تستعد البحرين مجدداً لتعزيز دورها الإقليمي الرائد في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل من خلال استضافتها للدورة العاشرة للمعرض التجاري والملتقى الحادي عشر للقطاع الخاص في الدول الإسلامية والذي وافقت إلى الآن نحو 60 دولة من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي على المشاركة في فعالياته. ومن الملاحظات الجديرة بالتسجيل في هذا السياق أن المعرض يقام تحت شعار «دور القطاع الخاص في تحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي» هذا الشعار العزيز على الكثيرين من المشتغلين في حقول التجارة والاستثمار والمال في البلدان الإسلامية، أولئك الذين ظلوا ينادون بضرورة تحويل هذا الشعار إلى واقع معاش منذ أكثر من نصف قرن من الزمان دون أن يتردد صدى لدعواتهم تلك غير أنهم ما ملوا ولا كلوا وظلوا يرددون نداءهم الذي ذهب أدراج الرياح في كثير من المناسبات النظيرة لهذا الملتقى. وسيجد هؤلاء الغيورون على تكامل الإمكانات الإسلامية المهولة، من ثروات وكوادر بشرية وسوق يعد إلى الآن الأكبر في العالم... وما إلى ذلك من إمكانات، بما يخدم التنمية والتقدم والازدهار للشعوب الإسلامية التي تتوافر لديها حزمة من الإمكانات إن حسن توظيفها جديرة بتحويل الشعوب الإسلامية إلى أرفع مستويات الرخاء الاقتصادي في العالم. ويشار في هذا السياق إلى أن هناك الكثير من التجارب الإسلامية التي يمكن الإسئناس بها لتحقيق نمو لافت في أكثر من بلد إسلامي. بعض هذه التجارب إسلامية خالصة مثل التجربة الماليزية التي أدهشت الأعداء قبل الأصدقاء والأقربين. ومن الممكن تعميمها مع إجراء بعض التحسينات عليها من نحو تعزيزها بالديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان لتقديم نموذج عصري لإمكانات المجتمع الإسلامي التي لم يتم استغلالها بالصورة الأمثل إلى الآن. وتتوافر مع انعقاد فعاليات الملتقى التجاري الإسلامي فرصة ذهبية نادرة لتفعيل وتنشيط المبادرات والأفكار التي بمقدورها النهوض بالإنسان المسلم الذي يعاني الأمرين في وقت كان من الممكن أن يكون على أرفع المستويات الاقتصادية والاجتماعية. والفرص لا تكرر كثيراً في هذا العصر المضطرب
العدد 703 - الأحد 08 أغسطس 2004م الموافق 21 جمادى الآخرة 1425هـ