سعود بالرياض معجب الزهراني، والكاتب والشاعر البحريني والصديق الحميم للمحتفى به أمين صالح، والناقد ورئيس تحرير مجلة «أوان» محمد البنكي، وأستاذ النقد والبلاغة في جامعة عين شمس بالقاهرة محمد عبدالمطلب، وأستاذ الشعر العربي المعاصر بكلية الآداب بمكناس بن عيسى أبوحمالة، وأستاذ الأدب الحديث بكلية الآداب بجامعة تونس محمد لطفي اليوسفي والشاعر المغربي ياسين عدنان بالإضافة إلى الكثير من الأسماء الأخرى.

وفي كلماتهم أجمع المشاركون على أن قاسم حداد «شاعر تجربة بامتياز بما يعنيه ذلك من تفرد وتسخير للنص للبوح بتجارب الشاعر الحياتية». فيما تطرق آخرون إلى «المساحة التي تحتلها المخيلة في أعمال حداد وقدرته على خلق عوالم وتوليفات لا يقدر عليها إلا هو»، مشددين على أنه «لم يتأثر بزمن الشعر المهترئ».

وتناولت مداخلات أخرى قدرة حداد الفريدة على التعامل مع اللغة وتطويعها. وذهب بعضهم إلى القول إنه يصل إلى حد السماح لنفسه «بالمواضعة اللغوية على شاكلة قدماء العرب، فيولد كلمات جديدة أو يبعث أخرى ميتة لكن في سياقات يسهل على القارئ استرجاعها بيسر».

فيما فضل الآخرون في شهاداتهم الحديث عن الخصال الشخصية للمحتفى به ومناقبه وتجاربهم الشخصية معه لكنهم اتفقوا على أنه رجل يمجد ويقدس الصداقة وينزلها المنزلة التي تستحق.

وفي كلمة له عند انتهاء الحفل قال قاسم حداد «إنه يعتبر تكريم الكاتب أو الشاعر دفقة طاقة روحية معنوية يحتاجها في كل وقت»، مؤكداً أن «التكريم من مغرب الثقافة والإبداع يشكل دلالة كبيرة جداً وأقدر ذلك بعمق وهذه لفتة حضارية تجعل المرء يحس بمسؤولية مضاعفة». مؤكداً أن هذا التكريم يُحمله مسئولية أكبر تجاه قرائه، وأنه «خلق التفاهم بين البشر والمحبة بين الناس وهذا دور إنساني كبير»، مؤكداً «أننا في عصر لابد أن ننتبه فيه لدور العمل الثقافي والإبداعي وخلق علاقات إنسانية بين البشر»، معتبراً إياه «البديل الوحيد المتاح الذي يجب أن ننتبه إليه بدلاً عن أية فعاليات سياسية أخرى ترتبط دوما بالأمزجة...».


العسري والشريكي تفوزان بجائزة إبراهيم العويس

على صعيد آخر وُزعت مساء يوم الاثنين الماضي وعقب نهاية حفل تكريم الشاعر البحريني قاسم حداد جائزة إبراهيم العويس الخاصة بالتلاميذ المتفوقين في الأقسام الثانوية بأصيلة.

وفازت بجائزة هذه السنة البالغة قيمتها 10 آلاف دولار مناصفة التلميذتان خولة العسري التي حلت أولى في العلوم التجريبية وهاجر الشريكي التي حلت أولى في الآداب العصرية على صعيد المدينة.

وقدم الجائزة التي أصبحت فقرة ثابتة ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي من أجل تشجيع التحصيل والتفوق بين التلاميذ الأستاذ إبراهيم العويس صاحب الجائزة نفسه.

يُذكر أن الخبير الاقتصادي المصري يحاضر كأستاذ جامعي في الكثير من الجامعات الأميركية وعلى رأسها جامعتي جورج تاون وهارفلد، كما أنه كان أستاذ الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون خلال مرحلة تحصيله الجامعي





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً