احتلت ياميل الداما بطلة الوثب الثلاثي المركز الرابع في دورة سيدني الاولمبية حين خاضت المنافسات تحت علم بلادها كوبا.
لكنها ستخوض المنافسات في أثينا بوصفها لاعبة سودانية، قفزة غير عادية في الانتماء لا تخالف أي قواعد لكنها توضح جوانب القصور في النظام.
الجنسية في الرياضة التي كانت ذات يوم أمرا واضحا تشوهت في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وتزايد انتقال المواهب من الدول الفقيرة إلى الدول الغنية.
سيمثل الرباعون المولودون في ألبانيا والاتحاد السوفياتي اليونان في دورة أثينا بينما ينافس بعض من أفضل المواهب الكينية في سباقات العدو للمسافات المتوسطة باسم قطر.
وربما يكون الأكثر غرابة من كل هذه الحالات ميرلين أوتي التي فازت بمجموعة من الميداليات الاولمبية لجاميكا في ست دورات اولمبية لكنها في أثينا ستخوض المنافسات باسم سلوفينيا.
كانت آخر مرة مثلت فيها الداما كوبا في الدورة الاولمبية العام 2000 وتلتزم بلادها بشدة بقواعد الرابطة الدولية لاتحادات ألعاب القوى التي تنص على أنه لابد من مرور ثلاث سنوات قبل أن يخوض لاعب منافسات تحت علم دولة أخرى.
وبمجرد انتهاء السنوات الثلاث كان على الداما أن تعثر على دولة أيقضي عقوبة في بريطانيا منذ العام 2001 مع طفلها وهي متزوجة من بريطاني يقضي عقوبة بالسجن 15 عاما لاتجاره في الهيروين.
لكن بريطانيا تتبع نهجا شديد الصرامة فيما يتعلق بالإقامة وخشيت الداما من ألا تكون مؤهلة للمشاركة في دورة أثينا في الوقت المناسب.
وذكرت تقارير صحافية أنها حاولت جس نبض ايطاليا وجمهورية التشيك لكنها في نهاية المطاف اختارت السودان الدولة ذات الميراث الاولمبي الذي لا يذكر وعملية الحصول على الجنسية السريعة. ولا يبدو أن لالداما أية صلة بهذه الدولة الإفريقية.
وبعد حصولها على جواز السفر السوداني اتصلت بالرابطة مطلع هذا العام فأعطتها الضوء الأخضر لخوض المنافسات.
لكن أوتي (44 عاما) كانت أوفر حظا. كانت آخر مرة تشارك فيها في منافسات باسم جاميكا في دورة سيدني إذ فازت بفضية في سباق التتابع وتعيش في سلوفينيا منذ العام 1998.
في مايو/ أيار العام 2002 أعطتها سلوفينيا الجنسية وسمحت لها جاميكا بالمنافسة باسم دولتها الجديدة على الفور.
وتضيف حالة الداما عنصرا جديدا لقضية الجنسية فقد اختارت الانتقال إلى دولة نامية حتى يتسنى لها المنافسة فحسب بينما تتعلق معظم الحالات بانتقال الرياضيين لتحسين أوضاعهم الشخصية والمالية.
وأدى انهيار الاتحاد السوفياتي العام 1990 الذي كان يولي اهتماما كبيرا بالإنجازات الرياضية إلى هجرة جماعية للرياضيين والمدربين الساعين إلى دفع حياتهم العملية قدما في بلاد لايزال التمويل الكافي متاحا فيها. ولا يواجه المسئولون الدوليون إلا بضع مشكلات مع تغيير الجنسية طالما اتبعت القواعد المنظمة.
فهم يشيرون إلى الميثاق الاولمبي الذي يقول «ممارسة الرياضة حق من حقوق الإنسان. لابد أن يتاح لكل فرد إمكان ممارسة الرياضة بما يتفق مع حاجاته أو حاجاتها». لكن دخول الدول الغنية بالنفط مثل البحرين وقطر إلى المعادلة سبب قلقا انتشر على نطاق واسع. وفاز العداء الكيني ستيفن شيرونو الذي غير اسمه إلى سيف سعيد شاهين بذهبية سباق ثلاثة آلاف متر حواجز لقطر في بطولة العالم العام 2003. ومثل أكثر من عشرة كينيين دولا مختلفة في البطولة التي جرت في باريس.
ولم يكن من الممكن لهم تغيير انتمائهم وهو ما يحدث بسبب العروض التي تنهال عليهم بمبالغ باهظة لولا البند المنصوص عليه ضمن لوائح رابطة الاتحادات الدولية لألعاب القوى التي تسمح بخفض الفاصل الزمني من ثلاث سنوات إلى سنة واحدة بموافقة الدولتين.
وانتقد رئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روج مسألة تغيير الانتماء وقال «ما لا يعجبنا هو أن الرياضيين يتعرضون لإغراءات بحوافز كبيرة من جانب الدول الأخرى التي تمنحهم جوازات السفر بمجرد وصولهم إلى المطار».
«من وجهة نظر أخلاقية يتعين علينا تجنب هذه السوق لانتقال اللاعبين». وفي أثينا يتضح تعقيد المشكلة أكثر من هذا من خلال مشاركة فريق البيسبول اليوناني في الدورة التي تقام على أرضه إذ يضم الفريق في صفوفه لاعبا واحدا يوناني المولد أما الغالبية الساحقة فهي من لاعبين مقيمين في أميركا الشمالية لم يقم معظمهم بزيارة اليونان قط وتأهلوا فقط لأن أجدادهم أو جداتهم كانوا يونانيين
العدد 705 - الثلثاء 10 أغسطس 2004م الموافق 23 جمادى الآخرة 1425هـ