العدد 706 - الأربعاء 11 أغسطس 2004م الموافق 24 جمادى الآخرة 1425هـ

ابن الوطن... وكفى

محمود السيد الدغيم comments [at] alwasatnews.com

-

قليلون هم من يوحدون الناس بمختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية، وقليلون هم من يحظون بحب الجماهير العفوي غير المتكلف وغير المفروض، ومن هؤلاء بلا شك الفقيد عبدالله فخرو. الواقع أن فخرو جمع بموته الأضداد، وإن كان كلٌ على شاكلته.

فالبعض نماه إلى بعد مناطقي، وفي دائرة الافتخار بتاريخ ونضال الكثير من قرى ومدن البحرين، يمكن أن يكون هذا الرمز محفزاً على البحث عن مشتركات الوطن، أو باعثاً على الفخر الذاتي واحتكار الأمجاد، ولكن المعدن الأصيل لفخرو أنه ابن الوطن... وكفى.

قبل فترة، كانت هناك دعوة إلى تجاوز المواقع الرمزية، لكونها سببا مباشراً في وجود التكلسات الطائفية والحزبية، وتخندق الكثيرين حولهما، وذلك بالاتجاه مباشرة إلى أبناء الشعب أيا كان انتماؤهم بوصفهم مواطنين، ويبدو أن رحيل فخرو عمق هذه الرؤية بشكل أكبر، فحمل راية الوفاء لهذا المناضل ولتاريخه في الدفاع عن حقوق الناس وهم أبناء الوطن بلا استثناء من دون لافتة طائفية، وهذا مؤشر على أن اللحمة الوطنية بإمكانها أن تتجاوز المواقع - الرمز التي تتكلس في الدائرة الطائفية الحزبية، لأن مصالحها ضيقة ولا تخدم أبناء الوطن.

في قبال ذلك، توجد على الساحة الوطنية مجموعة من الملفات الوطنية التي تعيش فيها القوى السياسية مفارقات واختلافات عجيبة، لا لكون هذه الملفات تبتعد عن روح الحق والمصلحة العامة، وإنما بسبب إعمال المصلحة الذاتية في هذه الملفات، وربما يأتي رحيل الفقيد عبدالله فخرو ولحمة الناس معه، لوقوفه مع الناس من دون تجزئة ملفاتها، جرس إنذار إلى أن ابن الوطن سيعي عما قريب مصلحته ومن يقف وراءها بعيداً عن الخلافات الحزبية والسياسية، وتجزئة ملفاتها أو تقديمها وتأخيرها بناء عليها، وعند ذلك لن يتذكر الناس إلا من يقف معهم، وستزول غشاوة الحزب والطائفة لتصحو كلمة الوطن

العدد 706 - الأربعاء 11 أغسطس 2004م الموافق 24 جمادى الآخرة 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً