هل من عودة لأمجاد الاتحاد الوطني لطلبة البحرين السبعيني بحسناته وعلاته؟! متى يُؤسس كيان طلابي قادر على تمثيل الأطياف الطلابية بمختلف انتماءاتها، والمطالبة بحقوقها كما تأسس في السابق؟ ومتى ستخرج الجهات الرسمية (وزارة العمل، وزارة التربية، جامعة البحرين) من قوقعة التجاهل لهذا المشروع؟ وهل يملك الطلبة الوعي الكافي لتأسيس اتحادهم، أم ان استغراقهم في الخلافات «التافهة» أخيرا لا يدل على النضوج؟ وهل من مخرج لأزمة صراعات اللجنة التحضيرية للاتحاد؟! وهل تقبل «تحضيرية الاتحاد» برؤية ومبادرة جمعية الشبيبة المتمثلة بإعداد لجنة تمهيدية جديدة، والدعوة لمؤتمر تحضيري، وتشكيل لجنة تحضيرية جديدة، ومن ثم الدعوة لمؤتمر طلابي للخروج من عنق زجاجة «التحضيرية الحالية»؟
أسئلة كثيرة تكتنف كل من يريد لهذا الكيان الطلابي أن يتأسس باعتباره «حقاً نقابياً» آمنت بضرورة تأسيسه الحركة الطلابية في البحرين منذ الأربعينات، عندما تشكل أول تجمع طلابي منظم في بيروت العام 1945 تحت اسم الحلقة الطلابية البحرينية وتشكلت أول رابطة العام 1955 تحت اسم رابطة طلبة البحرين.
كان للاتحاد الوطني لطلبة البحرين في السبعينات دوره البارز في الدفاع عن حقوق الطلبة على رغم بعض المؤاخذات عليه، واتهامه «بالمسيس»، وحساسية الحكومة منه لتوجهه اليساري المعارض (الجبهة الشعبية وكان لها نصيب الأسد في الاتحاد، جبهة التحرير)، فقد حقق إنجازات على صعيد حفظ حقوق الطلبة، وكثيرا ما يحلو لرئيسه السابق فؤاد سيادي الحديث عن إنجازات الاتحاد بقوله «كان للاتحاد دوره في صفوف الطلبة البحرينيين، وكان حتى فترة بداية التسعينات المدافع الحقيقي عن مصالحهم، على رغم كل ما وضع أمامه من معوقات، وعلى رغم كل ما طال كوادره القيادية والمئات من قواعده الطلابية من إيذاء ومضايقات، فقط لأنهم تفانوا وأصروا على الاستمرار في الدفاع عن مصالح وحقوق الطلبة ضد كل ما يحاك ضده لشق وحدة الطلبة»... «كان للاتحاد دوره البارز في حماية الطلبة الذين تعرضوا للتعسف، بحرمانهم من مواصلة تعليمهم الجامعي ومن قطع منحهم الدراسية ومنعهم من السفر بسحب جوازات سفرهم وغيرها من أساليب تعسفية عانى منها طلبة الاتحاد، إذ قام الاتحاد بتوفير فرص القبول للطلبة في الجامعات، وتوفير المئات من المنح الدراسية لهم عبر علاقته مع المنظمات الطلابية العربية والعالمية، بالإضافة إلى قيامه بتوفير بعض المخصصات المالية للطلبة الذين قطعت منحهم»... «توقف الاتحاد نتيجة تعرضه لممارسات تعسفية، حوكم الطلبة العاملون فيه جراء هذه الممارسات، وعوملوا وكأنهم أعضاء منظمة حزبية إرهابية».
قُوض اتحاد السبعينات بعدها بتقديم مشروع أندية طلبة البحرين بالخارج، ويبدو ان الأسلوب ذاته اتخذ مع مشروع اتحاد الطلبة البحرينيين في العام 2001، الذي رفضت وزارة العمل إعطاء ترخيص بإصداره بحجة وجود «مجلس طلبة» له الصلاحيات نفسها!، كما رمته على وزارة التربية بحجة اختصاصها به، «التربية» التي (أحبت اللعبة)، رمته على «العمل»، وهكذا دواليك، كالكرة المتدحرجة بين طرفين يرغبان بتضييع وقت المباراة! أما جامعة البحرين فبدت (خارج الملعب)، و تجاهلت المشروع، ولم تقبل به. وفي العام 2002، شُكلت لجنة الإعداد للمؤتمر الطلابي التي تفككت نتيجة الخلافات الطلابية، والتعارك على نصيبهم من الكعكة، وبرزت لجنة تحضيرية جديدة في العام 2003 بعد التيقن من شلل «مجلس الطلبة» وعدم قدرته على الدفاع عن حقوق الطلبة ومبادرة جمعية الحريات العامة ودعم الديمقراطية، ومبادرة بعض الكبار في التجمعات الشبابية. عُلقت الآمال الكبار على تلك اللجنة، إلا ان الخلافات «المُخجلة» على الرئاسة وغيرها من التفاصيل المُملة وغير ذات الجدوى، أدت إلى تحطم اللجنة التحضيرية، وانغماسها في مستنقع الصراعات، ووحل التهافت وراء المحاصصات السياسية.
الآن، وبعد تلك الخلافات سيجتمع ستة من أعضاء اللجنة التحضيرية الاثنين المقبل، في حين سيجتمع البعض الآخر الخميس المقبل، وفوق هذا وذاك فقد أعلنت جمعية الشبيبة مبادرة غدا الأحد، بالاجتماع مع اللجنة التحضيرية الحالية وطرح تصور أولي عليها، لقيام لجنة تحضيرية جديدة بعد تشكيل لجنة تمهيدية، فهل يخرج الاتحاد من أزمته ام ستدخل اللجنة التحضيرية الجديدة في صراعات جديدة فيما لو شكلت!
نأمل (وما أسهل الأمل) في اتحاد كالاتحاد الوطني لطلبة الكويت الذي على رغم تعرض أعضائه للجان تأديبية، فإنه تدخل في صوغ اللوائح الداخلية، وأعاد طلبة مفصولين إلى الجامعة، وليهدأ القلقون والمحاصرون لمشروع الاتحاد لأننا لا نريده كالاتحاد الذي حول ساحة تيانانمين في الصين إلى «رمز لتحدي الدكتاتورية»، أو كالذي اسقط نظام سوهارتو في اندونيسيا! نريده أن يدافع عن حقوق الطلاب... كل الطلاب.
أولا: آلية تشكيل اللجنة التمهيدية
تتكون من الطلبة المنتظمين في الدراسة في الجامعات أو المعاهد فقط الممثلين عن اللجان الطلابية في الجمعيات والمنتديات الشبابية الراغبة في دعم المشروع على أن يكون ممثل واحد عن كل لجنة طلابية.
تنحصر مهمة هذه اللجنة في الآتي:
1- عقد لقاءات منتظمة مع الطلاب لتوعيتهم بضرورة تشكيل الاتحاد.
2- عقد ندوات ومحاضرات عن المفاهيم النقابية وكيفية تأسيس الاتحاد.
3- عقد لقاء تشاوري موسع (مؤتمر تمهيدي) لمختلف الطلاب تناقش فيه آليات انعقاد المؤتمر التحضيري وموعده والتمثيل النسبي للطلاب فيه (الجمعية العمومية)، وتحديد منظمات المجتمع المدني التي منها يتم تشكيل لجنة للإشراف على انتخابات ممثلي الطلبة (لجنة الإشراف على الانتخابات).
4- الاتصال بالمنظمات المتفق عليها لتشكيل لجنة للإشراف على انتخابات ممثلي الطلبة (لجنة الإشراف على الانتخابات) ووضع آلية انتخابات ممثلي الطلبة للمؤتمر التحضيري.
5- وضع قائمة بممثلي الطلاب للمؤتمر التحضيري.
6- الدعوة للمؤتمر التحضيري.
ثانياً: تكوين اللجنة التحضيرية
1- يناقش المؤتمر التحضيري الخطوط والسياسات العامة لتشكيل الاتحاد الطلابي والفترة الزمنية لانعقاد المؤتمر التأسيسي.
2- انتخاب أعضاء اللجنة التحضيرية لمتابعة الخطوات التنفيذية.
ثالثا: مهمات اللجنة التحضيرية
1- وضع مشروع النظام الأساسي للاتحاد الطلابي واللوائح الداخلية.
2- عقد اللقاءات التشاورية مع ممثلي الطلبة لمناقشة مشروع النظام الأساسي وإجراء التعديلات عليه بما تم الاتفاق عليه في اللقاء، وخصوصاً التمثيل النسبي للمؤتمر التأسيسي، وذلك لتقريب وجهات النظر عن النظام الأساسي.
3- الإعداد لانتخابات ممثلي الطلبة للمؤتمر التأسيسي بحسب التمثيل النسبي المتفق عليه.
4- تتم الدعوة للانتخابات عن طريق الإعلان في الجامعات والمعاهد والصحافة المحلية.
5- تتم الانتخابات تحت إشراف «لجنة الإشراف على الانتخابات».
6- تحديد مندوبي الطلبة (الجمعية العمومية) والوفود والضيوف للمؤتمر التأسيسي.
7- وضع مشروع جدول الأعمال للمؤتمر والدعوة له.
رابعاً: المؤتمر التأسيسي
يناقش أعمال المؤتمر التحضيري واللجنة التحضيرية ويعدل منها ما شاء، وأهم أعمال المؤتمر إقرار النظام الأساسي واللائحة الداخلية وانتخاب الهيئات المختلفة للاتحاد وإعلان تأسيس الاتحاد.
مشروع جدول أعمال المؤتمر التأسيسي:
1- انتخاب مكتب السن.
2- انتخاب مكتب المؤتمر.
3- مناقشة وإقرار النظام الأساسي واللوائح والوثائق الأساسية المعروضة على المؤتمر.
4- انتخاب المجلس الإداري.
5- انعقاد المجلس الإداري لانتخاب الهيئة التنفيذية.
6- الإعلان عن قيام الاتحاد.
ملاحظة (1): إذا كانت الدورة الانتحابية لهياكل الاتحاد قصيرة، فقد لا يرى المؤسسون حاجة إلى وجود مجلس مركزي وعليه يتم انتخاب الأمانة العامة (الهيئة التنفيذية) مباشرة من المؤتمر التأسيسي.
ملاحظة (2): ما ينطبق على الطلاب في الداخل ينطبق على الطلاب في الخارج، أي أن الآلية نفسها تتبع على مستوى الفروع في الخارج
العدد 708 - الجمعة 13 أغسطس 2004م الموافق 26 جمادى الآخرة 1425هـ