استوقفني إنجاز منتخبن الوطني لكرة القدم الذي حققه في البطولة الآسيوية واحتلاله المركز الرابع بين عمالقة الكرة في القارة الصفراء وعن الطريق الذي جاء منه هذا الإنجاز، وهو الدعم الكبير الذي تقدمه المؤسسة العامة للشباب والرياضة إلى المنتخب منذ 4 سنوات قفزت بالفريق الوطني ووضعته في مصاف الخمسين منتخبا الأفضل في العالم.
المشاهد الخارجي عندما شاهد الأداء الرفيع الذي قدمه المنتخب في بطولة الصين، وبعدما رأى النجم علاء حبيل وهو يرفع الحذاء الذهبي كأفضل هدافي الدورة، تبادر في ذهنه سريعاً أن هؤلاء اللاعبين يلعبون في إحدى البطولات الشيقة والقوية في الوطن العربي أو حتى في القارة نفسها، ويمارسون نشاطاتهم في أفضل المنشآت الرياضية النموذجية لممارسة كرة قدم صحيحة.
وما جعل ذلك الصيني الذي كان إلى جانب أحد أصدقائنا في الطائرة نفسها الذاهبة إلى الصين قبل انطلاقة البطولة في بلده يسأل عن البحرين، وأين مكانها، وكم يبلغ عدد سكانها أحد الأمور التي تدلل على أن الرياضة تساهم في معرفة الشعوب ببعضها بعضاً.
وما يجعلني أخوض غمار هذا الموضوع هو إحساسي بأن الإنجاز هذا يحتاج إلى دراسة واعية ودعم قوي وخطة مستقبلية للحفاظ على هذه المرتبة التي وصل إليه المنتخب، فهؤلاء اللاعبون سيكونون مع الفريق طوال السنوات المقبلة وسيقدمون العطاء الذي يواصلون من خلاله رفع التصنيف الشهري للفيفا، إلا أن ذلك لن يطول إلى الأبد كما يحدث في منتخب البرازيل، ذلك أن المنتخب سيظل بحاجة إلى مصنع يصنع لاعبين جدد يعتمد عليهم في المستقبل، ولن يتحقق هذا إلا عندما تكتمل الصورة التي تعتبر في الوقت الحالي غير مكتملة، فإنجاز من دون منشآت للتدريب واللعب الجيد، ومن دون دوري قوي يبرز فيه أكثر اللاعبين المتألقون، سنكون خارج الساحة بعد سنوات، وسنرجع إلى الوراء، وسنندب حظنا العاثر على هذا الإنجاز بعدما وصلنا إلى مراتب الشهرة والتألق.
الواجب من المؤسسة العامة للشباب والرياضة باعتبارها الحاضنة إلى أندية المملكة، وكونها المحرك الأول لجميع المسابقات الرياضية في البحرين أن تتحرك بسرعة لوضع الشيء في مساره الصحيح من خلال بناء الأندية النموذجية التي تعتبر الهم الأكبر في عيون إدارات الأندية وخصوصاً تلك التي لا تمتلك حتى ملعب مزروع تتدرب عليه من أجل تقديم عرض قوي في منافسات الدوري التي تلعب فيها هذه الأندية، فاللاعب وإدارات الأندية ملت من البيانات التي تؤكد اقتراب موعد البدء في بناء الأندية النموذجية، إذ لم يحدث أي شيء على أرض الواقع سوى وضع أحجار للأساس لا تغني من الجوع شيئا، ولا تطور الكرة أبدا، فوضع حجر الأساس لنادي الرفاع، ومن ثم عرض مناقصات نادي الشباب ودفن المكان الذي سيبنى عليه بعض الأندية ومنها النجمة سوى شكليات لا تفيد في تطور الرياضة البحرينية، فالواجب المسارعة في البناء حتى نحافظ على إنجاز منتخبنا الوطني الذي لابد أن يستمر، ونواكب الأمم المتطورة
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 705 - الثلثاء 10 أغسطس 2004م الموافق 23 جمادى الآخرة 1425هـ