خرجت مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها الآلاف عصر أمس، احتجاجاً على انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية، والمجازر بحق الشعب العراقي. وتقدمت المسيرة أعلام مملكة البحرين، وممثلون عن مختلف الأطياف والجمعيات السياسية، وحمل المشاركون - رجالاً ونساءً وأطفالاً - لافتات تندد بالعدوان الأميركي، ونادوا بأن «المرجعية والمقدسات خط أحمر، والاقتراب منهما لعب بالنار». وانطلقت المسيرة من أمام دوار ضاحية السيف، لتنتهي بالبيان الختامي قبيل دوار اللؤلؤة. إلى ذلك، قال رئيس الأمن العام اللواء عبداللطيف الزياني لـ «الوسط»: «إن التنسيق مع منظمي المسيرة كان ممتازاً، وإن الاتصالات معهم تمت قبل وأثناء وبعد المسيرة»، مؤكداً «تعاون المنظمين بشكل تام، وتقيد الجميع بالنظام العام، ما سهّل على المواطنين التعبير عن رأيهم، كما مكّن رجال الأمن من القيام بدورهم على أفضل وجه». وحث رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، الأحزاب والشعب العراقي، على ضرورة التوحد في هذه الفترة الحرجة، والتركيز على العمل السياسي لعدم إعطاء «الدبابة الأميركية» الفرصة لإسالة المزيد من حمامات الدم، وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية. وقال النائب محمد خالد: «إن أرض العراق عموماً، والنجف الأشرف خصوصاً، هي أرض لجميــع المسلميــن، وانتهــاك حرمــة هذه الأراضي لن يمر مرور الكرام، وستنال القوات الأميركية جزاءها عاجلاً أم آجلاً».
المنامة - ريم خليفة
أكد السفير العراقي في المنامة غسان حسين «أن أمن واستقرار المدن العراقية في الجنوب هو أمل يطمح إليه جميع العراقيين»، موضحاً أن «هناك تعليمات أولية وضعت بشأن تنظيم الزيارات الدينية لهذه المدن».
ورداً على سؤال بشأن تدهور الوضع الأمني في الجنوب العراقي وطبيعة الإجراءات التي اتخذت بشأن تأشيرات «الزيارة الدينية»، أشار السفير العراقي إلى أن السفارة منحت في الوقت الحالي وبسبب الظروف الراهنة تأشيرات للحالات الخاصة من البحرينيين. وأضاف «لقد صدرت تأشيرات للبحرينيين المتزوجين من عراقيات أو ممن لديهم أقارب أو مشروعات زواج أو لأغراض عمل».
كما نوه السفير العراقي إلى أن الضوابط الخاصة بشأن زيارة «العتبات المقدسة» في الجنوب العراقي سيعلن عنها في حال استقرت الأوضاع.
ضاحية السيف - عبدالله الملا
خرج الآلاف عصر أمس في مسيرة جماهيرية حاشدة، احتجاجا على انتهاك قوات الاحتلال الأميركية للمقدسات الإسلامية في العراق عامة، وفي النجف الأشرف على وجه التحديد. ونادى المشاركون بوقف سفك الدماء الذي يمارسه المحتلون بذريعة القضاء على فلول جيش المهدي وبقايا النظام العراقي السابق.
وانطلقت المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي شارك فيها العلماء والرجال والنساء والأطفال من دوار ضاحية السيف، وانتهت قبيل الوصول إلى دوار اللؤلؤة. وشارك في المسيرة ممثلون عن مختلف الأطياف السياسية في المملكة، ونخبة من العلماء. وتقدمت المسيرة أعلام مملكة البحرين، وحمل المشاركون شعار «المرجعية والمقدسات خط أحمر، والاقتراب منهما لعب بالنار». ولوحظ خلو المنطقة التي جابتها المسيرة من رجال الأمن.
وحمل المشاركون أعلاماً حمراء وسوداء ولافتات كتب عليها «على أميركا أن تتحمل تبعات هتك العتبات المقدسة»، وطالبوا بضرورة الذود عن المقدسات و إلا فإن المحتل سيدنس كل بقعة إسلامية وكل أرض يقدّسها المسلمون في أي بقعة كانت.
إلى ذلك، قال رئيس الأمن العام اللواء عبداللطيف الزياني «ان التنسيق مع منظمي المسيرة كان مستمراً وممتازاً، وان الاتصالات معهم تمت قبل وأثناء وبعد المسيرة» مؤكداً «تعاون المنظمين بشكل تام، وان الجميع تقيد بالنظام العام ما سهّل على المواطنين التعبير عن رأيهم، كما مكّن رجال الأمن من القيام بدورهم على أفضل وجه». واعتبر الزياني «ان الأفعال تتحدث أفضل من الأقوال، وهي الفلسفة التي تعتمدها وزارة الداخلية لخدمة المجتمع».
في السياق نفسه، اعتبر رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان المسيرة دليلا على نضج الشارع البحريني، وتفاعله مع الحوادث التي يتعرض لها الشارع الإسلامي والعربي، وقال: «إننا نقول لأميركا إن هذه العنجهية ستنقلب عليها، وندعو الشارع العراقي إلى ضرورة الالتحام والتفاف في هذه المرحلة الحرجة، لكي يوقفوا نزيف الدم المتواصل الذي تنفذه آلة المحتل، وهذا ما يجب على كل شريف على أرض العراق أن ينتهجه».
وفيما يتعلق بما يدور من الأسباب وراء خلو الساحة العراقية من عدد من المراجع البارزة وخصوصاً السيدعلي السيستاني قال سلمان: «إن غياب المراجع وخصوصا السيد السيستاني لأسباب صحية، وهذا ما أكده البيان الذي أصدره مكتب السيستاني يوم أمس الأول، كما أن السيستاني يتابع الحوادث في العراق. وما نتمناه من أهل العراق أن يلتفوا مع بعضهم بعضاً لكيلا يعطوا المجال للدبابة الأميركية لسفك المزيد من الدماء».
في الإطار ذاته أشار النائب محمد خالد إلى أن مشاركته في المسيرة التضامنية مع شعب العراق تأتي للتأكيد على أن أرض العراق التي تدنس حاليا من القوات الغازية، إنما هي أرض لجميع المسلمين شيعة وسنة، وان تدنيس أرض العراق عموماً، والنجف الأشرف خصوصا لن يمر مرور الكرام، وستنال أميركا جزاءها عاجلا أم آجلا. ودعا النائب خالد شعب العراق إلى ضرورة التوحد تحت لواء واحد، ومواجهة العدو الغاشم.
وفي نهاية المسيرة تم إلقاء البيان الختامي الذي جاء فيه بأنه «منذ أن وطأت أقدام المحتلين الجدد أرض المقدسات، أرض العراق العزيزة، ونهر الدماء البريئة يزداد تدفقا يوما بعد يوم، ويوغل العراق في متاهة الفلتان الأمني، ما يثير أسئلة وعلامات استفهام كبيرة عن الأهداف الحقيقية للمحتلين في أرض العراق. فهل كانت الولايات المتحدة الأميركية بكل استراتيجياتها ودراستها - لعراق الأمس - غافلة عما سيحدث من فارغ حكومي وأمني بعد سقوط الدكتاتورية في العراق، أم ان ذلك جزء من الأهداف لهذا الغزو السافر ليتم تعطيل دور العراق وشل عمقه الحضاري عن لعب دوره في الصراع الإسلامي الصهيوني فيما يرتبط بالقضية الفلسطينية. وقبل شهرين من الآن، عمد الاحتلال البغيض إلى تصعيد الأوضاع الأمنية في العراق، وافتعل معركة النجف الأولى وما تبعها من تداعيات، وها هو اليوم يعيد الكرة بتصعيد عسكري دموي أثيم وغير مبرر يطال جل مدن العراق، ومنها مدينة النجف الأشرف، مدينة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) إذ مشهده وضريحه المقدسان، إلى جانب كونها من أعرق الحواضر العلمية وأكبر المراكز الثقافية وهي المهاجر العلمي لشيخ الطائفة الكبير الشيخ الطوسي (قدس سره)، وفي مدارسها العامرة تبلور فقه مدرسة أهل البيت (ع)، ومن أحضانها تخرج فحول العلماء. وها هي تشهد بداية مجزرة رهيبة يسقط جراءها عشرات الأبرياء يوميا، وتنتهك بسببها حرمة أمير المؤمنين (ع) وقداسة وشرف مدينته الجريحة. وإننا، وانطلاقاً من مسئوليتنا الدينية وحسنا الإنساني، وتعبيراً عن تضامننا مع إخوتنا في العراق وفي المدن المقدسة، لنحمل قوات الاحتلال الغاشم مسئولية تدهور الأوضاع الأمنية في العراق، ونشدد على مطالبتنا بإيقاف العمليات العسكرية فورا في جميع أرجاء العراق وفي النجف الأشرف على وجه التحديد. وندعو الأطراف العراقية إلى الحوار السياسي كحل وحيد من أجل تجنيب العراق الحبيب مزيدا من الدمار والتوتر. كما ندعوها تجنيب المدن المقدسة الأربع أية خلافات، لينعم المؤمنون بعطائها الروحي وإشعاعها الفكري والعلمي ولتبقى لها حرمتها وقدسيتها».
نادى الشيخ فاضل المالكي بضرورة التحام أبناء العراق لوقف العدوان الأميركي على مقدسات وشعب العراق. وقال في بيان صدر عنه تضامنا مع شعب العراق: «يا شعب العراق، فقد تحقق ما حذّرنا منه مراراً في بياناتنا السابقة من أن قوات الاحتلال لم تزحف إلى العراق لانقاذكم من الطاغية العفلقي وإنما زحفت إليكم حين أوشك كيانه الخاوي على الانهيار خشية سقوطه بأيديكم وخروج العراق من قبضتها ووقوعه في قبضتكم وتقرير مصيركم بأنفسكم وبغية تحقيق أهدافها الاستكبارية وبسط نفوذها ونفوذ ربيبتها «إسرائيل»، وضرب المد الوطني الحقيقي لاسيما الاسلامي في العراق خصوصاً والمنطقة عموماً. وختاماً فإننا نطالب قوات الاحتلال بفك الحصار الظالم الذي تفرضه على مدينة النجف الأشرف وسائر محافظات العراق. وإيقاف حمامات الدم التي تسيل ليلاً ونهاراً من أبناء شعبنا المظلوم، والإفراج عن المعتقلين الابرياء، وإطلاق الحريات الحقيقة للتيار الاسلامي الأصيل وسائر التيارات الوطنية النزيهة. ونطالب الرموز الروحية والسياسية كافة في العالم بالتضامن مع الشعب العراقي الممتحن، كما ندعو جميع أبناء شعبنا العراقي الشريف وفي جميع المحافظات إلى تنظيم مظاهرات سلمية والخروج في مسيرات حاشدة تعبّر عن رفضهم للاحتلال وادانتهم لجرائمه الوحشية ومطالبتهم بتنفيذ مطالبهم العادلة».
القضيبية - مجلس النواب
تابع مجلس النواب «بقلق بالغ التطورات الأخيرة في العراق الشقيق، وما شهدته المدن العراقية المختلفة من مجازر رهيبة راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء، وأزهقت فيها أرواح من المدنيين الآمنين»، كما تابع المجلس «ما تعرضت له مدينة النجف الأشرف من هجوم من قبل القوات الأميركية من الجو والبر، وما شهدته هذه المدينة المقدسة من انتهاك سافرٍ للأماكن والعتبات المقدسة فيها، إذ المعارك الطاحنة التي تدور رحالها بالقرب من ضريح الإمام علي بن أبي طالب (ع)».
وأضاف المجلس في بيانه «إذ يعبر المجلس عن ألمه العميق إزاء هذه الأوضاع المأسوية والممارسات التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب العراقي، فإنه يؤكد دعمه موقف حكومة مملكة البحرين إزاء الوضع في العراق الشقيق، كما يستنكر المجلس المساس بالمقدسات الإسلامية عموماً والمرقد الحيدري الشريف خصوصاً، كما يقف إلى جانب وحدة الشعب العراقي الشقيق وتمكينه من العيش بكرامةٍ وحريةٍ وأمن، وبما يؤمن بناء دولة عراقية آمنة مستقرة موحدة، ويؤكد أن الحوار السلمي بين مختلف الأطراف هو السبيل الوحيد لحل جميع المشكلات السياسية العالقة بما يحقق مشاركة الجميع في عملية بناء الدولة العراقية».
وتضرع المجلس «إلى العلي العظيم أن يتغمد أرواح المدنيين الأبرياء بواسع رحمته، وأن يحفظ العراق وأراضيه ومقدساته وشعبه من كل سوء ومكروه».
الوسط - محرر الشئون المحلية
قالت جمعية الوسط العربي الإسلامي الديمقراطي في بيان لها تعليقا على الحوادث التي تشهدها مدينة النجف الأشرف «ان مسلسل الجرائم المتواصل في العراق العظيم يؤكد المخططات الاستكبارية بقيادة النظام الأميركي ضد الأمتين العربية والإسلامية، فبالأمس كانت الفلوجة الصامدة، واليوم تدك النجف ويذبح أبناؤها الشرفاء، فالمئات من اخواننا في الجنوب العراقي يقتلون بدم بارد من قبل القوات الأميركية والانجليزية، وأعوانهم». وعن ضرب النجف الأشرف قالت «الوسط العربي الإسلامي»: «ان ضرب النجف الأشرف ومرقد الامام علي كرم الله وجهه، واجتياح المدينة بما تمثله من مكانة حضارية ودينية لدى جميع المسلمين في العالم، انما هو استهانة بأغلى وأشرف ما نؤمن به من مبادئ. واننا اليوم لنناشد النخوة العربية والاسلامية ضرورة القيام بحركة فاعلة ومستمرة لمواجهة هذا الجبروت الأميركي الشرير، فاليوم تضرب النجف وكربلاء وغداً الأقصى والحرمين، اذا بقيت الجماهير العربية والاسلامية غير مكترثة بما يجري في العراق المحتل وقبله في فلسطين المغتصبة».
الوسط - محرر الشئون البرلمانية
أكدت «الكتلة الإسلامية» بمجلس النواب أنها وضمن تحركها الفوري على خلفية الحوادث الأخيرة ستطلب لقاء عاجلا اليوم مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، لتسليمه رسالة رسمية تعبر فيها عن احتجاجها وقلقها ازاء تطور الحوادث الأخيرة، ليصار تسليمها الى قيادة القوات المتعددة الجنسية في العراق والى رئاسة الحكومة المؤقتة عن طريق القنوات الرسمية.
و حذرت «الكتلة الاسلامية» «من العواقب والنتائج الخطيرة لاجتياح المدن المقدسة» داعية كل الأطراف في العراق «الى اخراج قوات الاحتلال منها بكل الوسائل السلمية الممكنة»، مؤكدة «ان اختراق القوات المتعددة الجنسية الخط الأحمر واقترابها من الصحن الحيدري الشريف أمر يدعو الى التحرك الفوري من جميع القوى الخيرة والمحبة للسلام والاستقرار في المنطقة» مسجلة «موقفها المؤيد للمرجعيات الدينية التي تدعو الى العمل من أجل تحرير العراق من نير الاحتلال» واصفة انتهاك المراقد الشريفة «بأنه فاجعة في قلوب جميع محبي أهل البيت عليهم السلام التي تمثل أهم المقدسات لدى كل مسلم ومسلمة في العالم بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة» مشيرة الى «ان هذا الانتهاك هو الثاني بعد انتهاك نظام الطاغية صدام حسين للعتبات المقدسة» داعية في الوقت نفسه «الى فك الحصار عن مدينة النجف والحفاظ على قدسية المدينة ووضع حد لإراقة الدماء».
الوسط - محرر الشئون البرلمانية
أكدت مجموعة «النواب الوطنيين الديمقراطيين» بمجلس النواب «وقوفها الكامل الى جانب الشعب العراقي في محنته وما يتعرض له من احتلال مباشر وتعسف ظالم بحق مقدراته ووحدة شعبه وتدنيس مقدساته وتدمير سافر لبناه التحتية ومدنه وقراه، وما يمارس ضد شعبه من جرائم قتل واغتيالات وتعذيب وانتهاكات تتعارض مع أبسط قيم العدالة الإنسانية والقانون الدولي». وشددت المجموعة التي تتألف من النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون والنائبين يوسف زينل وعبدالنبي سلمان «على أهمية أن تمتلك الحكومة العراقية المؤقتة زمام الأمور وتعمل على ترسيخ دولة القانون والمؤسسات» كما طالبت المجموعة «بوقفة حازمة للحكومة العراقية المؤقتة والمجتمع الدولي حيال ما تتعرض له العتبات المقدسة في النجف الأشرف وغيرها من المدن العراقية من حصار وتدمير محتمل، وما يعانيه الشعب العراقي بجميع طوائفه واطيافه من دون استثناء من قتل وتهجير واعتداءات يومية» داعية إلى «أن تحتكم جميع الأطراف إلى لغة الحوار من دون السماح للمزايدات السياسية من قبل الأطراف لجر العراق إلى أتون حرب أهلية مدمرة»
العدد 708 - الجمعة 13 أغسطس 2004م الموافق 26 جمادى الآخرة 1425هـ