أثار إجراء الحكومة العراقية الأخير بغلق مكتب «الجزيرة» في بغداد الكثير من التكهنات في الأوساط الإعلامية المختلفة. وتعتقد بعض الأوساط أن هذا الإجراء اتخذ انطلاقاً من مواقف الدوحة التي اتخذتها تجاه القضية العراقية قبل وبعد سقوط النظام السابق، فضلاً عما هي عليه في الوقت الراهن.
وقالت الأوساط إن إجراء الحكومة العراقية بغلق «الجزيرة» هو رسالة موجهة أساساً إلى حكومة الدوحة التي يعتقد الجانب العراقي أنها تشجع الجماعات السرية المسلحة في العراق وتحاول تقويض الأوضاع الداخلية من خلال عرض تقارير لا تنسجم مع دواعي الاستقرار والأمن الذي ينشده العراق لعبور مرحلة الاقتتال والفوضى الدائرة حالياً.
وكان رئيس الحكومة العراقية المؤقتة إياد علاوي أشار إلى أن حكومته شكلت لجنة إعلامية مستقلة منذ ما يزيد على الشهر لمراقبة برامج «الجزيرة» القطرية، ورفعت هذه اللجنة تقريراً للحكومة كشفت فيه محاولات هذه الفضائية تحريف الواقع السياسي، واقترحت إغلاقها لمدة شهر، قابلة للاستمرار، فيما إذا واصلت هذه الفضائية بث الأخبار والتقارير المعادية لحكومة العراق.
وصرح وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب بأن «الجزيرة» تهدد أمن البلاد من خلال تشجيعها الإرهاب في العراق، ونحن نريد حماية شعبنا من «الجزيرة». وقالت المصادر إن استثناء علاوي لقطر من الزيارة التي قام بها لعدد من البلدان الغربية، شملت الأردن وسورية ولبنان ومصر والسعودية والبحرين، جاء على خلفية الموقف القطري منذ سقوط النظام السابق.
وكان عدد من أعضاء مجلس الحكم العراقي المنحل صرحوا مرات عدة بأن الجانب العراقي يعتقد أن قطر تلعب دوراً سلبياً تجاه الشعب العراقي، حين حاول وزير خارجيتها إنقاذ رقبة صدام قبل الحرب، وعرضت عليه التخلي طواعية عن الحكم مقابل استضافته في قطر مع ضمانات بعدم محاكمته
العدد 709 - السبت 14 أغسطس 2004م الموافق 27 جمادى الآخرة 1425هـ