العدد 706 - الأربعاء 11 أغسطس 2004م الموافق 24 جمادى الآخرة 1425هـ

إلى علي الدميني، معتزِلاً بين جدرانه الأربعة...

المجدُ والحريةُ لك أيها الشاعر

المحرق - حسين السماهيجي 

تحديث: 12 مايو 2017

لَهُ...

للتي دقّت النّافذه

بأجنحةٍ من مرايا القتيل

تزيّنه في الحكايةِ

يسدلُ نَصًّا على جُرْحِهِ

ويصلّي لطعنتِهِ النّافذه

تتميز تجربة الشاعر علي الدميني من بين أقرانه في التجربة الشعرية المعاصرة في المملكة العربية السعودية، بأنها تصل ما بين المتلقي وبين النص بما هي التفاتٌ إلى الممكن الجمالي بغض النظر عن شكلانيته، ووعيٌ بأنّ لحظة التلقي الشعري تتجاوز السياق الكتابي- باعتباره السياق الجوهري لعملية التواصل - إلى سياق إنساني يتغيّا تشكيل محطات وسيطة للعبور إلى السياق الكتابي.

من هنا نفهم ثيمات التواصل التي يصر الشاعر على تخليقها وتطويرها في محطات حياته باعتبارها إشارات دالّة تتيح المجال لقراءات شمولية لعلي الدميني/النص المفتوح على سياقات متعددة.

إنها حالةٌ يتصاعد فيها وعبرها هذا النموذج الشعري الذي خرج في سبعينات القرن الماضي معتمرًا عباءة الحداثة، هو وأسماء أخرى في الساحة السعودية مثل سعد الحميدين ومحمد جبر الحربي ومحمد الثبيتي وغيرهم، هذا مع الالتفات إلى أن شعراء هذا الجيل يجدون في الشاعر محمد العلي مرجعية حداثية ذات صلة بالسياق العام. ومن القطعي- ولهذا الموقف دلالته التاريخية- ان علي الدميني ومجايليه يتذكرون موقف محمد العلي من قضية الحداثة والهجومات الشرسة التي شنّت عليها قبل أكثر من خمسة عشر عامًا، وانه كان المبدع الوحيد الذي تجرأ على الكلام والرد ضمن أجواء خانقة ومعادية في الوسط العام اضطرت الكثيرين إلى الصمت.

علي الدميني يتناسل من كل ذلك، وبالخصوص من تجربة حياتية تصل ما بين الإبداعي والالتزام الحياتي بنهج فكري مخصوص، ولهذا يعتبر علامة فارقة في المشهد الإبداعي في المملكة العربية السعودية... على أن هذا الشاعر بكل عطاءاته ونتاجاته المتعددة إنما يستحق التكريم، وأن يكون طائرًا حرًّا تفتح له فضاءات الحرية والإبداع.

فلك المجد والحرية أيها الشاعر...!

قال علي الدميني، في مجموعته الشعرية (بأجنحتها تدق أجراس النافذة)، من قصيدة «فوضى الكلام» التي أهداها إلى الشاعر والمناضل أحمد الشملان:

وليكن أن ينامَ الشجرْ

عاريًا في المياهْ

واضعًا شبهةَ التوت كي لا نراهْ

جانبًا، وليغني:

أنا ابن السلاطين والأتقياء

شقيق الحفاة العصاهْ

وصنو المحبين والقانتين

إذا حان وقت الصلاهْ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً