قضية مهمة للغاية طرحها رئيس جمعية الشباب الديمقراطي محمد الخاجة عندما أشار في حديثه إلى «الوسط» إلى أن جمعيته تضع ضمن أولوياتها تكوين قيادات شابة في مختلف المجالات بحيث تكون واعية وقادرة على التعاطي مع العمل السياسي بشكل صحيح.
مثل هذا التوجه المهم يطرح سؤالاً هو عنوان هذا العمود، أي هل تسعى الجمعيات الشبابية إلى تكوين قيادات؟
المتتبع لنشاط الجمعيات الشبابية سيشاهد حماساً كبيراً في بعض الجمعيات، ولكنه يخبو في جمعيات أخرى لأسباب متباينة. والأنشطة الشبابية التي تقيمها الجمعيات ليست قائمة على طرق مؤسسية سليمة، وإنما تعتمد بالدرجة الأولى على مجموعة من الشباب الذين دفعتهم الرغبة في العمل التطوعي، وجمعتهم الصداقات القديمة والجديدة، والهوايات المشتركة وعوامل أخرى يرفضها الشباب إلى تأسيس جمعية شبابية لها أهداف واضحة، وكذلك وسائل محددة، ولكنها لا تملك رؤية واضحة للمستقبل، فضلاً عن عدم معرفتها بما ستؤول عليه الجمعية خلال السنوات القليلة المقبلة.
طبعاً العمل الشبابي حالياً له الكثير من المؤشرات الإيجابية والتي لن يكون لها تأثير محدود فقط خلال السنوات المقبلة، وإنما سيمتد هذا التأثير على المدى الطويل. ومن أبرز المؤشرات قرب الانتهاء من إعداد الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالشباب، والتحضير لتدشين مشروع البرلمان الشبابي، وإنشاء لجنة داخل مجلس النواب معنية بالشباب، وتزايد اهتمام الطلبة بمشروع الاتحاد الطلابي الذي مازال متأرجحاً.
مثل هذه المؤشرات تحتّم على مجالس إدارات التنظيمات الشبابية الإسراع في إعداد رؤية واضحة لتنظيماتهم للسنوات المقبلة، وتحديد استراتيجياتهم.
والأهم من ذلك بحث كيفية تفعيل دور الشباب، وإمكان الاستفادة من قدراتهم الهائلة في المطالبة بحقوق الشباب، ودفعهم نحو اتخاذ مواقف تجاه القضايا التي تهمهم أولاً، ثم قضايا الوطن، وغيرها.
فكرة رائعة هي التي تسعى إليها جمعية الشباب الديمقراطي كما ذكر رئيسها عندما استحدث مجلس الإدارة الجديد لجنة للعمل الجماهيري تناط بها مسئولية دراسة كيفية تفعيل دور الشباب في المجتمع، وكيفية حشدهم في فعاليات جماهيرية لتحقيق مطالب ومكاسب معينة، بعد أن أصبحوا معادلة صفرية طوال عدة عقود، وأصبح دورهم شبه مغيب.
ولكنني أعتقد أن لجنة واحدة في جمعية شبابية واحدة لا تكفي، فمثل هذا الهدف الكبير والطموح في الوقت ذاته بحاجة إلى حشد القدرات والطاقات الشبابية المتوافرة في الساحة، والعمل على توظيفها لسنوات حتى تظهر نتائجها. وهنا تظهر المشكلة، فمعظم الجمعيات الشبابية باعتقادي لم تسعَ بعد إلى تكوين قيادات لاحقة لجمعيتها، ولم تسعَ إلى وضع أهداف عامة في مجال زيادة وتفعيل دور الشباب في المجتمع. وهذا ما يجب أن تنتبه إليه اليوم قبل الغد
العدد 703 - الأحد 08 أغسطس 2004م الموافق 21 جمادى الآخرة 1425هـ