«ليس في صوت حيوان آخر مثل هذه الحُرقة والتفجع والمرارة، إنها صرخة عذاب واستغاثة وإشهاد للناس في نوبة متفجرة من البكاء بلا دموع تمزق الهواء ثم تذوب كأنها لم تكن».
يحيى حقي في صوت الحمير
نشرت صحيفة «الأهرام» المصرية خبراً في الأول من شهر أغسطس/ آب العام 2004 جاء فيه: «في محاولة للالتزام بمعايير الاتحاد الأوروبي، أحالت سلطات مدينة ماردين التركية عشرين حمارا إلى التقاعد بعد أن قضت عشر سنوات في جمع القمامة من الأزقة الضيقة التي لا تستطيع سيارات البلدية دخولها. وقال رئيس البلدية: «إنه سيتم التكفل بإعالة الحمير، وضمان حياة لائقة لها خلال فترة تقاعدها، بعد أن خدمت البلدية بشكل مثالي! وأضاف أن إحالة الحمير المتبقية إلى التقاعد ستستمر، وتتم إقامة حفل خاص لتكريمها بمزيد من الأعلاف!».
هنا ينتهي الخبر، ويبدأ بنا ومعكم البحث عن حال الحمير عند العرب او البحث في حال حمار العرب الذي افتري عليه لزمن طويل واتهم بأباطيل كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان، وظل محل تندر ابتدأ من جحا إلى الحكيم. انطلق هنا وبكل ثقة من فرضية مفادها أن الحمار العربي حكيم، وبما انه حكيم، وحكيم جداً، نراه يرفض الخوض في أمور الحكمة مع غير الحكماء ويلتزم بالصمت إلا في الأوقات الحرجة، المحرجة جداً إذ يظهر بصورة كمن فقد صبره وحكمته ولا نخطئ حين نقول حنكته. وعليه فقد بقي حمارنا العربي في طي النسيان إلا من محاولات خجولة في إخراجه من العزلة المفروضة عليه وتبيان نشاطاته ومدى أهميتها على مدى الصور.
وقبل البدء في تبيان مدى صحة الفرضية لابد لنا أن نستعرض بعض الأمور المهمة عن الحمير بصفة عامة وعن أماكن وجودها وعددها، ما يعيننا على كشف الحقيقة القائلة بأنه مفترى عليه عندنا نحن وخصوصاً أمة العرب.
لا أعرف من أين أتى الحمار، فهو بكل تأكيد لم يهبط من السماء إلى الأرض مع أبينا آدم وأمنا حواء، غير اني من المعجبين به بل من أشدهم اعجاباً بهذا المخلوق الذي يشبه في ألوانه تدرجات قلم الرصاص من رمادي فاتح إلى أسود فاحم. ومعجب أيضا بسلوكه المتدرج أيضا من مازح عظيم إلى مداعب (مغازل) لأنثاه لا مثيل له؛ إلى حانق ينفجر غضباً حين يساء إليه؛ إلى رقيق خجول تتورد وجنتاه كلما مر بموقف يخجل. وقد حاولت تأسيس جمعية للحمير مع بعض «الدكاترة» في مختلف الجامعات التي درست بها، وانضم بعضهم إلى المؤسسة الوليدة ولكنهم كانوا ينسحبون بعد فترة خوفاً على مكانتهم العلمية من أن يصابها الخدش بين الناس.
ولابد من ذكر نتف صغيرة هنا من الذكريات فنقول: «إن لي - وكما هو الحال مع أقراني من زمن الطفولة والصبا - حكايات مع الحمير، فهي بيننا تحمل الرمل والحصي والخضراوات وتجري في الطرقات وتسمعنا صوتها الذي يخترق عنان السماء؛ وكانت تلازمني في إطلاعاتي الأدبية كثيراً لكونها تلعب دوراً بطولياً في حبكة تلك الروايات والقصص، وهي حقيقة من الروائع. والحمير تلازم بعضهم من «الكبار» ملازمة الظل لصاحبه إلى حد أن يدخلها معه إلى البحر والمتنزهات ودور السينما وأينما اتجه وتوجه. ولمن يطمع في شواهد تبرهن على صحة هذا القول نحيله إلى الأدب الغني بقصصهم التي لها دور فعال في رفع مستوى الفكر عند المطلع.
وجاء تعريف الحمار في القواميس المعترف بصدقيتها التعريف الآتي في «لسان العرب»، «لابن منظور»: «النَّهَّاقُ من ذوات الأًربع، اهلياً كان أَو وحشياً، وجمعه أحمرة وحُمُرٌ وحَميرُ وحُمّرٌ، وحَمُرَاتٌ جمع الجمع، كجُزرات وطرُقاتٍ، والانثى حِمارة». وجاء في المستطرف بأنه أنواع : «فمنه ماهو لين الأعطاف سريع الحركة، ومنه ما هو بضد ذلك ويوصف بالهداية إلى سلوك الطريق»
ولصاحبنا الحمار أسماء وكنى عدة منها على سبيل المثال لا الحصر: «الطويل الاذنين» و «أبوصابر» و«أبوزياد» ومن الاخير جاء قول الشاعر:
زياد لست أدرى من أبوه ولكن الحِمار أبوزياد
اما الحمارة فتدعى «أم محمود» و«أم تولب» و «أم جحش» و «أم نافع» و «أم وهب».
وورد ذكره في الكتب السماوية مرات، فقد جاء في التوراة: « فاجابه الرب وقال يا مرائي ألا يحل كل واحد في السبت ثوره او حماره من المذود ويمضي به ويسقيه». وجاء أيضا: «ثم اجابهم وقال من منكم يسقط حماره او ثوره في بئر ولا ينشله حالا في يوم السبت».
وجاء في الذكر الحكيم «وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ» سورة البقرة آية 259. كما جاء أيضا: «كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً» سورة الجمعة آية 5. كما جاء: «وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً» سورة النحل آية 8. كما جاء: «وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ» سورة لقمان آية 19.
وكان للرسول(ص) حمار يدعى «عفير» وآخر يدعى «يعفور» وللحاكم بأمر الله حمار يدعى «قمر».
وجاء في أمثـال العرب الكثير من الامثال التى يرد فيها اسم الحمار، منها: «اكفر من حمار» كما جاء في قول الشاعر:
ألم تر أن حارثة بن بدر يصلي وهو أكفر من حمار.
وقالوا ايضا: «أصبر من حمار». وقالوا ايضا: «مثل الأغنياء والبخلاء مثل البغال والحمير، تحمل الذهب والفضة وتعتلف بالتبن والشعير». وقالوا ايضا: «لا يصبر الحر تحت ضيم وإنما يصبر الحمار»، وقالوا ايضا: «ما يبقى حبيب حتى يصير الحمار طبيب»، كما قالوا: «اقعد يا حمار حتى ينبت لك الشعير».
وجاء في «نهاية الارب» (مج 3 ص 30) «ذَكَّرَنِى فُوِك حِماَرى أَهلي» أصله أن رجلاً خرج يطلب حمارين ضلاّ له، فرأى امرأةً فأعجبته فنسى الحمارين، فلما أسفرت عن وجهها رآها فَوهاء فقال: «ذَكَّرَنِى فُوِك حِماَرى أَهلي»، وقال:
ليت النِّقاب على النساء مًحرَّمُ كي لا تغُرَّ قبيحةُ إنسانا»
أما في الطب فجاء أن بعض اجزاء الحمار علاج ناجع ، إذ ورد في التراث: «إذا طلي بمخه الرأس مع الزيت طول الشعر» و«إذا ركب الملسوع بالعقرب حماراً وجعل وجهه إلى ذنبه صار الوجع إلى الحمار وبرىء الراكب» و«يزعمون أن الرجل إذا قدم قرية فخاف وباءها فوقف على بابها قبل أن يدخلها ونهق كما تنهق الحمير لم يصبه وباؤها».
ويستنكف الكثير من العرب ركوب الحمار الا ان بعضهم وجد فيه معيناً وفائدة. وسأل «خالد بن صفوان» لم يركب الحمار؟ فقال: (...) يمنعنى من أن أكون جباراً في الأرض وأن أكون من المفسدين». وكما سأل الفضل بن عيسى عن سبب ركوبه الحمار، فقال: «إنه أقل الدواب مؤونة وأكثرها معونة».
وذمه طبعاً كثيرون فقد جاء عن عبدالحميد الكاتب أنه قال: «لا نركب الحمار فإنه إن كان فارها اتعب يدك وإن كان بليداً أتعب رجلك». وقال أعرابيّ: «الحمار بئس المطية إن أوقفته أدلى وإن تركته ولى، كثير الروث قليل القوت، لا توقى به الدماء ولا تمهر به النساء ولا يحلب في الإناء». وقال الزمخشرى: «إن الحمار ومن فوقه حماران شرّهما الراكب».
ومن النوادر ذات الصلة: «مر ميسرة البراس يوماً بقوم وهو راكب حماراً فدعوه إلى الضيافة فذبحوا له حماره وطبخوه وقدموه إليه فأكله فلما أصبح طلب حماره ليركبه فقيل له هو في بطنك»، هنا نتذكر بيع لحم الحمير في الجزائر في القرن الحادي والعشرين!
وللحمار في بقع من العالم رمزية، بعضها معروف ومشهور جداً، مثل: الحمار رمز الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأميركية وشاهدناه مراراً يصارع الفيل على ضخامته جسدا وفكراً وينتصر عليه مراراً وهو ما يدل على حدة في الذكاء. كما يتخذ رمزاً للضعة، و للتواضع، وفي الديانة اليهودية هو رمز «حمار بلعام» التى تكلمت مع سيدها، والحمار في الحضارة الاغريقية والرومانية «كرسي الحمار» رمز الحماقة ورمز العناد، وهو «طربوش الحمار» رمز الجهالة، وهو رمز «بوزيدان» لرئيس جامعة باريس في القرن الرابع عشر.
وفوق هذا وذاك، يقال عنه إنه جبان، إذا رأى اسداً رمى نفسه عليه يريد الهرب منه، وسنجد ان يحيى حقي يختلف في هذا الامر. ويقال ايضا إنه حاد السمع، ذكي، وإذا رُبِط حجر في ذنبه توقف عن النهيق، وهذه الصورة يتفق بشأنها الجميع.
يصف من ثم «حقي» الحمار بقوله: «له جسم مفصل ظهره في مستوى يد الإنسان، خفة وزنه تعينه على هبوط الأخاديد وتسلق جوانبها، له حافر دقيق، اذا قارنته بخف الجمل أو حافر الجاموسة المبرطش يتشمم ويبصر المطبات ويختار من بينها مسلكاً، فكأنما يمت للماعز بنسب، يتحسس طريقه، يمرق من المآزق ويثبت عند المزالق، قوائمه طوع أمره كالخيرزان. له جلَدٌ على الجرى، ويحفظ الطريق، ينتظم في القافلة لا يربكها. لا يعرف الجموح ولا يقفز خوفاً من خياله كالحصان (...) غلبان يبلع الإهانات، بخس الثمن نادر الامراض، لا تنتفخ بطنه على ندى البرسيم كما يحدث للجاموس، لا يجر صاحبه إلى الترعة، بل إذا طلب الاستحمام سار وحده ليتمرَّغ في التراب».
وبحسب إحصاء منشور، نجد أن «مصر» الدولة العربية الوحيدة التي بها عدد مهول من الحمير، إذ لديها أكثر من ثلاثة ملايين حمار تليها السودان بسبعمئة وخمسين ألف حمار، عُمان لديها أكثر من 29 ألف حمار، اليمن لديها نصف مليون حمار، السعودية مئة ألف حمار، المغرب ما يقارب المليون حمار، تونس لديها مئتان وثلاثون ألف حمار، سورية لديها ما يقارب مئتين وسبعة عشر ألف حمار، ليبيا لديها 30 ألف حمار، الجزائر لديها 170 ألف حمار، لبنان لديه خمسة وعشرون ألف حمار، الأردن لديه ثمانية عشر ألف حمار ولم يأت التقرير بأرقام خاصة بدول الخليج فيما عدى البحرين فعدد الحمير فيها يبلغ الصفر ولا أظنه صحيحاً.
احصائياً كلما زاد عدد الحمير تزداد حالات التدهور الاقتصادي والثقافي والسياسي طبعاً فقط في العالم العربي، إذ يختلف الأمر في كل من الصين التي يزيد تعداد الحمير فيها على الثمانية ملايين حمار نرى الاقتصاد والصناعة والسياسة في حال متقدمة جداً؛ فنحن نرى أن الولايات المتحدة الاميركية على حجمها المهول جغرافياً وعسكريا وسياسيا واقتصاديا لديها اثنان وخمسون ألف حمار فقط وهو رقم ليس من الصعب تصديقه لما للولايات المتحدة من سبق في وسائل المواصلات من طيران وسكك حديدة وبواخر وباصات وصواريخ إلى الفضاء ولما لها من سبق في عالم ثورة الاتصالات والمعلومات التي قد تكون سببا في قلة الحمير الأميركية ويمكن أن يكون السبب في ذلك هو أن الحمير لم تجد لها موقعاً هناك ولم تعد لها الأهمية التي نراها في مواقع أخرى من العالم وهي لربما هاجرت إلى جارتها المكسيك، إذ نرى عددا كبيراً من الحمير يزيد على الثلاثة ملايين ونصف مليون حمار. لنأخذ فرنسا بلد العطور والحرية والنور فيوجد بها خمسة عشر ألف حمار وهو أيضا رقم صغيرٌ جداً إذا ما قورن بدول أخرى في أوروبا. ويعود سبب ندرة الحمير فيها إلى عدم وجود البيئة الملائمة لوجودها، فالأرض الفرنسية لم تعد أرضا خصبة لكي يرعى فيها الحمير بمختلف أنواعها، ولذلك نعتقد أنها هاجرت إلى الدول التي يهاجر منها الإنسان طلباً للحرية والكرامة والعمل الشريف في فرنسا. سويسرا مثلا لديها ألفا حمار وهي أيضاً من الدول المتقدمة ولا أشك في أن حميرها الألفين هي الأخرى متقدمة ومحفوظ لها حقوقها كاملة من دون نقصان وإن أعلنت أن الدولة تعاني من تزايد في عدد الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر فيها.
ومما يصعب تصديقه هو إن التقرير لم يذكر حمير بريطانيا مطلقاً، وهذا شيء ملفت للنظر حقاً، فقد يصح أن نقول إن الدولة التي لم تكن تغيب عنها الشمس استهلكت جميع حميرها في ترحالها حول العالم وعندما انتهت من جولتها تركتها هناك لترعى لقلة الحاجة والصنعة لها في بلاد المنشأ! وقد يكون السبب أن بريطانيا قطعت صلتها بجميع الحمير لسبب تخوفها من أن يقوم حمار بمغازلة خيل فيضيع معها سلالة الخيل البريطانية التي حافظوا عليها لسنوات طوال. للعلم فقط الحمار والخيل من بين الحيوانات جميعا يتصاهران! وهذا دلالة على الرقي وعدم عنصريتهما في مملكة الحيوان.
ملاحظة أخرى جديرة بالذكر، هناك بعض الدول التي ليس لديها حمير إطلاقاً أو أن تعداد حميرها قليل جدا وبالكاد يذكر في الاحصاءات الدولية، هذه الدول لا تتمتع بالحياة المتقدمة نفسها التي تتمتع بها الدول التي يقل فيها عدد الحمير، فهي لم تزل في مؤخرة العالم من الناحية الاقتصادية والمعرفية، مثلاً: بلغاريا لديها خمسة حمير فقط، الكونغو صفر حمار، تايلند ثمانية وعشرون حماراً، الضفة صفر حمار (ربما أرسلوها إلى «اسرائيل» للعمل هناك نظير العلف أو للتلف).
نترككم مع هذه النتف التي قد تشي بشيء مفيد:
الكاتب المصري «يحيى حقي» وجد سعادته مع الحمير، فبدورنا نسأل هل وجدت الحمير سعادتها مع «يحيى حقي»؟
جاء في البخلاء للجاحظ:
لقد ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار
بدورنا نسأل هل ستنقرض الحمير من عندنا كما انقرضت في الدول المتقدمة نتيجة الحرية وحقوق الإنسان وكرامته؟، نتمنى ذلك.
نشرت صحيفة «الوطن» الكويتية في عددها الصادر يوم الاثنين الثاني من شهر أغسطس (هو اليوم الذي تتذكر فيه الكويت ذكرى الغزو «الصدامي» لأراضيها العام 1990 من الشهر نفسه)، خبراً على صفحتها الأخيرة بعنوان «أجر الحمار أعلى من أجر الممثل!» ذكرت فيه أن «الاجر اليومي (للحمير)، «التي تشارك في تصوير مسلسل تلفزيوني مصري» بلغ نحو 50 جنيها (8 دولارات تقريبا) للحمار الواحد في حين بلغ أجر أعضاء المجاميع (الكومبارس) نحو 30 جنيها (5 دولارات تقريبا) للممثل الواحد». وأضافت نقلا عن «صحيفة الاخبار» المصرية «إن المخرج مصطفى الشال الذي يقوم حاليا بتصوير المشاهد الخارجية لمسلسل «الامام النسائي» طالب جهة الانتاج بتوفير عدد من الحمير بلغت 10 حمير لتصوير مشاهد تنقلات الامام وزوجاته، وتقاضى الحمار الواحد مبلغ 600 جنيه خلال 12 يوم عمل في حين يتقاضى أفراد المجاميع العاملون في المسلسل نفسه مبالغ تتراوح بين 20 إلى 30 جنيها للفرد عن المدة نفسها.
مع هذا الخبر نختتم هذه العجالة التي تشير نهايتها إلى أن العالم العربي يسير في المسار الصحيح لكون الحمير أصبحت من طلائع الحاصلين على حقوقهم نتيجة حكمتهم وحنكتهم بعد زمن طويل من الظلم والقسوة وسوء الفهم الإنساني. نتمنى لكم ولنا المصير نفسه يا شعوب الأمة العربية
العدد 707 - الخميس 12 أغسطس 2004م الموافق 25 جمادى الآخرة 1425هـ