ذكر وكيل وزارة الإعلام محمود المحمود ان كلفة ترميم بيت سيادي الأثري بلغت ستين ألف دينار، فيما بلغت كلفة الصيانة الجذرية لبيت الشيخ عيسى بن علي عشرين ألف دينار، مبيناً أن أعمال الترميم في بيت سيادي ستنتهي في نهاية العام 2005، وإنه سيطلق على المنزل اسم «بيت الطواش» على اعتبار انه كان منزلاً لتاجر لؤلؤ مشهور، مشيراً إلى أنه سيتم تزويده بكل أدوات ومقتنيات الطواش القديمة لإعادة إحيائه من جديد.
جاء ذلك خلال الزيارة التفقدية التي قام بها الوكيل المحمود يوم أمس (السبت) للبيتين الأثريين للاطلاع على ما تم انجازه من أعمال ترميم وصيانة في الموقعين.
وأكد المحمود أنه يتم في الوقت الحالي تدارس امكان استملاك أرض قريبة من الموقع ملك لورثة عائلة سيادي بغرض ضمها إلى موقع البيت نفسه، وأشار إلى أنه تم ايقاف الزيارات السياحية للموقع منذ ما يقارب خمس سنوات بعد أن أصبح خطرا على زواره في ظل الوضع السيئ وما آلت إليه جدرانه المتهالكة، موضحاً أن فريقاً عراقياً قام بعملية ترميم للموقع في الفترة بين العامين 1976 و1979 إلا أن عملية الترميم باستخدام الاسمنت لم تتوافق مع مادة الجص التي صنع منها البيت.
وفيما يتعلق ببيت الشيخ عيسى بن علي أوضح المحمود أنه سيتم الانتهاء من صيانته الدورية في تاريخ 26 من الشهر الجاري على أن يتم افتتاحه للزوار مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل بعد أن يتم تزويد حجراته بأثاث من مقتنيات متحف البحرين الوطني يتناسب مع الفترة الزمنية التي بني فيها البيت.
وعلى الصعيد ذاته أشار المحمود إلى أن مقتنيات متحف الغوص واللؤلؤ سيتم عرضها اما ضمن متحف صغير يقام بالقرب من موقع قلعة عراد، أو انه سيتم البحث عن بيت أثري قديم تعرض فيه المقتنيات، آملاً ان يتم تحويل باب البحرين إلى معلم أثري في حال تم تطبيق مشروع هيئة سياحية مستقلة إذ سينتقل على إثره موظفو الهيئة الذين يشغلون مكاتب باب البحرين حالياً إلى مبنى مستقل بطبيعة الحال.
من جهته أكد مهندس الآثار الذي يشرف على الأعمال الترميمية وأعمال الصيانة في عدد من المواقع الأثرية في البحرين سالم بلحاج، أنه يتم في الوقت الحالي إزالة قطع الحديد والأسمنت من جدران بيت سيادي التي تم وضعها خلال عملية الترميم التي جرت في وقت سابق والتي أضرت بمادة الجص المستخدمة في بناء البيت، موضحا أن مادتي الحديد والاسمنت لا تسمحان بتنفس الجدران إضافة إلى أنهما مادتان متفاعلتان، معلقا بأن الترميم السابق وإن لم يكن موفقا إلا أنه شكل حماية للبيت. مؤكداً أن القطع الزخرفية التي بدأت في التساقط من سقف غرف البيت يتم حفظها وإعادتها إلى موقعها في البناء مثلما كانت عليه.
وأشار إلى أن العمل الحالي في ترميم الموقع يتطلب أولا إزالة مادتي الاسمنت والحديد والابقاء على مادة الجص، معلقاً بأنه بعد الانتهاء من عملية الترميم يمكن استغلال ما تبقى من البيت بأن تقام فيه النشاطات الثقافية والفنية.
من جانبه أكد الباحث الأثري خالد السندي القيمة الأثرية لبيت سيادي، مشيراً إلى أنه لا يبعد سوى ستمئة متر عن موقع بيت الشيخ عيسى بن علي ويعود بناؤه إلى مطلع القرن العشرين حين بناه تاجر اللؤلؤ المعروف أحمد بن قاسم سيادي، وأضاف أن البيت يعكس المستوى المعماري والاقتصادي الذي كانت تعيشه هذه الفئة من تجار اللؤلؤ، مبينا أن البيت يضم بين جدرنه فناء واسعا يحيط به عدد من الغرف والمرافق الأخرى كالمخازن والحمامات والمطبخ.
وأكد أن ما يميزه ويعطيه ميزته الأثرية هو إحدى الغرف الموجودة في الدور العلوي إذ تعد من أجمل مرافق البيت معمارياً، موضحاً أن سقفها مغطى بألواح خشبية رصت جنبا إلى جنب بألوان جذابة مثبتة عليها قطع خشبية أخرى محفورة بأشكال زخرفية تتخللها وريقات نباتية. وبين أن أبواب ونوافذ البيت مصنوعة من الخشب المشغول ومضاف إليها في أعلاها زجاج ملون لتزيينها.
ووصف السندي بيت سيادي بأنه تحفة معمارية، الطراز هو ذاته المستخدم فيه عدد كبير من الألواح الجصية المزخرفة وبأسقفه الألوان ذاتها الجذابة، مشيرا إلى أن البيت خضع لدراسات مستفيضة من قبل خبراء الترميم والصيانة الذين أعطوا من خلالها التصورات عن كيفية التعامل مع مثل هذا النوع من المباني، ووفقاً للسندي فإن مبنى البيت يقع في منطقة تعتبر فيها المياه قريبة من سطح الأرض ما كان له أثر سلبي على المبنى، مشيراً إلى انه تم وضع خطة مضادة للتقليل من الضرر الذي تسببه المياه لجدران البيت قبل إعادة ترميمه، موضحا أن الترميمات السابقة للبيت كانت تعتبر مرحلة دعم له، وان الصيانة الدورية للمباني الأثرية التي من ضمنها بيت الشيخ عيسى بن علي تسهم في معالجة المعلم وتدارك أية أضرار من شأنها التأثير على المبنى في الوقت المناسب
العدد 702 - السبت 07 أغسطس 2004م الموافق 20 جمادى الآخرة 1425هـ