أعلن رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي عفوا محدودا عن العراقيين المتورطين في جرائم صغرى وعدد من رجال النظام السابق كما دعا الزعيم الديني مقتدى الصدر للمشاركة في الانتخابات. لم نسمع حتى الآن بأن هناك استجابة لدعوات علاوي للتائبين بأن يعلنوا عن أنفسهم عند أقرب مركز للشرطة، والسبب كما يبدو أن المقاومة التي تستهدف الاحتلال (وليس الإرهابيين) غير مقتنعة أصلا ربما بهذه الحكومة ولا حتى برموزها.
وعلى رغم أن غالبية الشعب العراقي وشعوب المنطقة لا تريد أن تستمر دوامة العنف في العراق إلا أن ما حدث في العراق من تغيير منذ البداية لم يكن بالطريقة المقبولة أو المشروعة أو الجائزة. فلو أن نظام صدام أسقط من خلال انتفاضة شعبية عارمة من جنوب الرافدين إلى شمالهما أو حدث انقلاب أبيض من داخل مؤسسة الجيش أو حل التغيير بأية طريقة أخرى من داخل البلد لجاءت حكومة معترف بها من الجميع. بيد أن التحولات في العراق جاءت بطريقة قسرية هزت الضمير العالمي من خلال غزو من دون وجود مبرر ولا حتى شرعية دولية.
وحتى بعد مجيء الحكومة الحالية كانت هناك أخطاء ارتكبت بحق المقاومة فحدثت تجاوزات مثلا في الأماكن المقدسة إذ سرحت القوات الأميركية ومرحت مستخدمة القوة المفرطة من دون ضوابط كما نص قرار مجلس الأمن الذي قضى بأن تكون العمليات منسقة والدليل على هذه التجاوزات تصريحات نائب الرئيس العراقي إبراهيم الجعفري الذي شجب فيها ما قامت به القوات الأميركية من قتل عشوائي في النجف ومن قبل في الفلوجة.
لم يكن توقيت العفو أيضا مناسبا وقعقعة السلاح هي السائدة من جانب القوات الاحتلال لذلك من الطبيعي ألا تجد الحكومة من يجيبها في إعلان العفو وان كنا نتمنى حدوث ذلك حقنا للدماء
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 705 - الثلثاء 10 أغسطس 2004م الموافق 23 جمادى الآخرة 1425هـ