تمكن منتخبنا الوطني لكرة القدم من تحقيق إنجازات كبيرة خلال الأربع سنوات الماضية، وتوجها بالحصول على المركز الرابع آسيوياً في البطولة الأخيرة في الصين. وبتنا الآن نملك جيلاً ذهبياً من اللاعبين الشباب القادرين على تأمين الاستمرار والإنجازات خلال السنوات القليلة المقبلة. ولكن ماذا سيحصل لمنتخبنا بعد تقاعد معظم اللاعبين الحاليين وانتهاء زمن هذا الجيل الذهبي، هل سترجع الكرة البحرينية إلى سابق عهدها كرة ضعيفة وتشارك في البطولات من أجل المشاركة فقط؟. قد يعتقد البعض أنه من المبكر التحدث عن هذا الموضوع وخصوصاً أننا نعيش احتفالات كبيرة بالإنجازات التي تحققت، ولكن نظرة فاحصة إلى الدول المجاورة لنا وما وصلت إليه كرتها من تراجع بعد أن كانت على قمة الهرم الآسيوي بفعل غياب التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى يجبرنا على ضرورة التفكير في المستقبل من الآن وعدم الركون إلى الإنجازات الوقتية التي تزول بزوال المسببين لها.

الناظر إلى حال الكرة الكويتية التي كانت في السبعينات وبداية الثمانينات الأقوى خليجياً والأفضل آسيوياً عندما حققت البطولة العام 1980 ثم انتقلت إلى العالمية بوصولها إلى كأس العالم العام 1982، وما وصلت إليه الآن من تراجع بعد اعتزال اللاعبين الذين حققوا هذه الإنجازات بفعل غياب القاعدة الحقيقية القادرة على تأمين الاستمرار لأن المسئولين هناك اكتفوا بالإنجاز الوقتي ونسوا التخطيط إلى المستقبل، وكذلك حال الكرة السعودية التي حافظت على وجودها في المباراة النهائية لكأس آسيا لخمس مرات متتالية في إنجاز فريد من نوعه وحققت البطولة 3 مرات ووصلت إلى العالمية بتأهلها إلى كأس العالم لثلاث مرات متتالية ومع ذلك سقطت سقوطاً مريعاً وخرجت من الدور الأول في البطولة الآسيوية الأخيرة لأن كل اللاعبين الذين صنعوا هذه الإنجازات اعتزلوا الآن من دون وجود البديل المناسب لهم، والمسئولين هناك أسروا بالإنجازات الوقتية. وعلى العكس من ذلك نشاهد التجربة اليابانية المميزة والتي لم يكن لها وجود على مستوى كرة القدم في القارة الآسيوية سابقاً أما الآن فهي على القمة من دون منافس، والمستقبل لكرتها أكبر من ما حققته الآن لأنهم ينظرون إلى المستقبل دائماً ويعدون الأجيال تلو الأجيال وكلما أتى جيل كان أقوى من سابقه، فبأي التجارب سنقتدي نحن؟