العدد 708 - الجمعة 13 أغسطس 2004م الموافق 26 جمادى الآخرة 1425هـ

سلمان: عندما تعجز الفتنة الطائفية يتحرك المحتل

في خطب الجمعة أمس

قال رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان في خطبة له في جامع الإمام الصادق في الدراز متحدثاً عن الوضع في العراق «إن جرح العراق يتحمل المسئولية فيه - بعد الدكتاتورية التي جثمت على صدر العراق على مدى أكثر من 35 سنة - المحتل بوصفه المسئول عن هذه الدماء الزاكية».

ولفت سلمان إلى أن «أميركا على مدى أكثر من عشر سنوات كانت لها الكثير من الخطط والبرامج لتغيير النظام العراقي، ما يعني أن تغيير النظام - في أي بلد من البلدان أو أية بقعة من بقاع العالم حتى لو كانت نائية ومهملة، وحتى لو لم تكن فيها المصالح العالمية متداخلة كما هو العراق - يحتاج ما بعد النظام إلى تدبير أمر الحكومة واستقرار البلد».

وأضاف «لا يمكن تصور أن الحاجة في العراق كانت غائبة عن الاستراتيجية الأميركية، وعن الخطط التي أنجزت على الأقل قبل عشر سنوات من دخولها حرب الكويت، ما يضع علامات استفهام واستنتاجات منطقية بأن ما يجري في العراق منذ سقوط الطاغية للآن جزء من برنامج مخطط له يراد منه استنزاف العراق بعمقه الحضاري والإسلامي وعمقه العربي وكل ما يمتلك من مقومات نهضة للعراق والأمة من حول العراق».

ونبه سلمان إلى أن «العبثية في إدارة أمر العراق هدفها إثارة الفتن فيه، وزرع مناطق الاصطدام في كل بقاع العراق، لتتفجر بين حين وآخر، فعندما تعجز الفتنة الطائفية والعرقية والدينية في أن تتحرك بنفسها، يتحرك الأميركي لإثارة موضوعات راكدة، فيغلق صحيفة، أو يعتقل فرداً من أجل أن يثير معركة من أجل برنامج استراتيجي ومخطط مرسوم عنده، لا لعيون العراقيين، وإنما وفقا لأجندته هو، ويستخدم في ذلك ما ينسجم مع مصلحته، ويبتعد عن مصلحة العراق، فيخضع له من يخضع، وتنطلي اللعبة على الكثير من الناس ليدخل العراق في مذاهبه وأعراقه وتوجهاته المختلفة في معارك داخلية يبقى المسئول عنها الاحتلال مهما تغيرت ألوانه».

وقال سلمان: «في الأيام السبعة التي مرت أبيحت كل الحرمات الإنسانية التي يمكن أن تتصور، ابتداء من أعظمها، وهي حرمة الدم البريء»، مؤكداً أن القتلى من شمال العراق إلى الجنوب ليسوا كلهم في حال قتال، مع أن قتال المحتل حق مشروع في كل الديانات والأعراف، والذين يسقطون ليس كلهم يحمل السلاح، وإنما الكثير منهم أبرياء، ولكن ما علاقة أي تحرك عسكري بالأطفال، بالنساء، بالشيوخ، بالبيوت؟

وشدد سلمان على أن في المعارك أدباً وأخلاقاً وقيماً، وهذا العراق ليس مجرد أرض وصحراء، وإنما تاريخ ومقدسات وقيمة إنسانية وحضارية ودينية يرتبط به كل الناس، فعلي بن أبي طالب قيمة لكل إنسان، والتعدي على حرمة هذه المقدسات الإنسانية والإسلامية فظائع من الفظائع التي لا يمكن القبول بها تحت أية ذرائع مهما كانت.

ودعا سلمان كل العالم إلى رفض هذه العنجهية والاستخدام غير المبرر للقوة، وعدم التمييز بين مقاتل وغير مقاتل، وعدم احترام المقدسات التي يزخر بها العراق، معتبرا أن ذلك أقل الواجب على طريق تحرير هذا البلد الإسلامي المقدس، وأن العراق سيبقى فيه من يتحرك لإزالة الاحتلال، حرباً أو سلماً، إذ لابد من رحيله عن العراق، داعيا إلى التفاعل بكل قوة من أجل الدفاع عن المقدسات، وعن الإنسان في العراق.

وختم حديثه بالقول «بعد الاتصال بسماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم والسيدجواد الوداعي والسيدعبدالله الغريفي، وإطلاعهم على طبيعة الأوضاع التي يتابعونها لحظة بلحظة، وتحت إرشاداتهم، تنطلق هذا اليوم (أمس الجمعة) مشاركة وجدانية وإنسانية وضميرية للمقدسات وللإنسان والضمير الإنساني والعالمي، من أجل أن يفك هذا الصمت، وهذا الإهمال عما يجري في العراق، لتكون خطوة أولى»، آملا أن تتجه الأوضاع لحلول سلمية وتفاوضية، وفقاً لأطراف الساحة الداخلية، وأن يرفع المحتل يده عن أي اتفاق يجري، ولا يعوقه باستمرار القتل والإثارة، لأن أميركا هي المسئولية عن تداعيات هذا الحادث الذي قد لا يكتفي بالعراق. وفي اتجاه آخر، تكلم خطيب جامع الرحمة في المحرق عبدالرحمن الشاعر في خطبته أمس عن علامات الساعة، لافتا إلى أن غفلة الناس في خضم الحياة المعاصرة وملاهيها، جعلتهم يغفلون عن التفكر في الآخرة وعلاماتها، إذ أشار إلى أن أخطر هذه العلامات التي حذر منها الرسول (ص) فتنة خروج المسيح الدجال، وأنه لا يخرج إلا في خفة من الدين، والبعد عن أحكام الشريعة، وعن تطبيق أحكام القرآن والسنة، وكثرة الجهل بين الناس بسبب موت العلماء، وتناسي الناس ذكر الدجال.

وأوضح الشاعر أن أكثر أتباع الدجال هم من اليهود الذين ينشرون الفساد في الأرض، داعيا إلى التنبه لهذه الفتنة، وضرورة استذكار علامات الساعة، فالكثير من هذه العلامات - على حد قوله - مازال يتتابع ظهورها منذ عهد الرسول الأعظم (ص) إلى اليوم الحاضر، فأكثر هذه العلامات التي أخبر عنها النبي المصطفى وقعت، ولم يبق من العلامات إلا القليل.

وذكر الشاعر أن من العلامات التي وقعت تقارب الزمان، «والبعيد يكلم القريب» من خلال وسائل الاتصال، وولاية أمر المسلمين من الجهلة الذين لا يعلمون من أمر الدين شيئا، وقرب انتصار المسلمين على اليهود في بيت المقدس، وخروج الشمس من المغرب، إذ بعد هذه العلامة - كما قال - لا ينفع نفس إيمانها، لم تكن آمنت من قبل، لتتوالى ظهور العلامات الكبرى وتتسارع مثل فلق الصبح.

وختم حديثه بالقول «بناء على ما تقدم، يجب على جميع المسلمين العودة إلى تحكيم كتاب الله شرعة ومنهاجا، والرجوع إلى الله بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح، والإكثار من التعوذ من الفتن، ما ظهر منها وما بطن»

العدد 708 - الجمعة 13 أغسطس 2004م الموافق 26 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً