اكدت مصادر عراقية في دمشق لـ «الوسط»، ان العراق يجتاز ظروفاً صعبة، قد تفتح ابوابه على الحرب الاهلية في ضوء ما يحدث من اعمال عسكرية، تقوم بها القوات المتعددة الجنسية (لاسيما الاميركية منها) بمشاركة قوات تابعة للسلطة العراقية، إذ تهاجم في النجف، وتقصف في الفلوجة، وتقتحم في مدن وبلدات اخرى من البصرة جنوباً الى الموصل شمالاً مروراً ببغداد. واضافت المصادر، ان موقف حكومة اياد علاوي يغطي ممارسات القوات الاجنبية في عدوانها الواسع على العراقيين، وهو موقف لاينسجم مع الرغبة المعلنة في اعداد البلاد للعودة الى وضعها الطبيعي بعد نحو عام ونصف من الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق في مارس/ آذار 2003.
وأكدت مصادر مقربة من تيار مقتدى الصدر لـ «الوسط» في دمشق، ان جيش المهدي سيستمر في مقاومة قوات الاحتلال في النجف وغيرها من مدن العراق، وشددت المصادر، على ان موقف حكومة علاوي في الحوادث الاخيرة يكشف عن ارتباطاتها بالسياسة الاميركية.
وقال نائب رئيس الجبهة التركمانية في العراق، سامي محمد «ان جيش المهدي وزعيمه مقتدى الصدر يسعيان الى هدنة ووقف الاشتباكات، وان كل مطلبهما هو عدم دخول القوات الاميركية الى النجف والمدن المقدسة، وهو ماينبغي اخذه في الاعتبار من جانب الحكومة العراقية ورئيسها اياد علاوي».
وقال محمد في حديثه لـ «الوسط»، انه يمكن التوصل الى اتفاق مع مقتدى الصدر يماثل الاتفاق الذي تم مع المقاتلين في الفلوجة في وقت سابق، واضاف: «ان مايشهده العراق من اعمال عسكرية، يندرج في ثلاثة انواع، اولها اعمال تقوم بها القوات الاميركية والمتعددة الجنسية تؤازرها في بعض الاحيان قوات تابعة للحكومة، وهدفها اخضاع الشعب العراقي، والثانية عمليات تقوم بها جماعات المقاومة العراقية ضد الاحتلال، والثالثة عمليات ارهابية هدفها قتل ودمار العراقيين، وهي اعمال يجري نسبها الى «القاعدة» والى من يسمونه «ابومصعب الزرقاوي»، بينما هي اعمال من صنع قوى خارجية وداخلية» في اشارة ضمنية الى واشنطن وجماعات كردية، تتلاقى «مصالحها في عدم استقرار العراق، والابقاء على الوضع المتوتر فيه بما يقود الى تقسيم العراق واقامة كيانات انفصالية فيه».
وأكد محمد، «ان الحملة على عضو مجلس الحكم السابق احمد الجلبي، هي حملة مصطنعة، هدفها تبييض صفحة الجلبي كواحد من صنائع الولايات المتحدة في العراق، الامر الذي قد يؤهله للمشاركة في اعلى مناصب الدولة العراقية بعد انتهاء المرحلة الانتقالية». ودلل محمد على محتوى الحملة الراهنة ضد الجلبي «بوقف كل الاجراءات القانونية ضده من جانب القضاء العراقي اثر عودته الى بغداد».
وشدد محمد (الذي يتزعم الحركة الاسلامية لتركمان العراق) على ان حقوق تركمان العراق مازالت مغيبة في وضع يماثل ماكان عليه الحال في ظل النظام السابق، وقال: إن الاحزاب الكردية التي احكمت قبضتها على شمال العراق، تمنع حصول التركمان على حقوقهم في هذه المنطقة، التي تعتبر من مناطق وجودهم التاريخية في العراق. واضاف ان ذلك يعمق الانقسامات والصراعات في شمال العراق، كما هو الحال في الوسط والجنوب، ويدفعها نحو بوابة الحرب الاهلية
العدد 709 - السبت 14 أغسطس 2004م الموافق 27 جمادى الآخرة 1425هـ