ما أعلن عنه عميد القبول والتسجيل في جامعة البحرين عيسى أحمد الخياط، من قيام الجامعة بإجراء امتحانات القدرة، ربما تكون إذا ما أحسن التخطيط لها وتنفيذها بشكل دقيق الخطوة الأولى لما أسماه رئيس جامعة البحرين السابق محمد الغتم «جذر المعجزة البحرينية».
فجامعة البحرين لاتزال تقبل مخرجات الثانوية العامة بحسب التنافس على المقاعد التي أساسها المجاميع النهائية، والتي هناك شبه اتفاق عليها من قبل الجامعات العربية والخليجية بأنها لا تمثل الوجه الحقيقي للطالب الذي سيدخل الجامعة، وذلك للأنظمة الدراسية التي عليها الكثير من الملاحظات في طريقة تلقي الطلبة علومهم، وكيفية منحهم الدرجات، وبالتالي من ذا الذي يصل الجامعة منهم، إذ إن الأولوية هنا لمن «يحفظ» أو كما يقال عنه في العامية «يكرج» المواد، وأكثر الناس حفظاً أكثرهم حظاً في التفوق، أما الذين يعتمدون التحليل والتركيب، فحظهم من التفوق قليل، لأن المناهج لا تفسح لهم فرص الإبداع، ولكنها في الغالبية تريدهم أن يصبحوا «شطار» ويكرروا على مسامع المعلمين ما سبق وأن حفظوهم إياه. وشكا عدد من مستشاري رئاسة الجامعة من مخرجات الثانوية الذين لابد من قبولهم على علاتهم، وطالبوا بأن تشد الوزارة «حزام» المخرجات بعض الشيء حتى لا تبقى الكراسي حكراً على «الحفظة»، ويطالبون الجامعة بمزيد من التدقيق في القبول، وهذا الأمر الذي تطالب به أيضاً عمادات القبول الخليجية والعربية، ولكن السبيل إلى ذلك يبدو صعباً.
إن خطوة تحري «قدرة» الطالب الحقيقية أو ما يقترب من الحقيقة منها ستكون أولى فقط في سبيل أن تصبح جامعة البحرين للصفوة من الطلبة القادرين على إحداث التغيير الحقيقي في قطاعات الأعمال مستقبلاً، على أن تصحب هذه الخطوة أيضاً ارتقاء بمستوى التعليم والمعلمين (الدكاترة) وهما مسألتان فيهما نظر أيضاً
إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"العدد 708 - الجمعة 13 أغسطس 2004م الموافق 26 جمادى الآخرة 1425هـ