اقترب موعد إجراء أول انتخابات حرة ديمقراطية ومباشرة لاختيار رئيس أفغانستان في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ولكن مازال شبح حركة «طالبان» التي سقط نظامها في أواخر العام 2001 يخيم بظلاله على الوضع الأمني في البلاد بل ويهدد بإفشال هذا التحول الكبير.
لم تشهد أفغانستان وضعاً مستقراً منذ التدخل السوفياتي في العام 1979، إذ خاض الأفغان بمساعدة العرب الأفغان الذين صاروا مطاردين بتهمة الإرهاب وتبعية نظام «القاعدة» بزعامة أسامة بن لادن حرباً للتحرير، وعقب دحر السوفيات من قبل حركة «طالبان» التي ظهرت على السطح فجأة وسيطرت على مسرح العمليات ما مهد لها السبيل للسيطرة على مقاليد الحكم وإقامة نظام إسلامي متشدد. تلك الفترة شهدت تحولات كبيرة، وتأكد التحالف بين تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» الذي صار هدفاً فيما بعد لأكبر حرب ضد الإرهاب شهدها العالم عقب هجمات سبتمبر/ أيلول 2001 في نيويورك وواشنطن.
اليوم وبعد مضي 3 سنوات على سقوط كابول وقندهار وخلع نظام «طالبان» ومطاردة قادته وقادة تنظيم «القاعدة» وإقامة حكومة مؤقتة في أفغانستان بدعم دولي يتولى رئاستها حامد قرضاي وبدعم عدد من أمراء الحرب السابقين الذين يتولون مسئولية بعض الوزارات المهمة لاتزال «طالبان» المطاردة تشكل تحدياً كبيراً لهذه الانتخابات الرئاسية على رغم كل ما يقال عن فرص نجاحها.
الشهور الماضية أظهرت خطر «طالبان» القائم، فعلى رغم الضربات العسكرية التي توجه إلى الحركة في منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية فإن عناصر الحركة سددوا ضربات إلى لجان الانتخابات في أكثر من منطقة، وهددوا صراحة بإفشال الانتخابات. وزيارة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الأخيرة لكابول تؤكد الخطر الماثل ما يشير إلى أن «طالبان» لاتزال رقماً خطيراً لا يمكن تجاوزه بسهولة
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 707 - الخميس 12 أغسطس 2004م الموافق 25 جمادى الآخرة 1425هـ