لم يلتق قادة دول اتحاد المغرب العربي منذ سنوات، وفي كل موعد قمة يرفض هذا الزعيم أو ذاك الحضور. فالصراع على الصحراء الغربية يحول دون تطور الاتحاد المغاربي بسبب العلاقة المتوترة بشكل مزمن بين الجزائر والمغرب بوصفهما القوتين المحوريتين اللتين يتوقف عليهما قيام النظام الإقليمي ألمغاربي. فالمغرب يتهم الجزائر بوقوفها إلى صف جبهة «البوليساريو»، والجزائر ترى في المغرب قوة احتلال في الصحراء.
لنعد للتاريخ قليلا، فبيانات الأمانة العامة لاتحاد المغرب التي تصدر قبل وبعد كل اجتماع، تقول بأن قضية الصحراء كانت ولا تزال السبب الرئيسي في جمود الاتحاد، الذي أعلن عن تأسيسه العام 1989، وكانت الحكومة المغربية طلبت منذ 9 سنوات تجميد نشاط هذا الاتحاد بسبب الموقف الجزائري من النزاع.
ولكن خلال الأشهر الماضية بدأنا نلمح بشارات خير تحمورت في الزيارات الأخيرة المتبادلة بين البلدين، ثم تفاءلنا خيرا بتصريحات الرباط الأخيرة، بيد أن آخر التصريحات الجزائرية التي حملت نية مبطنة لتشتيت وحدة المنطقة، والتشويش على ما يعتبره المغاربة حقهم في وحدتهم الترابية؛ كسرت طموحاتنا بأن تعود الجهود لتبرز نشاد التكتل ألمغاربي من جديد. ومع وجود محاولات دولية لحل المشكلة فإن مستقبل النزاع يظل مطبوعا بالتأزم نظرا لالتزام كل طرف بموقفه وعدم الاستعداد لتقديم تنازل للآخر.
والتحولات الحادثة في أوروبا التي تمخض عنها نجاح الاتحاد الأوروبي في تجسيد مشروعه الوحدوي، تدعو المغرب العربي التفكير بجدية لإيجاد تكتل يجمعها، ولكن عليها أن تجد حلا للمشكل الصحراوي لأن غيابه يظل عقبة في وجه التكتل المنشود
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 702 - السبت 07 أغسطس 2004م الموافق 20 جمادى الآخرة 1425هـ