ليس شرطا أن تمتلك قوة قادرة على التدمير وممارسة الجوْر كي تكتسب صفة الطاغية، فحتى من دون كل ذلك يمكنك أن توقظ في نفسك طاغية مؤجلا، أنت وحدك القادر على منحه صفة واستئناف الدور! فالطاغية مشروع ارادة على مستويين، مستوى صاحبه ومستوى الأمة، اذ كل أمة بيدها أن توجدالطاغية أو أن تكرّسه ممارسة وفعلا وسلوكا.
(2)
الطاغية المثقف: شر مستطير، مثله مثل الجرب والجذام، متى ما وُجد في وسط يحيله الى مشروع مقابر ومناحات ومجالس عزاء... فيما الطاغية الأميّ يظل رهين القوة ومتى ما توافر لتلك القوة ما يروّضها يصبح الطاغية اياه قابلا للترويض، ولحظتها يصبح مشروع تاريخ لطاغية، فيما المستقبل يمضي كما يجب!
(3)
الطغيان الصادر من مثقف يمر بطور «اليأس» يفوق مثيله من الطغيان الصادر من «جنرال» بالوراثة. فالأول يتبنى تطبيق الحد الجماعي لأن امرأة عمدت الى شعره أو شاربه فقصته، فيما الثاني يطبق حده ضمن حال من الهوس والمزاج وعقدة المؤامرة وان كان أصلع أو أجرد!... أصلع التوجه وأجرد في مضمون ما يفرضه على الناس!
(4)
تقرأ مقطعا من نص له في احدى النشرات المغضوب عليها من قطاع كبير من المجتمع... فيما هو يلطم آناء الليل وأطراف النهار وخلال جلسات غالبيتها مع الطيف النقيض ويهمس: أولئك هم العدو الأول لمهرجانات السواد والأعياد الشحيحة، فاحذرهم قاتلهم الله أنّى يؤفكون!
(5)
مازال الدجالون بزواياهم الاستثمارية يحصدون مزيدا من الخسارات والفشل وتراكم الديون والمحاضر المؤجلة والاستدعاءات التي تجند لها فرق للقبض عليهم وهم متلبسين بجرم مبتكر: التوسل لماكينات الصراف الآلي كي تقرضهم ما يستطيعون به اتمام مشروع الدجل وتوسعة الزوايا الاستثمارية!
(6)
لأنه مدمن رشوة
يعمد الى رشوة الوقت
كي يُسقط القمر في اكتماله
لينصب به على الجوعى
بإيهامهم انه رغيف!
(7)
لا شيء...
فقط راقبوه وهو ممسك بكتاب
سيذكركم بتخريب المتاحف
حرق المكتبات
وطمر الميادين...
(8)
حين يأوي الى النوم
راقبوا الطقس
تحسسوا الهواء
واختبروا الأوكسجين
وتفحصوا طبقة الأوزون
ستكتشفون انها معافاة
لأنه في موته المؤقت!!!
(9)
حين يرفع يديه للسلام
ينتابك الفالج
وتتيقن انه وباء الحروب!
(10)
يهديك سرباً من حمام
وحين يغادر
تفاجأ بأنه ماراثون من أفاع!
(11)
حتى وهو يصلّي
يحنّ لـ «آياته»
و«الرسل» الذين نصّبهم في لوثة العظمة!
(12)
يقرر ادخال تحسين على اللغة
يبدأ بحرف (الألف)
لأنه عصيٌّ على الانحناء
فيحيله الى قوس يغتال بها بقية الحروف!
(13)
ذات يوم وقع في يده «طوق الحمام»
فأقسم أن تكون رعيته من الغربان
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 706 - الأربعاء 11 أغسطس 2004م الموافق 24 جمادى الآخرة 1425هـ