اجتاحت قوات الاحتلال أمس الأول مدينة النجف الأشرف، إحدى أعظم المدن مكانة لدى المسلمين الشيعة، بذريعة مساعدة قوات الأمن العراقية في القضاء على «جيش المهدي» الذي تعتبره الحكومة المؤقتة خارجاً على القانون لأنه رفع السلاح في وجهها. أما زعيم «جيش المهدي» السيدمقتدى الصدر فيعتبر أن ما يقوم به دفاع عن المدينة المقدسة. التخوف الحاصل الآن هو استمرار القتال بين أنصار الصدر وقوات الاحتلال إضافة إلى القوات العراقية التي رفض كثير من عناصرها في مدن مختلفة قتل إخوانهم من العراقيين. وفي حال حدث ذلك، فهناك احتمال أن يقتل السيدمقتدى ويقصف ضريح الإمام علي (ع) وتعم بالتالي الفوضى جميع العراق وخصوصاً أن المراجع الشيعية الكبار فيه - الذين يعتبرون صمامات الأمان في مثل هذه الظروف الحرجة - خرجوا منه لأسباب أمنية وصحية. وعلى رغم نفي مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم ايريلي سعي قوات الاحتلال إلى قصف العتبات المقدسة وأن ما يثار في هذا الشأن هو محاولات لتأليب الناس ضد قوات الاحتلال، فإن هذا الأمر وارد جداً.
ففي حال حدوث هذه الكارثة - لا قدر الله - كيف ستكون ردة فعل المسلمين حول العالم؟ هل ستكون ردة الفعل بحجم المصيبة الواردة أم سيكتفون بالتظاهر والتنديد؟ لماذا هناك صمت تام من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي مع أن العراق عضو فيها؟ هل ستمارس ضغوط حقيقية على الحكومة العراقية المؤقتة لمنع حدوث هذا الأمر لما تعلمه من أهمية للعتبات المقدسة؟
الأمر يحتاج إلى خطوات عملية لبيان أن مدينة النجف «خط أحمر» فعلاً كما قالت المرجعية، لأنها مدينة مرقد الإمام علي (ع) والمدينة المقدسة للمسلمين والشيعة خصوصاً في كل مكان وليست مدينة الصدر وأتباعه وحدهم
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 708 - الجمعة 13 أغسطس 2004م الموافق 26 جمادى الآخرة 1425هـ