العدد 704 - الإثنين 09 أغسطس 2004م الموافق 22 جمادى الآخرة 1425هـ

تأكيد خلق شروط حوار بين شمال المتوسط وجنوبه

ندوة «مستقبل أوروبا الموسعة» بأصيلة:

أصيلة ( المغرب) - المصطفى العسري 

تحديث: 12 مايو 2017

دشن منتدى أصيلة 26 لهذه السنة فعالياته الرئيسية، بندوة تهم العلاقات عبر المتوسط التي اختير لها عنوان «أوروبا الموسعة والتعاون الأوروبي المتوسطي... أي مستقبل؟» إذ أكد المشاركون ضرورة توحيد المواقف السياسية لدى الدول العربية من جهة ومواقف دول أوروبا من جهة أخرى لتحقيق شروط حوار وتعاون شمال جنوب وعلاقات شراكة في مختلف المجالات وإيجاد سبل لحل القضايا العالقة وأبرزها قضية الشرق الأوسط.

في اليوم الأول من هذه الندوة التي ترأسها وزير خارجية المغرب محمد بن عيسى والذي خصص لمحور «أوروبا الموسعة... أية حدود وأية مقومات؟» طرحت الكثير من الأسئلة عن مستقبل العلاقات العربية الأوروبية والمتوسطية في ظل الأجواء الجديدة التي أفرزها توسيع الاتحاد الأوروبي نحو الشرق، وعن الدور الذي ستضطلع به هذه المنظومة ومدى تأثيرها على دول الجوار وخصوصاً الدول العربية.

وخصص عدد من المحللين والسياسيين الجزء الأكبر من مداخلاتهم خلال جلستي الندوة للوضع في الشرق الأوسط والنزاع العربي الإسرائيلي باعتباره القضية المحورية في العلاقات العربية الغربية عموما، والعربية الأوروبية خصوصا، إذ تتباين مواقفهم بشأن ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه سياسات رئيس وزراء «إسرائيل» ارييل شارون إذ اعتبروا أن هذا الأخير استفاد من دعم واشنطن اللا نهائي على حساب الاستقرار في المنطقة وعلى حساب حقوق الشعب الفلسطيني العادلة وأمنه القومي.

إضافة إلى القضية الفلسطينية كان الوضع في العراق حاضرا خلال أشغال جلستي يوم الاثنين إذ تركز النقاش على الدور الذي يمكن للاتحاد الأوروبي، في حلته الجديدة، أن يلعبه في المنطقة، ومدى استقلالية الموقف الأوروبي عن الموقف الأميركي. واعتبر المشاركون أنه حان الوقت لترسيخ حوار عربي أوروبي حقيقي يستند إلى نبذ الاحتلال واحترام حقوق الإنسان ورفع تحديات الهجرة غير الشرعية والأخذ في الاعتبار حرية تنقل الأشخاص التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

في هذا الإطار اعتبر رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية بلشبونة السينيور ألفارو فاسونسيلوس أن على بروكسل أن تضع إطارا جديدا لعلاقتها مع دول الجوار والاهتمام أكثر ليس فقط بالبعد الاقتصادي في هذه العلاقات بل بالأبعاد السياسية، الاجتماعية والثقافية أيضا بالنظر إلى تأثيرها الواضح على التنمية، معتبرا أن بإمكان المنظومة الأوروبية أن تقوم بدور طلائعي في المجتمع الدولي وتفعيل تدخلها في الحسم في الكثير من القضايا العالقة غير أن ذلك يبقى بحسب فاسونسيلوس رهينا بالتوصل إلى توافق تام في المواقف والسياسات وتوحيدها بين ضفتي المتوسط.

من جانبه تساءل الخبير الاقتصادي وزير المالية السابق في لبنان جورج قرم عن مستقبل علاقات الدول العربية مع الاتحاد الأوروبي وخصوصاً أمام تصاعد نفوذ واشنطن وقوتها الاستراتيجية والاقتصادية وعن الإجراءات التي ستتخذها أوروبا الموسعة تجاه قضايا الهجرة والإرهاب والديون المترتبة على دول الجنوب.

وتساءل الخبير اللبناني خصوصاً عما إذا كانت أوروبا ستقبل بمفهوم الإرهاب الذي اعتمدته الولايات المتحدة، داعياً في هذا الصدد إلى ضرورة العودة إلى روح بيان البندقية وتفعيله بما يخدم العلاقات والأمن وقضايا السلام والاستقرار.

وخلال تدخله ذكر موراتينوس ان أوروبا الموسعة يصل عدد سكانها حاليا إلى 280 مليون نسمة تقريبا ما سيمكنها من أن تصبح سوقا مهمة بالنسبة إلى المغرب وبلدان جنوب المتوسط، ما سيساعد على تشييد أجواء تمنح فرصا أكثر للشراكة وعلاقات أورومتوسطية قوية.

أما الدبلوماسي المصري جمال الدين البيومي فقد اعتبر في مداخلته أن العلاقات الأورومتوسطية باتت تتسم بأبعاد استراتيجية وأمنية، ما نتج عن ذلك طرح الكثير من القضايا التي تهم خصوصاً الحوار السياسي والديمقراطية وحقوق الإنسان التي تتصدر اتفاقات الشراكة مع أوروبا وحق التنقل والهجرة والإرهاب وغيرها.

واعتبر فؤاد عمور (عضو بمجموعة الدراسات والأبحاث الأورومتوسطية) أن توسيع الاتحاد الأوروبي يطرح تحديات جديدة على أوروبا وعلى دول الجنوب مشيرا إلى وجود قراءات متعددة لوضع العلاقات بين دول الشمال والجنوب.

ويخلص في ختام مداخلته إلى القول إن «من نواقص علاقات عبر المتوسط ارتكازها فقط على المصالح الاقتصادية، بينما طرحت معاهدة برشلونة قضايا ثقافية ومجتمعية بقوة وجرأة وطرحت إصلاحات أساسية وقضايا الهوية لدى بلدان الضفتين وهو ما يجب اعتماده أساساً





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً